أحتياجات المراهق النفسية

التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة

تبدأ التغيرات النفسية لدى المراهق مع الانتقال من مرحلة الطفولة للشباب حيث تختلف الأفكار والاحتياجات والرغبات، ويجب على الأهل تفهم هذه التغيرات بشكل كامل لمعرفة الطرق الصحيحة للتعامل معها، وتتمثل هذه التغيرات بالتالي:

  • الرغبة بالاستقلال: من أوائل التغيرات التي تحصل في فترة المراهقة هي محاولة بناء الشخصية بشكل مستقل عن الأهل، حيث يشعر المراهق بأن أهله لا يفهمون متطلباته ولا يشعرون به، وهذه الرغبة تجعله أكثر عناداً تجاه الأشياء الخاصة به، كما أنه لا يخضع لرغبات أهله إطلاقاً مما يجعله أكثر عدوانية بالتصرف معهم ومع المحيط بشكل عام.

  • تكوين الشخصية: تبدأ ملامح تكوين الشخصية مع الخروج من الطفولة فيعمل المراهق على بناء محيط خاص فيه، ومع تزايد شعوره بأن لا أحد يفهمه هذا يجعله أكثر انطوائية وانعزال بغرفته أمام وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب التكنولوجية، وحتى عند وجوده بين أهله قد يضع السماعات تجنباً للتواصل معهم أو مجادلتهم.

  • تقلبات المزاج: من أبرز التغيرات في مرحلة المراهقة هي تأثير اضطراب الهرمونات على الحالة المزاجية للمراهق مما يجعله متقلب المزاج دون سبب، فمثلاً قد يخالط أهله ويسهر معهم ويعيش بجو من الهدوء وفي اليوم التالي قد يتجنب الاقتراب منهم إطلاقاً، وقد يتحول جدال بسيط على نوع الطعام مثلاً إلى مشكلة كبيرة في المنزل.

  • بروز الميول والحاجات الجنسية: يبدأ ظهور الاحتياجات الجنسية في هذه المرحلة على شكل احتياجات عاطفية فقد تكون نوع من تقليد الأقران لكي لا يشعر بأنه أقل منهم خاصة عند الإناث في هذا العمر حيث تسيطر الغيرة عليهن، وقد تكون لإشباع الرغبة العاطفية، وقد تكون لإثبات النفس.

  • الرغبة في استكشاف الأشياء الممنوعة: يشعر المراهق بأنه لم يعد صغيراً وبالتالي يبحث عن الأشياء الممنوعة ويرغب باستكشافها وقد يبدأ بالتدخين على سبيل المثال، وفي حال كان المحيط من حوله سيء بالتزامن مع عدم قدرة الأهل على السيطرة عليه قد يصبح متعاطي للمخدرات أو الكحول ظناً منه بأن هذه الأشياء هي ما يجعله يشعر بالمتعة.

الاحتياجات النفسية في مرحلة المراهقة :

بعد أن تم ذكر الاضطرابات التي يشعر بها المراهقين لا بد من معرفة الاحتياجات النفسية التي يمكن من خلالها التقرب منهم، فمثلاً يكون المراهق بحاجة إلى:

  • البحث عن الذات: ذكرنا أن المراهق في هذه المرحلة يبدأ بتكوين شخصيته فيبدأ بالبحث عن ذاته فيجرب أن يقرأ الروايات ويشاهد الأفلام ويبحث عن الأشياء التي تشبه أفكاره ويتعلق بها، وقد يمارس هوايات بناء على رغبة شخصية منه، وقد يستمر في تعلمها واحترافها فيما بعد.

  • التعامل معه كشخص ناضج: من المهم التعامل مع المراهق كشخص ناضج وعدم تذكيره في كل مشكلة بأنه لازال صغيراً ومراهقاً وغير واعٍ لما يفعل لأن هذه التصرفات تجعله يبتعد عن الأهل ويفقد ثقته بهم على العكس يجب مناقشته حتى بالأمور الكبيرة والخاصة التي لا علاقة له فيها من أجل إعطاءه شعور أن رأيه مهم هذا يبني ثقة قوية بين الأهل والمراهق.

  • الشعور بالانتماء: يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى الشعور بالانتماء إلى الأهل أو إلى مجموعة من الأصدقاء المقربين ويكون بحاجة للشعور بأنه شخص مرغوب ومحبوب لكي يتقبل الوسط المحيط فيه، مع ثقته الكاملة بأن أهله سوف يدعمونه في أي وقت يحتاج فيه إليهم.

  • الاستقرار الأسري: إن الاستقرار الأسري من أهم الأشياء التي تؤثر في نضج شخصية المراهق بالشكل الصحيح لأن الجو المتوتر في الأسرة سوف ينعكس بشكل سلبي على شخصية المراهق التي تجعله ينفر أكثر من المنزل باتجاه الرفاق وقد ينخرط برفاق سيئين لذلك الجو الأسري الآمن هام جداً لحماية المراهق من الخطر، كما أنه يجعله يكبر تحت أنظار الأهل ويكون صادق معهم كأصدقاء له وليس كأهله.

  • الحاجة للشعور بالخصوصية: يحتاج المراهق بشكل رئيسي للخصوصية البحتة التي يجب على الأهل احترامها فلا يجب أن يشعر بأن أهله ليس لديهم ثقة به وأنهم يتبعونه في كل خطوة كالأطفال ويراقبون رفاقه ومكالماته والأماكن التي يذهب إليها لذلك يجب إعطاءه مساحة من الخصوصية والثقة التي تجعله يبوح بجميع أسراره لأهله دون الحاجة للتعدي على خصوصيته.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟