هوس نتف الشعر

وقد عرف اضطراب نتف الشعر منذ القرن الثاني عشر حيث يقوم الشخص المصاب بنتف الشعر جراء شعوره بالقلق والتوتر ليخلف مناطق من جسمه منزوعة الشعر غالبها مناطق ظاهرة لدى الآخرين..

مسببـــــــــــات المـــــــــــرض

لا توجد هناك اسباب محددة للمرض لمصاحبته الكثير من الخجل والسرية.. فمثل هؤلاء المصابين لا يفصحون إطلاقًا عن مدى معاناتهم من نتف الشعر ولا يطلبون المساعدة لعلاج ذلك..

ويبدأ الاضطراب في سن متقدمة من منتصف المراهقة وتصل نسبة الإصابة من 0.6% إلى 3.4%، وتزيد نسبة الإصابة بشكل ملحوظ في النساء لتصل إلى 9:1 عن الرجال.

ويظهر الاضطراب في مرحلة الطفولة وهو ما يسمى النوع الطفولي وتتساوى فيه نسبة الإصابة في الصبية والبنات وفي الغالب يكون هو الطفل الأكبر لدى العائلة ويلاحظ وجود مناطق منزوعة الشعر برأسه، وتزيد نسبة هذا النوع من الاضطراب عن النوع الآخر وهو الاضطراب في مراحل المراهقة والبلوغ والذي يقل كثيرًا في خطورته عن النوع السابق.

الاضطرابات المصاحبة

وقد وجد أن هناك ارتباط وثيق وملحوظ بين اضطراب نتف الشعر والوسواس القهري واضطرابات القلق الأخرى.. كما أن هناك العديد من الأمراض التي تتزامن المعاناة منها بمصاحبتها باضطراب نتف الشعر مثل اضطراب توريت و اضطرابات المشاعر خاصةً الاكتئاب واضطرابات الشخصية خاصةً اضطراب الشخصية الوسواسية، اضطراب الشخصية الحدية، اضطراب الشخصية النرجسية….، واضطرابات الأكل وعلى العكس عن باقي اضطرابات السيطرة على الدافع مثل اضطراب المقامرة المرضية واضطراب هوس السرقة فلا توجد علاقة مصاحبة وثيقة بين إدمان العقاقير أو المواد المخدرة وبين اضطراب نتف الشعر.

مسببــــــــــــــات المـــــــــــــرض

1.العوامل النفسية:

ومثله مثل باقي اضطرابات السيطرة على الدوافع فلديه مسببات متعددة ولكن يرتبط حدوثه بحدوث توتر شديد في حوالي 25% من الحالات.

وتؤثر الكثير من العوامل على حدوث مثل هذا الاضطراب مثل اضطراب العلاقة بين الأم والطفل، خوف الطفل الشديد من بقائه وحيدًا، فقدان شئ عزيز على الطفل، إدمان العقاقير في مراحل المراهقة المتقدمة…

وتؤثر الإصابة بالاكتئاب كثيرًا في ديناميكية حدوث مثل هذا المرض.

2.العوامل البيولوجية:

تشير الكثير من النظريات والدراسات البيولوجية إلى وجود خلل بأنظمة السيروتونين ونظام الأوبييت الداخلي في المخ  وتعاني عائلات مثل هؤلاء المرضى من تاريخ سابق لوجود العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطرابات السيطرة على الدوافع، أعراض الوسواس القهري التي تعزز وجود دور للعوامل الجينية كمسببات لتلك الاضطرابات.

الأعـــــــراض الإكلينيكيـــــــة والتشخيــــــص

يعاني المريض من احساس متزايد من التوتر والقلق قبل قيامه بنتف الشعر وينتابه شعور بالمتعة والإشباع بعد قيامه بذلك، وتتأثر كل مناطق الجسم بذلك الاضطراب ولكن يزيد نتف شعر فروة الرأس عن باقي مناطق الجسم مثل الحواجب، الرموش، اللحية ويقل كثيرًا نتف شعر العانة والصدر.

و يتميز الشعر المنتوف بقصره ليظهر في صورة شعرات مكسرة مصاحبًا للشعر الطويل بالمنطقة المصابة.

لا توجد هناك أى اضطرابات بفروة الرأس أو الجلد ويتم تشخيص الاضطراب إذا ما توافرت لديه تلك الظواهر:

  • نتف المصاب المتكرر لشعره والذي يؤدي إلى فقدان واضح للشعر.

  • احساس متزايد بالتوتر قبل نتف الشعر مباشرةً أو عند محاولته مقاومة هذا السلوك.

  • احساس بالرضا والإشباع عند اقتلاع الشعر.

  • لايوجد تفسير للاضطراب من خلال اضطراب عقلي آخر ولا ينجم عن حالة طبية عامة (مثل مرض جلدي).

  • حدوث اضطراب في النشاط الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني أو في مجالات أخرى من الأداء الوظيفي.

مشابهــــــــــــات المـــــــــــرض
الوسواس القهري:
ويختلف مريض اضطراب نتف الشعر عن مريض الوسواس القهري في عدم وجود وساوس سابقة لارتكاب الفعل، كما أن تلك الأفعال القهرية ترتبط فقط بنتف الشعر.
الإضطرابات المصطنعة:
والذي يقوم من خلاله الشخص بتلك الأفعال فقط للحصول على إهتمام طبي في غير حاجة إليه.
اضطراب التمارض
اضطرابات الحركات النمطية:
حيث يقوم المصاب بحركات نمطية لا إرادية ولا تسبب لدى الشخص أى قلق أو توتر.
الصلع وتينيا الرأس:
وتتم التفرقة بين اضطراب نتف الشعر وبين الصلع وتينيا الرأس عن طريق أخذ عينة من فروة الرأس والقيام بتحليلها.
العــــــــــــــــــلاج
لا يوجد إلى الآن إتفاق حول أفضل الاستراتيجيات والأشكال لعلاج اضطراب نتف الشعر.
العلاج العقاقيري: وينقسم إلى قسمين:
  1. العقاقير الجلدية: التي تتضمن العلاج بمركبات الكورتيزون والهيدروكسيد هيدكلورايد.
  2. العقاقير النفسية: مثل مضادات القلق التي تحمل صفات مضادات الهستامين، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان.. وقد لوحظ تحسن جلدي واضح لدى هؤلاء المضطربين عند تناولهم مضادات الاكتئاب خاصةً مثبطات استرجاع السيروتونين SSRI.. كما تم ملاحظة حدوث تحسن ملحوظ للمضطربين الذين يتناولون عقاقير SSRI عند تدعيمه بمركبات (أوراب)Pimozide وتستخدم مركبات الليثيوم للتحكم في اندفاعية وعدوانية هؤلاء المصابين.. كما أشارت بعض الدراسات إلى وجود نتائج جيدة من استخدام مركبات بوسبيرون، كلونازيبام، ترازودون.. وهناك دراسة وحيدة أشارت إلى مدى فاعلية مركبات نالتركسون للسيطرة على أعراض الاندفاعية لدى هؤلاء المصابين.
العلاج السلوكي
هناك العديد من البرامج السلوكية التي تستخدم وتأتي بنتائج إيجابية في مثل هؤلاء المصابين.
ويتم علاج الحالات المزمنة من المصابين باضطراب نتف الشعر بواسطة برامج العلاج السلوكي بالاستبصار والعلاج بالتنويم وبرامج تقويم السلوك.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟