تعتبر ظاهرة التحرش ظاهرة منتشرة في كثير من المجتمعات سواءً في البلدان المتقدمة أو المتخلفة، ولم يقتصر التحرش على السيدات فقط فكثيراً ما نسمع عن حالات تحرش بالأطفال ذكوراً وإناث .
علامات تحرش الأب بابنته :
يوجد علامات كثيرة لا يجب إهمالها قد تدل على أن زوجك يقوم بالاعتداء على ابنته أو التحرش بها، فإذا لاحظتِ هذه العلامات أو بعضها حاولي إبعاد مراقبة تصرفات زوجك عن قرب:
آثار التحرش على البنت: العلامات الأقرب والأكثر أهمية هي التي تظهر على البنت التي تتعرض للتحرش، مثل البقع الحمراء أو الكدمات على رقبتها أو الذراعين والفخذين، تقرحات في المنطقة التناسلية والشرجية أو آثار نزيف على الملابس الداخلية، إذا لاحظتِ أنها غيّرت ملابسها الداخلية أو ترتديها بطريقة خاطئة بعد ترك الطفلة مع والدها خلال الفترة السابقة، وغيرها من العلامات التي يجب أن تسترعِ انتباهك.
محاولة البقاء مع ابنته في غيابك: كثيراً ما يحاول الأب المتحرش أن يجد أي طريقة للبقاء مع ابنته لوحدهما، حيث يعرض على زوجته بشكل متكرر الخروج من المنزل وترك ابنته معه وبأنه سيعتني بها، ويكون هدفه الأساسي هو الاختلاء بابنته والتحرش بها، وستقدر الزوجة على التمييز بين الحالة الطبيعية ووجود شيء مريب في محاولات الأب الانفراد بابنته.
كثرة الاتصال الجسدي: يصر الأب المتحرش على الاتصال الجسدي مع ابنته حتى وإن لم تكن البنت مرتاحة لذلك، مثل كثرة الأحضان والقبلات وخاصة على الفم أو لمسها بطريقة مريبة وخاصة في المنطقة الحساسة، ويجب على الأم أن تميّز بحكمة بين الاتصال الجسدي الطبيعي بين الأب وأطفاله وبين ما يمكن أن يكون علامةً من علامات التحرش.
ابنتك تخبرك بأشياء غريبة: من الشائع أن يقدم الأب المتحرش تفسيرات لابنته عندما يتحرش به من قصص خيالية ومبررات غريبة، عندما تسمعين من ابنتك قصصاً غريبة حاولي الانتباه أكثر لما يجري.
اعتراف البنت أن والدها يتحرش بها: للأسف أن الكثير من الأمهات تتجاهل اعتراف الطفلة سواء كانت صغيرة أو حتى مراهقة، ذلك أن الأم تحاول إنكار تحرش الأب بأطفاله أو تريد الستر على الموضوع أو تعتقد أن ابنتها تختلق الأمر بمحاولة أيضاً للإنكار النفسي.
إذا أخبرتك ابنتك عن تعرضها للتحرش من والدها خذي الأمر بجديّة، فليس من سبب يجعلها تقول ذلك إلا إذا كان الأمر فعلاً قد وصل لحد خارج عن الطبيعي.
الخوف من الأب: إذا لاحظت أن ابنتك بدأت فجأة بكره والدها والخوف منه دون أن تخبرك بالسبب فحاولي مراقبة علاقة الأب بابنته فيمكن أن يكون كرهها ناجماً عن قيام الأب بالتحرش بها.
إعطاء الهداية والأموال: غالباً ما يحاول الأب المتحرش استمالة ابنته بالهدايا والأموال التي يعطيها بدون سبب، وذلك حتى تقوم بمسايرته ولضمان عدم إخبار أمها بفعلته، وسيكون ذلك واضحاً بالنسبة للأم إن لم تكن من طبيعة الأب كثرة الهدايا والدلال وظهرت عليه بعد وصول البنت لسن معينة، أو كانت هذه طريقته مع أحد أطفاله دون الآخرين.
التركيز على طفل محدد: قد يكون للأب المتحرش عدة أطفال ولكنه يتودد إلى أحد بناته بشكل خاص ومبالغ فيه ويكون مهووساً بنموها من الناحية الجنسية.
كيف أتعامل مع الفتاة التي تعرضت للتحرش :
اصطحاب الفتاة للطبيب: أول ما يجب أن تقوم به الأم أخذ البنت -أو الطفل- التي تعرضت للتحرش إلى الطبيب المختص للكشف عليها والتأكد من سلامتها الجسدية وعذريتها وتوثيق أي علامات للتحرش والحصول على تقرير طبي بالحالة.
تجنب بقاء الفتاة مع والدها لوحدهم: من المهم عدم ترك ابنتك مع والدها لوحدهما أبداً كذلك إلقاء النظر عليها خاصة في الليل للاطمئنان عليها، لتجنب تكرار حادثة التحرش.
توعية الابنة: في حال كانت الفتاة صغيرة فيجب على الأم أن تقوم بتوعيتها حول مناطق جسدها والتي لا يجوز أن يلمسها أي شخص حتى لو كان والدها، وفي حال قيام أي أحد بلمسها فعليها الهرب وإخبار والدتها بذلك.
عرض الفتاة على طبيب نفسي: يجب اصطحاب الطفلة أو الفتاة إلى طبيب نفسي لتجنب الأعراض النفسية التي تنتج عن هذا التحرش خصوصاً أنه جاء من الأب.
منحها الحنان والحب: بعد هذه حادة تحرش الأب تحتاج الفتاة لتعويض مشاعر الخذلان وعدم الثقة تجاه والدها، لذلك على الأم أن تمنحها المزيد من الحب والحنان والاهتمام حتى تستطيع الفتاة تخطي هذه المرحلة.
ملئ الفراغ: حاولي ملء فراغ ابنتك بأحد الأشياء التي تحبها مثلاً العزف أو معهد لتعلم الرسم أو اصطحابها لنزهات وذلك لمساعدتها في نسيان الحادثة وتجنب تذكرها.
أخصائي نفسي
الولاء مكي