هل انت مرن نفسيا

الناس جميعاً تعترضهم مواقف متفاوتة في درجة الصعوبة، ويمرون باختبارات كثيرة في حياتهم قد تكون منعطفاً في طريقة تفكيرهم، ومنهم من يندم بعد موقف معين لتصرف أرعن بدر منهم قائم على الانفعال وبعيد عن ضبط النفس والتصرفات، هذا كله متعلق بأمر غاية في الأهمية وهو المرونة النفسية .

 خطوات لبناء المرونة النفسية وتعزيزها

  1. عزز تواصلك مع الآخرين:

    • يمكن أن تكون العلاقات مع الأشخاص الإيجابيين والتواصل معهم عاملاً مقوياً في بناء المرونة النفسية لأن التواصل معهم يجعلك تشعر بأنك لست وحيداً في مواجهة الأزمات، وهنا يجب الاعتماد على أشخاص جديرين بالثقة ويقدرون مشاعرك ويعطونك النصيحة الصادقة.

    • بعض الأحداث الصادمة قد تسبب ألماً يؤدي للانعزال ولإهمال بعض الأشخاص لأنفسهم والابتعاد عن محيطهم، في وقتٍ يجب أن يتذكروا أهمية قبول المساعدة والدعم ممن يهتمون بك.

    • يمكن الانضمام لمجموعة من الأشخاص الإيجابيين الذين قد تشترك معهم بأمور معينة، أو حتى إن كانوا يختلفون عنك ببعض الأشياء اختلافاً يحفز الفضول ويعزز المهارات الجديدة، فهذا كله من شأنه أن يتيح لك جانباً من الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه وبالتالي استعادة الأمل والشعور بالسعادة والرضا.

  2. حافظ على صحتك الجسمانية:

    • اهتم بجسمك لأنه هو الذي يحملك ويقوم بالوظائف التي تحتاجها لتكمل حياتك قوياً.. نفسياً وجسدياً، والاهتمام يتضمن الصحة العقلية لأن التوتر جسدي بقدر ما هو عاطفي، لذا فإن اتباع نمط حياة إيجابي يتضمن التغذية السليمة، والنوم الوفير، وشرب المياه بما يكفي، والتمارين الرياضية المنتظمة.. يمكن أن يقوي جسمك للتكيف مع التوتر ويقلل من عبء المشاعر السلبية مثل القلق أو الاكتئاب.

    • مارس تمارين التأمل واليقظة النفسية مثل اليوغا والممارسات الروحية الأخرى كالصلاة ما يساعدك على استعادة الإيجابية في المشاعر والأفكار ويهيئ بالنتيجة للتعامل مع المواقف التي تتطلب المرونة النفسية.. ومن الجيد أن تتأمل في الجوانب الإيجابية من حياتك وتتذكر الأشياء التي تُشعرك بالامتنان.

    • ابتعد عن الأدوات السلبية للتنفيس عن ألمك وقلقك والمقصود بتلك الأدوات الكحول والتدخين أو المخدرات أو مواد أخرى تقود للإدمان السلبي، وبدلاً عن ذلك ركز واعمل على التحكم يتوترك وإدارته وتحويله لموجه إيجابي لمشاعرك وتصرفاتك لا العكس.

  3. حدد أهدافك بعيدة المدى:

    • اعمل على مساعدة الناس إن كانوا غرباء بحاجة للمساعدة كالمسنين أو المشردين أو الفقراء أو كانوا أصدقاء بحاجة إليك فهذا يشعرك بأنك تحقق هدفاً ما ويعمل على تعزيز تقديرك لذاتك ويحفز تواصلك مع الآخرين ومع ذاتك الداخلية فتشعر بالرضا وتضع أساساً للمرونة النفسية لديك.

    • بادر بالإفصاح عن مشاعرك والتعبير عنها وقبل ذلك عليك قبولها وتبنيها مهما كان الظرف صعباً، وعند اعترافك بوجود مشكلة تعترضك سواء من الداخل أو الخارج، اعمل على معالجتها من خلال تجزئتها إلى أولويات ووضع خطة للحلّ تنسجم مع أهدافك وشخصيتك وبعيداً عن الانفعال.

    • عند تحديد أهدافك اعمل على إنجاز شيء على الأرض حيالها وتحرك بدقة نحو الأمور القابلة للتحقيق ولو كان إنجازك فيها صغيراً بدلاً من التركيز وصرف الجهد على الأهداف صعبة التحقيق بالنسبة إليك أو التي تحتاج وقتاً أكبر، ولعمل ذلك اسأل نفسك: “ما هو الشيء الوحيد الذي أعرف أنه يمكنني تحقيقه اليوم والذي يساعدني على التحرك في الاتجاه الذي أريد أن أسلكه؟” فمثلاً إن كنت تعاني من الحزن الشديد لفقدانك شخصاً عزيزاً اعمل على الانخراط في مجموعة من الأشخاص أو الأصدقاء الإيجابيين بحيث تنتقل إلى جو جديد يحسن نفسيتك.

  4. عزز الأفكار الإيجابية والصحية:

    • أي اجعل مسار تفكيرك إيجابياً لأن ذلك سيؤثر على طريقة تعاملك مع الأحداث في حياتك، كما أن طريقة تفكيرك يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الشعور الذي يتولد لديك تجاه موضوع ما، وكذلك في مدى مرونتك عند مواجهة العقبات، لذا كن أكثر توازناً وواقعية

      فمثلاً: إذا شعرت بالإرهاق بسبب ضغط العمل أو الدراسة ذكر نفسك أن ما يحدث لك ليس مؤشراً نهائياً أو حكماً قاضياً على مستقبلك، لكن بالمقابل ركز على فكرة أنك غير عاجز عن أداء هذه المهمة.

    • تقبل أن التغيير جزء من الحياة، ولا شيء ثابت على الإطلاق فقد تقف غير قادر على تحقيق أهداف أو مُثُل معينة نتيجة بعض المواقف المعاكسة في حياتك، وهنا يكون الحل بأن تحاول قبول الظروف التي لا يمكن تغييرها ثم التركيز على الظروف التي يمكنك تغييرها.

    • حافظ على نظرة متفائلة داخلك، مع عدم إغفال الواقع من حولك لأن تلك النظرة تساعدك في أن تأمل حدوث أشياء جيدة لك في الوقت الذي تكون فيه الظروف معاكسة لك، فكر في الأشياء التي تريدها أن تحدث بدلاً من القلق من عدم حدوثها أو من أن يحصل ما لا تريده، أشعر نفسك بأن هناك شيء جيد ينتظرك في النهاية فهذا يسهل عليك تجاوز المواقف الصعبة.

    • اجعل ماضيك مدرستك وتعلّم منه ومن مواقفه وأحداثه التي مررت بها من شدائد وضغوط وراجع كيف كنت تستجيب لتلك الضغوط وتذكر كيف مرت وعادت الأمور لطبيعتها وأصبحت لديك خبرة جديدة علمتك الاستجابة بشكل أفضل مرة بعد أخرى.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟