هلاوس النوم

 تهيؤات النوم هي الشعور بوجود شيء حول الشخص أثناء نومه غير موجود في الواقع أو إدراك ذلك بإحدى الحواس، وعلى الرغم من أنها قد تسبب حالة من الهلع والخوف الشديد في اللحظات الأولى من الاستيقاظ، إلا أنها تحدث عند جميع الناس، وفي معظم الأحيان يكون سببها طبيعي ناتج عن تعرض الجسم لحالة ما من الاضطراب أو التعب أو قلة النوم.
أما عندما تكون هذه الهلوسات متكررة جداً ومترافقة مع أعراض أخرى، أو عندما تحدث في أوقات أخرى من النهار خارج أوقات النوم، فربما تعطي مؤشراً للإصابة بمرض نفسي أو عقلي.
وعلى الرغم من أن الهلوسة النومية يمكن أن تكون امتداد لحلم ما في أولى مراحل الاستيقاظ، إلا أنها مختلفة عن الأحلام والكوابيس، حيث تكون الأحلام بعيدة عن الواقع في أغلب الأحيان وتشمل أحداث مختلطة بشكل غير منطقي، أما الهلوسات تكون حقيقية وواقعية جداً لدرجة أن كثير من الأشخاص يصدقونها ويخافون منها لدرجة شديدة قد تسبب لهم اضطرابات نفسية فيما بعد.

أعراض هلوسة النوم

تختلف أعراض هلوسة النوم بحسب نوع الهلوسة الحاصل، وهناك بعض من الأعراض تحدث دون أن يعيها الشخص وإنما يلاحظها شخص آخر إن كان بقربه، وأكثر هذه الأعراض شيوعاً:

  • سماع أصوات غريبة لأشخاص أو أشياء غير موجودين في محيط الشخص النائم.

  • الشعور بحركة الجسد من مكانه أثناء النوم، كشعور السقوط أو الطيران.

  • الشعور بوجود أشياء غريبة تمشي على الجسم.

  • رؤية صور غير واقعية لأشياء غريبة تتحرك حول الشخص النائم أو توهم رؤية صور لحيوانات أو كائنات غريبة.

  • يحدث أحياناً أن يستيقظ الشخص بشكل مفاجئ من نومه، وربما يترافق ذلك مع صراخ وخوف.

  • قد يشعر الشخص بارتباك شديد في أولى لحظات استيقاظه بسبب عدم إدراك ماذا حدث معه.

  • يمكن أن يكون الشخص بحالة استيقاظ ذهني فقط، هذا يعني أنه ربما يفتح عينيه وهو نائم وينظر لأشياء غير موجودة ويتهيأ له أشخاص يقتربون منه أو أشياء أخرى، ولكنه عاجز عن الكلام أو الحركة، ثم يستيقظ الشخص بعد عدة دقائق وينظر حوله عن الشيء الذي كان يراه، ولن يجد شيء.

علاج الهلوسة النومية وتهيؤات ما حول النوم

تُعالج هلوسة النوم بعلاج السبب الكامن وراء حدوثها والتخلص منه، وعلى هذا تكون سبل العلاج الأكثر شيوعاً هي:

  • علاج الأرق: عندما يعاني الشخص من حالات أرق متكررة ومستمرة لفترة طويلة يجب أن يتجه لعلاجها لأن الهلوسات التي سترافقها أثناء النوم ليست الجانب السيء الوحيد، وإنما صحة الجسم بالعموم سوف تتأثر على كل من الصعيدين الجسدي والنفسي.

  • التقليل من أسباب التوتر: دائماً ما يسبب التوتر والانزعاج تأثيراً على جودة النوم عند جميع الناس فتحدث الكوابيس ومشاكل الأرق وأيضاً الهلوسات في العديد من الحالات، وللتخلص من كل ذلك يفضل محاولة الابتعاد عن أسباب التوتر والتعب النفسي، حيث يكون لذلك عدة أساليب وطرق، مثل لعب الرياضة أو المشي أو ممارسة تمرينات التنفس واليوغا والتأمل للتخلص من الطاقة السلبية، ويمكن أيضاً ممارسة الأنشطة والهوايات التي تجذب الشخص الذي يعاني من الأرق.

  • تجنب المشاهد المخيفة قبل النوم مباشرة: فالدماغ يحفظ ما يراه قبل النوم وربما يظهره للشخص على شكل أحلام وكوابيس قد تتطور لتصبح هلوسات مخيفة جداً، لذا يفضل الابتعاد عن هذه المشاهد وبشكل خاص ما قبل النوم.

  • العلاج النفسي: في الحالات النفسية المتفاقمة كالاكتئاب الشديد أو في حال التعرض لمشكلة الهلوسة بشكل متكرر جداً أثناء النوم أو حتى في غير أوقات النوم، فيجب هنا التفكير بشكل سريع في مراجعة أخصائي نفسي ليساعد في حل هذه المشاكل لأنها حساسة جداً وقد تحمل تأثيرات نفسية وحتى جسدية خطرة على الشخص المصاب.

  • العلاج من إدمان الكحول أو المخدرات: لا يكون علاج هذا النوع من الإدمان سهلاً، وفي الفترة الأولى من علاجها قد يحدث زيادة في الهلوسات والمشاكل الصحية حيث يكون تأثير انسحاب المواد المخدرة والكحول من الجسم مؤذي في الفترة الأولى لأن الجسم اعتاد عليها، ولكن الأمر يحتاج للصبر والإرادة للتخلص من هذا الإدمان والعودة لأسلوب حياة طبيعي ومريح خالٍ من الهلوسات والمشاهد المخيفة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟