هرمونات القلق والتوتر وتأثيرها النفسي

متى يشعر الإنسان بالقلق والتوتر؟
يمكن تعريف التوتر والقلق على أنهما الضغط أو الإجهاد النّفسي الذي يصيب الإنسان نتيجة تعرّضه لموقف انفعالي. وبعد التّعرّض لهذا الموقف الذي تنقله السّيالات العصبيّة للدماغ يتم إفراز هرمونات القلق والتوتر والتي بدورها تعمل على توفير ردات الفعل والاستجابات التي تراها مناسبةً للتّعامل مع المثير والظرف الذي يسبب القلق والتوتر للإنسان.

عندما يشعر الجسم بالتّهديد بسبب القلق والتوتر فإنه يلجأ إلى حلّين هما المواجهة أو الهروب؛ ونتيجةً لاستجابة الجسم للتوتر والقلق فإنه يقوم بإفراز هرمونات القلق والتوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين (المعروف أيضًا باسم الإبينفرين) في الدّم. تزيد هذه الهرمونات من التّركيز والقدرة على التّفاعل وتعطي الجسم قوة أكبر في تلك المواقف لمواجة المثير أو الظرف الطّارئ الذي سبب حالة التوتر والقلق كما يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدّم، ويصبح جهاز المناعة والذاكرة أكثر حدةً.. وبعد مرور الموقف واختفاء المثير أو الظرف الطّارئ الذي سبب التوتر والضغط فإن الجسم يعود إلى طبيعته.

ولكن كثرة التّعرّض للمثيرات والمواقف التي تسبب كثرة القلق والتوتر والاجهاد العصبي تعني زيادة إفراز تلك الهرمونات، ويصاحب زيادة إفراز الجسم لتلك الهرمونات مشاكل صحيّة ونفسيّة خطيرة مثل:

  • آلام في المعدة .

  • زيادة نشاط القولون ما يسبب الإسهال.

  • زيادة الشّهيّة للطعام وبالتّالي الوصول للسّمنة.

  • ضعف جهاز المناعة واستقبال الجسم للميكروبات ومسببات الأمراض بسهولة.

  • الاكتئاب ومشاكل في النّوم.

  • زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب وتصلّب الشّرايين والسّكتة الدّماغيّة.

  • مشاكل في البشرة والشّعر والأظافر.

دور هرمونات الجسم في الشّعور بالقلق والتوتر

تختلف طرق تفاعل الأشخاص مع البيئة المحيطة بهم وخاصةً في الظروف الاستثنائيّة أو المفاجئة أو الطّارئة، حيث يحدث ما هو غير متوقع فيتسبب هذا المثير بتولد شعو التوتر والقلق لدى الشّخص، وبالتّالي يفرز الجسم هرمونات التوتر والقلق في محاولة منه للسّيطرة على الموقف وضبط الانفعال وتخليص الجسم من الخطر الذي سببه له المثير.

إن حدوث إخلال بالتّوازن بين الكائن الحي وبيئته يسبب التوتر والقلق فمثلاً في الحياة اليوميّة نواجه كثيراً من المواقف التي تسبب الإجهاد والتوتر والقلق لنا مثل ضغط العمل والامتحانات والضغط النّفسي والاجتماعي والصدمات والحوادث المفاجئة كحوادث السّير مثلاً.  وردّة فعل الجسم هي تغيير في مستوى الهرمونات فيه للتّعامل مع الظرف الطّارئ أو المثير الذي يسبب القلق والتوتر.

عند حدوث أي مثير أو عارض أو موقف يدعو للقلق والتوتر فإن الدّماغ يرسل من خلال الجهاز العصبي أوامر لبقيّة الجسم للتّحكم بوظائف الجسم اللاإراديّة مثل التّنفس وضغط الدّم وضربات القلب وذلك لطلب الاستغاثة والمساعدة في مواجهة المثير، فيرسل الجسم أيضاً إشارات للغدد الكظريّة التي تضخ هرمون الأدرينالين في الدّم ويتسبب عندها بتارسع نبضات القلب ودفع الدّم إلى العضلات والقلب بسرعة أكبر ما يحدث تنفساً أسرع لدى الشّخص.
يحتاج الجسم لزيادة كميّة الأكسجين فيه وتحديداً للدماغ ليبقى قادراً على العمل فهو المسؤول عن تصرف الإنسان وسلوكه وردة فعل الجسم الإراديّة واللاإراديّة. ومن الملاحظ وقتها زيادة حدة الحواس لدى الشّخص كالبصر والسّمع والشّم والذاكرة أيضاً.

وتتم هذه العمليات وغيرها في جسم الإنسان بسرعة كبيرة عند تعرضه لمثير مفاجئ يسبب له الشّعور بالقلق والتوتر، وإذا استمر الشّعور بالقلق والتوتر فإن الجسم يفرز الكورتيزول ليبقى متأهباً ومستعداً لأي طارئ أو زيادة شدة المثير. وبعد زوال المثير أو العامل الذي سبب القلق والتوتر للشّخص فتنخفض مستويات الكورتيزول للمستوى الطّبيعي لها.

هرمون الأدرينالين والتوتر

يعرف هرمون الأدرينالين باسم هرمون القتال أو الهروب ومن الجانب الطّبي يسمى الإبينفرين. وتنتجه الغدد الكظريّة عندما يواجه الشّخص أي موقف مجهد أو مثير مسبب للتوتر والقلق. وهو مسؤول بحد كبير عن رد الفعل المباشر والفوري. ويتمثل دوره بزيادة معدل ضربات القلب وزيادة الطّاقة في الجسم لمواجهة الموقف أو المثير، إضافة لتغيرات في جسم الشّخص مثل التّنفس بشكل أسرع وزيادة نبضات القلب والتّعرق وغيرها من أدوات الحماية ومواجهة الخطر.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟