إن المحافظه علي العلاقة بين الوالدين و المراهق لتظل قوية ، خلال سن المراهقة مهمة صعبة نوعاً ما .
تشترك سنوات المراهقة كثيراً بثنائيات رهيبة و ربما مفزعة. خلال كلتا المرحلتين (الطفولة و المراهقة)،
يقوم أطفالنا بأشياء جديدة مثيرة ، و لكنهم في بعض الاحيان يتجاوزون الحدود و يرمون علينا بنوبات الغضب الكثيرة .
ما هي مرحلة المراهقة :
تُعرّف مرحلة المراهقة بأنّها مرحلة عمرية من مراحل النمو تكون بين الطفولة والبلوغ، وتِبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإنّ عمر المراهق يُقدّر ما بين 10-19 سنة وقد يمتدّ إلى عمر 24 سنة، وقد اختلف المختصّون في تصنيف الصعوبات المرتبطة بمرحلة المراهقة، فالبعض وصفها بأنّها طبيعية في حين وصفها آخرون بأنّها مُرهِقة ومرتبطة بتصرّفات معيّنة، ويُصاحب هذه المرحلة العديد من التغيّرات،
ومن أبرزها ما يأتي :
التغيّرات الجسدية والتطورات النفسية والاجتماعية والأخلاقية. الشعور بالحاجة إلى الاستقلالية وتكوين الذات وضعف ارتباط المراهق بوالديه عاطفياً. التفاوت في سرعة التغيّرات الجسدية وطفرات النمو في سن البلوغ من مراهق لآخر، فقد تحدث عند بعضهم ببطء وبشكل تدريجي، في حين أنّها قد تحدث بسرعة عند آخرين؛ لذا فقد تظهر علامات النضج على المراهق في فترة مبكرة أو متأخرة وِفقاً لطبيعة نمو جسمه.
زيادة مشاعر القلق وعدم الشعور بالأمان.
اتّصاف معظم المراهقين بالأنانية لفترة معينة والتي تقلّ عادةً مع التقدم في العمر .
اعتقاد المراهق بأنّه محور اهتمام وتركيز الآخرين سواءً من المقرّبين له أو البعيدين عنه .
اهتمام المراهق الزائد بمظهره، وكذلك تفضيله لأصدقائه على أهله في معظم الأوقات .
مراحل المراهقة :
المرحلة المبكرة من المراهقة تضمّ المرحلة المبكرة من مراحل المراهقة الفئة العمرية ما بين 10-14 سنة، وتتميّز بما يأتي:
مرور كلا الجنسين في هذه المرحلة بأولى مراحل البلوغ. ظهور الاهتمامات الجنسية. قلّة التفكير في المستقبل، في حين يكون التركيز على التفكير الأخلاقي والمعنوي كبيراً.
المرحلة المتوسطة من المراهقة تضمّ المرحلة المتوسطة من مراحل المراهقة الفئة العمرية ما بين 14-17 سنة، وتتميّز بما يأتي: سرعة النمو عند الذكور، حيث يُصاحب ذلك خشونة في الصوت. اكتمال التغيرات الجسدية عند معظم الإناث. ظهور حبّ الشباب عند بعض المراهقين. زيادة الاهتمام بالأمور الجنسية والأسئلة حولها ممّا يستدعي ضرورة الدعم والمتابعة من الأهل. السعي للوصول إلى الاستقلالية؛ وهو ما يُفسّر لجوء المراهق لمجادلة الآخرين بكثرة. التفكير بالأمور بشكل تجريدي وشامل، مع وجود صعوبة في تطبيق الأفكار. زيادة تأثير الرفاق على المراهق بشكل كبير، حيث يقضي معظم الوقت معهم. استمرار الدماغ بالنمو، حيث يكون مستوى النضج عند المراهق غير مُكتمل بعد، وذلك لأنّ نمو الفصوص الأمامية من الدماغ يكتمل في عمر 20 عام، إذ إنّ هذه الفصوص هي المسؤولة عن التحكّم بالانفعالات، والتفكير في عواقب الأمور، والقدرة على اتخاذ القرارات المهمة.
المرحلة المتأخرة من المراهقة تُعدّ المرحلة المتأخرة آخر مرحلة من مراحل المراهقة، وتُعرف أيضاً بمرحلة الشباب، حيث تضمّ هذه المرحلة الفئة العمرية ما بين 18-24 سنة،
تتميز بما يأتي: ازدياد التطورات الإدراكية والمعرفية عند المراهق عن التطورات الجسدية. التفكير بالأمور بشكل عقلاني. الاهتمام بالمستقبل والتخطيط له. الاستقلالية واكتساب الإحساس بالهوية وإثبات الذات. الاستقرار العاطفي.
نصائح التعامل مع المراهقين
أغلب مشكلات المراهقة بين الأم والأب وبين الابن تكون مرتبطة بشكل أو بآخر بتلك الأمور العشرة:
المسؤولية: ربما ترين ابنك مهما كبر صغيرًا، والحقيقة أنه ليس كذلك، والمراهق على الأخص يرى ويدرك أنه كبير الآن، كبير بما يكفي ليتحمل مسؤولية نفسه في كثير من الأمور، كوني ذكية واسمحي له بتحمل مسؤوليات يمكنه تحملها، واسأليه عنها، من ناحية سيقدر لك ثقتك فيه، ومن ناحية أخرى سيتعلم كيف يتحمل المسؤولية.
الاحترام: عاملي ابنك باحترام يعاملك باحترام، وعاملي الجميع باحترام تُعلمي ابنك أن يتعامل باحترام مع الجميع أيضًا، قواعد سهلة وبسيطة ومريحة، فقط تمسكي بها، لا تسمحي لنفسك أن تسبي ابنك أو تنفعلي عليه أو تحرجيه أمام الآخرين.
الحدود الواضحة: ما الذي يخلق الصراع بين الآباء والأبناء؟ إما أن تكون الحدود والقواعد ظالمة وإما أن تكون غير واضحة، يجب أن تكوني محددة وصريحة عندما تضعين القواعد بحيث لا تقبل معنيين، ولا تسمح لحدوث سوء فهم، تذكري أن المراهقين أذكياء جدًا في إيجاد منافذ في تلك القواعد! التغير: لقد كبر ابنك وتغير وسوف يتغير أكثر وأكثر، وكل شهر يمر يتغير فيه أكثر ويتبدل، ويفكر في مليون شىء، ويرغب في تعلم ألف شىء، ويترك ألف شىء، عليك أن تتقبلي فكرة التغير حتى تستطيعي التعامل معه وتصبحي أمًا رائعة لمراهق رائع.
تأثير الآخرين: لست وحدك من تربين ابنك وتؤثرين فيه، هناك أصدقاؤه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت، لا أقول لك احبسي ابنك وامنعيه من كل هذا، على العكس، تقبلي هذه الحقيقة وتعاملي معها، احميه حقًا بأن تكوني منفتحة على كل ما يتأثر به ابنك، وإذا كنت ترفضين شيئًا عليك التعامل بحذر وذكاء، المنع ليس حلًا، وبالتأكيد ليس لابن في مرحلة المراهقة. الأصدقاء: الصداقة مهمة في حياة المراهقين، ذلك لأن المراهق يهمه جدًا أن يكون مقبولًا من أصدقائه، وبالتالي يتأثر بهم حتى ينال إعجابهم، ربي ابنك منذ صغره على الاستقلال والثقة بالنفس حتى يكون واعيًا عندما يتعامل مع أصدقائه ويستطيع أن يقول بسهولة “لا”، وحتى يقتصر الأمر على صداقة جيدة تثري وقته وعقله ولا يتغير فيها للأسوأ. الثقة: أعرف أن الثقة قد تختلف درجتها من ابن لآخر، فقد ترى الأم اندفاعًا وتهورًا من ابن، وتعقلًا وحرصًا من ابن آخر، لكن ابدئي بالثقة أولًا، ثقي بابنك واحرصي على أن يعرف أنك تثقين به، عندما يشعر ابنك أنك تثقين به سوف يعمل جاهدًا ليكون عند حسن ظنك به ولا يفقد ثقتك أبدًا. المساندة: هناك خط رفيع بين المساندة والتحكم، عندما يأتي إليك ابنك يطلب منك النصيحة أو المساعدة، اعرضي عليه ما تفكرين فيه، واتركي له القرار في النهاية، لا تتشبثي بأن ينفذ اقتراحك بحذافيره، كوني بجانبه دائمًا.
التواصل: ليكن بينكما حوار دائم، وحكايات متبادلة، وأخبار، ومناقشات، ونشاطات مشتركة، كوني موجودة في حياة ابنك كطرف يتكلم معه وليس فقط يتلقي الأوامر منه أو ينفذ طلباته، سيسهل عليك التواصل أمورًا كثيرة، إذا كانت العلاقة جيدة بينك وبين ابنك سيسهل عليك مثلًا أن تحدثيه عن التدخين أو المخدرات أو البلوغ، تذكري أيضًا أن تستخدمي مهارات التواصل من هدوء في الحديث وصراحة، كذلك تعلمي التفاوض للوصول لحلول مقبولة للطرفين.
الخصوصية: هل تذكرين عندما كنت في سن المراهقة وتغلقين على نفسك الباب لتجلسي وحدك، تستمعين للموسيقى أو تكتبين أو تفكرين أو حتى تتكلمين في الهاتف مع أصدقائك؟ سيفعل ابنك ذلك أيضًا، فتقبلي ذلك بصدر رحب، واحترمي خصوصيته.
أخصائي نفسي
الولاء مكي