مهارة حل المشكلات

عندما ينتقل أبناؤنا من الطفولة إلى مرحلة المراهقة، تبدأ مشاكل المراهقة بالظهور في حياتهم، ويفضل بعض المراهقين حل المشاكل بأنفسهم، دون اللجوء إلى الأهل إلا عندما تغلق جميع الأبواب في وجوههم ولا يستطيعون إيجاد حل للمشكلة.

خطوات حل المشكلة بطريقة علمية

كيف نحل مشاكل الأطفال والمراهقين؟ طريقة حل المشاكل التي نستخدمها مع أبنائنا، تكسبهم المعرفة والمهارة في عالم إدارة المشكلات، فنحن نشكل قدوة حسنة لأطفالنا في جميع مناحي الحياة.

أساليب حل المشكلات كثيرة ولكن إدارة المشكلة بطريقة صحيحة يعتمد على وضع خطة أو استراتيجية واضحة تهدف إلى فهم المشكلة التي يواجهها الطفل أو المراهق وتحديد أهميتها ومدى تأثيرها، وطرح الحلول الممكنة وتقييمها، وتحديد الحل الأنسب لجميع الأطراف، وتطبيقه ثم تقييم النتائج. ويتم ذلك من خلال تطبيق خطوات حل المشكلة، وهي:

1- تحديد المشكلة: احرص على تعريف المشكلة بالضبط، والتركيز عليها، لا تركز على الشخص أو المشاعر. فمثلاً تجنب الجمل الهجومية التي تتهم فيها ابنك مباشرة بالتقصير: “لماذا لا تتذكر أن تخبرنا عندما تتأخر عند أصدقائك؟ ألا تهتم بمشاعري كفاية لتتصل بي وتوفر علي ألم القلق والتوتر؟”! هذه الطريقة في طرح المشكلة ستبعدك عن تحديد المشكلة الحقيقية وستنقل الحوار إلى أسلوب هجوم ودفاع، حيث سيتحول الطفل أو المراهق إلى شخص دفاعي يحاول أن يدافع عن نفسه ويخرج نفسه من المشكلة لأنه لا يملك الإجابة لأسئلتك الهجومية.

بدلاً من الأسلوب الهجومي المستخدم في الجملة الأولى، يمكنك استخدام الجملة التالية: “من المهم أن تخرج مع أصدقائك. نحتاج فقط إلى إيجاد طريقة تسمح لك للخروج والاستمتاع، وفي نفس الوقت تشعرنا بأنك في أمان. أنا متأكدة أننا سنتمكن معاً من إيجاد طريقة تناسب الجميع”.

2- لماذا تعتبرها مشكلة؟ حاول أن تشرح لابنك سبب المشكلة، ولماذا هذا الموضوع يسبب مشكلة لك أو له أو لكليكما. يمكنك الأخذ بعين الاعتبار إجابات جميع أو بعض الأسئلة التالية أو أسئلة مشابهة لها:

– لماذا هذا الموضوع مهم لك؟
– لماذا تحتاج هذا الموضوع؟
– ما الذي يمكن أن يحصل؟
– ما أسوأ شيء يمكن أن ينتج عن هذا الموضوع؟
– ما الذي يضايقك بالتحديد؟

استمع لطفلك دون مقاطعات أو جدالات، هذه فرصتك لفهم حقيقة ما يحصل معه وما يشعر به. شجعه على استخدام جمل تبدأ ب: “أنا أشعر… أنا أريد… أنا أحتاج”. وحاول استخدام هذه الجمل بنفسك. كن منفتحاً وصريحاً بما يخص أسباب قلقك.

3- التفكير بالحلول الممكنة للمشكلة: فكر مع ابنك بجميع الحلول الممكنة للمشكلة، وإن لم يستطع أن يقترح أي حل، يمكنك أن تشجعه وتساعده من خلال اقتراح فكرة حل عليه وسؤاله عن رأيه ودفعه للتفكير بها أكثر ومناقشتها وتعديلها، فذلك سيحمسه على ابتكار حلول جديدة.

اطلب منه أن يدون قائمة الحلول التي تصلون إليها على ورقة، ولا تتردد بجمع أكبر قدر من الحلول الممكنة.

4- تقييم حلول المشكلة: ناقش كل حل من حلول المشكلة بالدور، قيّم إيجابيات الحل قبل سلبياته كي لا يشعر الشخص الذي اقترح الحل بالانتقاد أو التسخيف.
بعد الانتهاء من التدوين، احذف الحلول التي زادت سلبياتها عن إيجابياتها بشكل واضح، واحتفظ بباقي الحلول، وقيّمها على مقياس من 1 إلى 10؛ سيساعدك هذا المقياس على تصفية الحلول الأكثر ملاءمة.

إذا لم تتمكن من إيجاد حل مناسب بين جميع الحلول المطروحة على الورقة، عد للخطوة الثالثة، وحاول الإتيان بحلول جديدة. يمكنك الحديث أكثر مع أفراد العائلة. وإن كانت المشكلة معقدة جداً، يمكنك اللجوء لخبير مختص لمساعدتك في الموضوع.

4- اسأل طفلك أسئلة مفتوحة لتوسيع مداركه ومساعدته على افتراض الأفكار:

– اسأل طفلك “ماذا لو” : “ماذا لو كان بإمكان الإنسان الطيران؟” “ماذا لو عاش الناس في الفضاء؟” “ماذا لو مشيت الدلافين على الأرض؟”

– أشرك طفلك في التعرف على طرق تحسين شيء ما مثل: “كيف يمكننا تنظيف غرفة المعيشة بشكل أسرع؟” أو “ماذا يمكننا أن نفعل لجعل الكرة ترتد لأعلى؟”

– قراءة الكتب هي فرصة ممتازة لتوسيع إبداع الطفل، فبعد الانتهاء من القراءة قم بطرح بعض الأسئلة عليه التي تدور حول موضوع الكتاب.

– اطلب من طفلك أن يشرح لك ما حدث في حلقة مسلسل الرسوم المتحركة الذي شاهدها اليوم، واطرح عليه بعض الأسئلة التي تساعده على تحليل أحداث الحلقة والتعمق بها. اسأله أيضاً عن توقعاته لما سيحصل في الحلقة القادمة، وساعده على وضع أكثر من احتمال لسير الأحداث.

5- من النشاطات والألعاب التي تطور إبداع الطفل وتنمي قدرة الطفل على الابتكار، اللعب الفوضوي، مثل اللعب بالتراب أو الطين، لذلك يجب أن لا يمنع الأهل أطفالهم باللعب بمثل هذه الألعاب خوفاً عليهم من الأمراض أو الاتساخ. امنحوا الطفل حرية الحركة واللعب والابتكار!

6- تشجيع الحدس والعفوية، فعندما تشجع طفلك على الاعتماد على حدسه وعفويته فأنت تقوم بطريقة غير مباشرة بتنمية إبداعه. فإذا كان حزيناً أو خائفاً من شيء ما شجعه على الرسم أو التلوين للتعبير عن مشاعره في تلك اللحظة.

7- ابحث عن أنشطة تعزز إبداع الطفل؛ فمثلاً هل يحب دائماً اللعب بقصاصات الورق؟ أم يحب الرقص في جميع أنحاء المنزل؟ أو يهوى لبس ملابسك؟ هل يحب تمثيل المسرحيات؟ انظر دائماً للأنشطة التي يحبها طفلك وابدأ منها لتطوير الإبداع لديه.

8- تنمية إبداع الأطفال من خلال الفنون وتشجيعهم على التخيل والإبداع والابتكار من خلال السماح لهم باستكشاف اهتماماتهم، مثل تدريبهم على الموسيقى والمسرح والرقص وغيرها من الفنون.

9- تنمية قدرات الطفل الحركية تساعد على تنمية قدراته العقلية والنفسية والإبداعية أيضاً، فتشجيع الطفل على ممارسة الرياضات المختلفة كالركض والسباحة واللعب بالكرة، يمنحه الطاقة والنشاط ويحفز هرمونات السعادة لديه، والتي بدورها تنشط مشاعره الإيجابية. كما أن الرياضة تبني اللياقة والقوة البدنية التي تعمل على زيادة ثقة الطفل بنفسه. الإيجابية والسعادة والثقة بالنفس، كلها عوامل مهمة لإطلاق وتطوير الإبداع والابتكار لدى الطفل.

10- اسمح لطفلك بالاختلاط مع غيره من الأطفال كي يعيش تجارب مختلفة ويكتسب المعرفة والخبرة التي تساعده على الفهم والتخيل والإبداع.

11- تجنب إبقاء الطفل وحيداً لساعات طويلة مع الأجهزة والألعاب الإلكترونية، فرغم أنها تطور بعض قدرات الأطفال من جهة معينة، إلا أنها تقتل نشاطهم وحيويتهم وقدراتهم الحركية ومهاراتهم في التخيل والإبداع من جهات أخرى.

12- تجنب تعريض الطفل لمعاناة المشاكل الأسرية أو لمسببات الخوف والقلق والتوتر، فهذه العوامل السلبية تسبب الحزن للطفل وتقتل الإبداع لديه. وراقب الطفل دوماً للحرص على عدم تعرضه لأي مشاكل في المدرسة قد تؤدي إلى تراجع قدراته الإبداعية، مثل مشكلة التنمر المدرسي على سبيل المثال. الطفل يحتاج إلى الشعور بالأمان كي يبدع!

13- الغذاء الصحي المتكامل من العوامل الأساسية لبناء صحة الطفل العقلية والبدنية والنفسية والتي من دونها لن يتمكن الطفل من الإبداع والابتكار.

14- لا تتردد في مراجعة الخبراء والأخصائيين على الفور في حال لاحظت أي تأخر في قدرات طفلك العقلية أو الحركية أو أي صعوبات نمائية أو أكاديمية، أو في حال عجزت عن التعامل مع أي خوف أو اضطراب يمر به الطفل. ففي النهاية أي مشكلة يعاني منها الطفل أو أي تأخر في قدراته سيؤثر على جميع الجوانب الأخرى في حياته.

 

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟