إن أكبر نشاط نقوم به فى حياتنا هو العلاقات، ولكي نعيش حياة أكثر نجاحًا وفاعلية نحتاج أن نتعلم أولًا كيفية التواصُل بشكل جيد مع كل مَن حولنا .
التواصل الفعال هو أساس العلاقات الصحية النفسية السليمه .جزء مهم من راحة الحياة الاجتماعية .
مفهوم التواصل :
يشيرُ مفهومُ التواصل إلى عملية التفاعل والاتصال بين طرفين، أو أكثر ضمن عواملَ ومؤثراتٍ عديدة، و تتضمن القدرةَ على شرح الأفكار والتفاعل بين الاشخاص ، وتقديمها للطرف الآخر بشكل واضح ، ومفهوم ، مع مراعاة الاختلاف ، بين الأفراد، أو الأطراف الأخرى ، كما يشيرُ مفهوم التواصل إلى عملية نقل الأفكار، والمعلومات، والمشاعر، والأحاسيس للآخرين، فهي عملية تبادل للأفكار.
ومهارات التواصل الاجتماعي الفعال هي قدرتك على إيصال الأفكار و المشاعر و الكلمات بشكل سلس بالنسبة للمستمع، وبقدرة عالية في الإيضاح بهدف تغيير أو تصحيح معلومة أو بهدف التأكيد عليها أو إيصال فكرة جديدة.
وأن يكون لديك القدرة على الاستماع للآراء المختلفة والتفاعل معها بشكل يُسهِّل الوصول لحل مشكلة ما،تضم مهارات التواصل الاجتماعي أنواع كثيرة تستخدم كل منها حسب الموقف والاحتياج.
عناصر التواصل :
المُرسل: هو مصدر الرسالة، وبداية عملية التواصل مع الآخرين، وقد يكون مُتكلّماً، أو كاتباً للرسالة.
المستقبل: هو الشخص المتلقّي للرسالة، أو للأفكار، ويجب على المرسل معرفةُ طبيعة الشخص الذي يرسل له، حتى يتمكّن من النجاح في إيصال فكرته.
الرسالة: هي الموضوع، أو الأفكار التي يتمّ إرسالها إلى الطرف الآخر، وتمثّل الرسالةُ الهدفَ الجوهري من عملية التواصل بين الأشخاص.
القناة: هي الوسيلة التي يتمّ نقل الرسالة من خلالها إلى المستقبل. ا
لاستجابة: تحدّد درجة قبول الرسالة، أو رفضها، وإن كانت الاستجابة سريعةً، أم بطيئةً.
أهم مهارات التواصل الاجتماعي :
مهارة الاستماع الفعال
المستمع الجيد ينال التقدير و الحب بين زملائه، كما يصفه مديريه بالاحترام و الذوق ، وإنصاتك يعطيك ثقة بذاتك وفرصة قوية في تفهّم الموقف بالكامل، بالإضافة إلى وقتٍ كافي لترتيب و انتقاء الكلمات المناسبة.
وذلك يحدث عندما تُعير الشخص انتباهك بالكامل، وتتفاعل معه مُظهراً للاستجابة لحديثه حتى لو كنت مختلف معه في وجهات النظر، أو كان يحكي شيئاً غير بالغ الأهمية بالنسبة إليك.
يمكنك طرح اسئلة أيضاً بعد إنهائه الحديث وتوحي بإسلوبك حرصك على حل المشكلة أو على الأقل تعطيه أهمية بإنصاتك بحرص وحذر.
نبرة الصوت المناسبة
من أهم طرق التواصل الفعَّالة هي اختيار نبرة الصوت المناسبة، وأن يكون صوتك مسموعاً و واضحاً ، اختيارك لنبرة الصوت أمر يستحق الاجتهاد منك في تطويره وتحسينه فله الكثير من الدلالات .
حيث تظهر التفرقة بين استخدام علوّ الصوت المعبر عن الحزم أو الفظاظة وعدم الاحترام فكلا الموقفين تستخدم فيهم نبرة صوت مرتفعة ولكن بالنبرة المناسبة ستصل لمرادك بشكلٍ أوفى، و انخفاض نبرة الصوت بين التعاطف أو الضعف كذلك.
لذلك عليك دراسة الموقف جيداً ودراسة المستمعين مقاماً وسناً ثم اختيار النبرة المناسبة بعد ذلك، وفي البداية يمكنك التدرُّب عليها كثيراً مع نفسك أو أمام بعض أصدقائك.
سلاسة الحديث
ليس من الذكاء الاجتماعي على الإطلاق أن تستخدم الكلمات الصعبة أو مصطلحات معينة أو كلمات من لغةِ أخرى بشكل يصعُب على المستمع فهمه بكل سلاسة.
عليك أن تخاطب الناس على قدر عقولهم حقاً تكون ذكي قوي في مهارات التواصل الاجتماعي والعكس قد يُنفر البعض منك ويأخذون عنك انطباع المتباهي و ما شابه ذلك.
وإظهار أنك فصيح لغوياً أو تتحدث بأكثر من لغة مؤكد ليس هو مقصدك من الحديث والمناقشة، وراعِ أيضاً ابتسامتك أثناء حديثك واستخدامك لكلمات لطيفة.
أسلوب الكلام تبعاً لفئة المستمعين
هل أسلوب كلامك وطريقتك مع زميلك في الجامعة مثلاً نفس طريقتك مع دكتور الجامعة الخاصة بك؟
هل مخاطبتك لفئة عمرية في قضيةٍ ما في سن العشرين مثلاً متماثلة مع مَن هم في عُمر الستين؟
لذلك عليك أن تكون مرناً مع أنماط المستمعين المختلفين وتخاطب كل منهم طِبقاً لطريقته الملائمة والمحببة، سواء كان هذا التواصل في أرض الواقع أو مراسلة عبر الانترنت.
إظهار الثقة
يميل المستمعين إلى الإنصات و التعرُّف على الأشخاص الواثقين بأنفسهم لأن ذلك يوحي بقوة مصدر المعلومة أو الرأي النابع من هذا الشخص، و يتبعون أحياناً الأفكار التي يتم عرضها بثقة ووضوح.
حيث أنه لو امتلكت أفكار مبدعة و عبقرية و عرضتها بشكل سيئ لن ينجذب إليك المستمع ،نعم إظهار الثقة جيد ولكن إن زاد عن حده حتى أوحى بالغرور فستقع في مشكلة كبيرة وحاجز تبنيه بينك وبين القريبين منك.
لذلك عليك إظهار الثقة في كلامك وعرضك للفكرة وتعلم مهارات العرض والإلقاء .
احترام الحديث
مهما كنت تختلف معه في وجهة نظرك عليك إظهار الاحترام لحديثه وتعاطفك معه إن لزم الأمر، عليك محاولة فهم مشاعر الآخرين من حديثهم وتقديرك لكلامهم أياً كان.
وعرض رأيك بلطف وانتقادك بحذر ونصيحتك بمودة وحب، وأظهِر الامتنان في كلامك لإنصاته إليك ولتفهمك وجهة نظره واحترامها حتى تنال منه الحب والتقدير رغم الاختلاف.
فهم لغة الجسد
أولاً تعريف لغة الجسد
هي العلم الذي يهتم بدراسة حركات الإنسان، نبرة صوته وإيماءاته من أجل محاولة فهمه سريعاً وتوقع متطلباته حتى يسهل التعامل معه.
وهناك مرحلة متقدمة من هذا وهوا فهم الشخصية أحياناً من ملامح الوجه وهذا يسمى علم الفراسة.
ثانياً قراءة لغة الجسد
– العيون
حركات العيون هي الأهم في لغة الجسد لأنها حركة لا إرادية يصعب عليه التحكم فيها، أثناء حديثك مع الشخص إذا اتسع بؤبؤ عينيه من كلامك فأكمل لأن هذا دلَّ على انبساطه وسعادته.
إذا زادت حركة عينيه ليس بالضرورة أن يكون كاذباً فربما متوتراً فطمئنه أولاً بكلامك، وإذا أنهيت حديثك مع أحد، انظر في عينيه أثناء مصافحته فهذا يدل على الثقة.
أما إذا وجدته يحك عينيه بعد سماعه لكلامك فغالباً هو غير متفق معك أو منتظر أن تنهي كلامك فحاول أن تتفهم الأمر أو حاول إقناعه بشكلٍ آخر.
– مشيتك
إذا أردت إظهار الثقة عليك السير منتصب القامة، مد الخطى، ارفع رأسك عند المشي فهذا كله بخلاف الثقة يضيف إليك الجاذبية والعظمة.
– اليدين
أثناء حديثك معه إذا وضع يده على رقبته أثناء الحوار دلَّ هذا على أنه تخلّى عن رأيه و بدأ في الاقتناع بوجهة نظرك فامضِ كما أنت بنفسك أسلوبك ولا تتصرف بهزلية عندما ترى رد فعله أو حركة جسده كأن تنظر إليه نظرة المنتصر.
أما إن وضع يديه في جيبه وطأطأ رأسه أثناء حديثك معه، دلَّ هذا عن عدم رضاه فحاول تغير مسار حديثك بالشكل الذي يتلائم مع طريقة إقناعه.
– الابتسامة
الابتسامة هي من أفضل طرق كسب مهارات التواصل الاجتماعي، ليس فقط لأنها تزيد من جاذبيتك وتُكسبك الثقة، وأنها تجعلك أكثر صحة، فهي تقلل التوتر والضغط بينك وبين المُستمع.
نصائح لتطوير مهارات التواصل الاجتماعي الفعال
كن متأكداً أنك عندما تطور من تلك المهارات لن تكون محبوباً فحسب، بل ناجحاً ، وأيضاً واثقاً في نفسك .
لذلك عليك دائماً الاستمرار في التطوير عن طريق بعد النصائح التالية :
1- كن في البداية مستمعاً أكثر من كونك متكلم، و استمع مع إظهار التعاطف و تفهٌّم وجهة النظر، سيولّد هذا ما يُعرف بالقبول العاطفي بينك و بين زملائك.
وذلك سيتيح لهم فرصة مشاركة أفكارهم دائماً معك، واستشارتك في بعض الأمور حتى لو كنت تختلف معهم في الرأي لأنك على الأقل تسمعهم وهذا عند الكثير منا شيء في غاية الأهمية.
2- قبل خطوة التحدث، عليك أولاً بإعداد ما ستقوله وفكّر قبل أن تتكلم ورتب أفكارك جيداً ثم جهّز في ذهنك نظرة عامة عن المستمعين.
3- كن مستعداً أن يتقبّلوا كلامك أو لا، ضع نفسك دائماً مكان المستمع واذكر ذلك في مواقف حقيقة أثناء حديثك، وتوقّع معهم ما يدور في أذهانهم من تساؤلات واستعد للإجابة عنها.
4- التحدث
ضع في ذهنك أولاً أن هذا الحديث هدفه الوصول لنقطة مشتركة أو كسب ثقة الناس أو عرض وجهة نظرك للمناقشة أو اي هدف إلا الإثبات والإصرار على صِحَّة رأيك.
وكن مرناً في كلامك و أفكارك-مرناً لا تعني أن تكون منافق أو مذبذب الرأي، بل منفتح على باقي الاراء -و حافظ على ابتسامتك وثقتك بنفسك.
5- اطلب التقييم والتعديل بشكل مستمر من أصدقائك، لن يُنقص ذلك من قدرِك شيء بالعكس تماماً، استمع للكثير من الفيديوهات التي تبرز هذه المهارات.
6- قيّم نفسك باستمرار وراقب تطورك وتقدمك سيعطيك ذلك دفعَة تحفيزية قوية تساعدك أكثر على التميز.
بي بيرفكت للطب النفسي
أكاديمية كوريكتور
أخصائي نفسي الولاء مكي