مهارات التواصل الفعال مع الأطفال
تعمل مهارات التواصل مع الأطفال على تعزيز مختلف أنواع التواصل مع الطفل، ويجب على الأهل ومقدمي الرعاية أن يدركوا أهمية مهارات التواصل الأساسية في التعامل مع الأطفال، ما يشجع الأطفال بدورهم على التواصل والتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، واستقبال الرسائل التربوية والعاطفية من الأهل، وأبرز مهارات التواصل الفعال مع الأطفال:
التواصل المتكامل مع الأطفال: أمّ المهارات في التواصل مع الأطفال هي مهارة التواصل المتكامل، حيث يجب أن يستخدم الأهل أنماط التواصل المختلفة في وقت واحد لتحفيز الطفل على التواصل والتعبير عن نفسه، وذلك من خلال الاتصال باللمس والبصر، الانحناء إلى مستوى طول الطفل، وإظهار الاهتمام الكامل بما يقوله، وإظهار تعابير مناسبة للوجه، ونبرة صوت مناسبة للموقف.
مهارة الاستماع في التواصل مع الطفل: يحتاج الطفل أن يكون مسموعاً، ويجب أن يشعر الطفل بذلك بشكل واضح أن ما يقوله محل اهتمام للوالدين وليس ثرثرة لا طائل منها، وعلى الرغم أن الثرثرة من الأعراض الطبيعية عند الأطفال بين الثالثة وحتى السابعة، إلّا أن التجاهل ليس علاجاً مناسباً، يجب أن يتلقى الطفل الإنصات والاستماع في كل وقت، وأن يمتلك الأهل مهارة تأجيل الأحاديث أو إنهائها دون ترك الطفل يتكلم لوحده، اقرأ مقالنا عن الثرثرة عند الأطفال والتعامل مع الطفل الثرثار .
التعبير غير اللفظي ولغة الجسد: بطبيعة الحال تعتبر لغة الجسد لغة عفوية تُقْرَأ ولا تُكتَب، وتشمل مهارات التواصل غير اللفظي مع الطفل نبرة الصوت وتعابير الوجه وحركة الجسد بشكل رئيسي، وعلى الأهل أن يلاحظوا تطابق الرسائل اللفظية مع الرسائل غير اللفظية، حيث يتفاعل الأطفال مع لغة الجسد أكثر من تفاعلهم مع الكلمات نفسها، وفي حال وجود تناقض بين الرسالة اللفظية ونبرة الصوت أو حركة الجسد يميل الطفل لالتقاط الرسالة غير اللفظية، فإذا كنت تريد أن تظهر الاهتمام لن يكون قول “أنا أسمعك” كافٍ؛ بل يجب أن تستدير إلى الطفل وتنزل إلى مستواه وتنظر في عينيه وتضع يدك على كتفه، وتقول له بنبرة مناسبة “أسمعك طبعاً”.
فهم مشاعر الطفل والتواصل بالتعاطف: تدريب الأطفال على البوح والتعبير عن مشاعرهم يبدأ من خلال فهم هذه المشاعر، وإيصال رسالة للطفل أنّ مشاعره مهما كانت محل تقدير واهتمام من الأهل، وعادة ما تبدأ أزمة التواصل العاطفي بين الأهل والأطفال في السنة الثانية من العمر، حيث تبدأ محاولة الأهل لتعديل بعض سلوكيات الطفل وتدريبه على النوم والنظافة وغير ذلك، وقد يهمل الأهل في هذه المرحلة مشاعر الطفل تجاه التحولات الكبيرة في حياته، ويتركون الأمور تسير على هواها بالإهمال والتجاهل.
التعبير عن الخطأ والصواب: أحد أهداف التواصل الفعال مع الأطفال هو غرس القيم وإيصال الرسائل التي تساعد الطفل على محاكمة الأفعال والتصرفات بين الخطأ والصواب، وعلى الأهل أن يكتسبوا مهارات التواصل مع الطفل من خلال السلوك والنمذجة، لمساعدته على فهم السلوك المرغوب وغير المرغوب، كما يعتبر الثواب والعقاب شكلاً من أشكال التواصل مع الطفل لتثبيت السلوك أو تعدليه.
التواصل عبر اللعب: اللعب عند الأطفال ليس مجرد وسيلة للتسلية! بل يعتبر اللعب عند الطفل من أهم وسائل التعلّم والتكيّف، ومشاركة الطفل في اللعب من الفرص الذهبية لتحقيق التواصل الفعال معه، كما سنتوقف مع بعض التمارين والألعاب المخصصة لتعزيز التواصل مع الأطفال في فقرة قادمة.
التواصل من خلال القصص: تمتلك القصص والحكايات مفعولاً سحرياً في التواصل مع الطفل، ليس فقط من خلال الرسائل التي تحملها القصة نفسها، بل من خلال التجربة العاطفية التي يعيشها الطفل عندما يروي له أحد الوالدين القصة، وتفاعله مع هذه القصة وما تفتحه من فرص للحوار والتواصل.
أخصائي نفسي
الولاء مكي