مهارات التكيف عند الأطفال

قدرة الطفل على التكيف

قد يكون التعامل مع التغيير غير المرغوب فيه أمراً صعباً، خاصة إذا كان تغييراً كبيراً مثل الابتعاد أو تغيير المدارس أو فقدان صديق، لذا عليك مساعدة الأطفال على التكيف، خاصة الذين يقاومون تغيير روتين يومهم أو يصرون على إبقاء الأمور على ما هي عليه، وجزء مما يجعل كل طفل فريد من نوعه، هو أنه يولد في هذا العالم بأسلوبه الخاص أو مزاجه الفريد، الذي يحدد كيفية تفاعله مع الآخرين، ويتكون مزاج الفرد من عدة سمات.. بعضها قابل للتكيف، وستظل ثابتة طوال الحياة، حيث يمكن أن يساعدك فهم هذه الصفات على تربية أبنائك بأبسط الطرق الممكنة، وتلبية احتياجات كل طفل على حدة، فما هي القدرة على التكيف؟

القدرة على التكيف، هي إذاً إحدى السمات المزاجية الفطرية، التي تجعل كل طفل فريد، وتشير إلى مدى سهولة أو سرعة أطفالك في التكيف مع التغيرات في بيئتهم بعد حدوث الاستجابة الأولية، حيث يتمتع بعض الأطفال بمرونة كبيرة، ويمكنهم التقدم بسلاسة وسرعة بعد أن يواجهوا تغييراً في الجدول المحدد أو الروتين، كما يمكنهم قبول آراء أو أفكار جديدة بسهولة ودون أي ضجة، مع ذلك تجد أن أطفالاً آخرين، يحتاجون المزيد من الوقت والجهد للانتقال.
ترتبط هذه السمة المزاجية ارتباطاً وثيقاً بأسلوب استجابة الأطفال الأولية كما قلنا، أو رد فعلهم على الأشياء والأفكار والأماكن والأشخاص الجدد، فمعظم الأطفال البطيئين في التكيف، هم أكثر عرضة للانسحاب عندما يواجهون أفكار جديدة، وأولئك الذين يسارعون في التكيف منذ البداية يميلون إلى أن يكونوا أكثر مرونة.

 

قابلية الطفل للتكيف

– نمط الأبوة والأمومة: لا تستطيع فرض شيء على طفلك ودفعه ملزماً في اتجاه معين (رياضة أو موهبة)، فبعض الأطفال أقل قدرة على التكيف من غيرهم، ويأتي هنا دورك لتعرف كيف يقوم أطفالك بالتعامل مع بيئتهم بشكل فريد مختلف، ثم التخطيط وفقاً لرغبات الطفل أولاً، وأن تدرك ما هو النمط التربوي الذي يساعدك على فهم مزاجية وطباع كل طفل من أطفالك واحتياجاته، بعدها حدد طريقة تعاطيك مع كل طفل بناء على شخصيته، فقد تكون هذه الاختلافات كبيرة أو صغيرة، لكن كن على استعداد للالتقاء مع رغبات أطفالك مهما كانت، لمساعدتهم على النمو من خلال خطوات مدروسة.. تؤدي إلى تنمية اتجاه أكثر قابلية للتكيف.

– اسمح لطفلك بالفشل: عندما تلاحظ تراجعاً دراسياً لدى الطفل، تعامل بنوع من الحيادية قدر الإمكان، وعندما يفشل الطفل في اختباراته لا تلمه أو تقل: “هذا ما توقعته منك”، لكن قدم له إرشادات وتوقعات واضحة، ثم اسمح له بمواجهة مسئولياته بالفشل! حيث يتم تشكيل القدرة على التكيف والمرونة، وعندما يتعلم طفلك اللجوء إلى قناعاته الخاصة ويتحمل المسئولية؛ ستتاح له الفرصة لممارسة الاعتماد على نفسه، لذا.. قاوم الرغبة في إنقاذ أطفالك من المواقف الصعبة، من خلال السماح لهم بالفشل، فإنك بذلك تساعدهم على معرفة ما يعنيه التكيف، ويكبر الطفل بثقة في معرفة إمكانية التغلب على ما هو غير متوقع.

– تأسيس شخصيات قوية: علِّم أطفالك أن أقوال الآخرين لا تحدد هويتهم، وأن لا أحد يجب أن يحدد ما نفعل وكيف نعبر عن شخصياتنا، فالهوية الوحيدة التي ستستمر إلى الأبد هي تأسيسك لهم بناء على المحبة، وعندما تفاجئهم الحياة أو تتغير الظروف؛ توفر هويتهم أساساً ثابتاً، يمكن أن يشكل أرضية قوية لهم، لذا.. امتدح جهود أطفالك ومهاراتهم الفردية لحل المشكلات، وعبر بشكل دائم عن محبتك لهم، مهما كانت نتائج سلوكياتهم أو جهودهم.

– المشاركة: يزداد الأطفال مرونة، كلما تشاركوا مع الأطفال الآخرين، وإذا كان لديك أكثر من طفل، فاطلب منهم المشاركة في اللعب والدراسة… الخ، أما إذا كان طفلك وحيداً تأكد من أنه يقضي الوقت مع أطفال آخرين، في كلتا الحالتين.. يجب عليك تشجيع المشاركة في مجموعات اللعب والنشاطات المختلفة، حيث ستتاح لأطفالك الكثير من الفرص؛ لتعلم كيفية المشاركة، وممارسة المرونة والقدرة على التكيف، وهذا ما ينصحك به خبراء أبتا ميل، فكلما كانت لديك مرونة ووعياً باحتياجات طفلك؛ استطعت تقدير المهارات المفصلية، التي تساهم في تكيفه على المدى الطويل.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟