تعريف التفكير في علم النفس
يضع علم النفس عدة تعريفات لمفهوم التفكير لكنها جميعاً تتفق على أنها العملية العقلية التي تتمثل بالاستجابة الرمزية للمنبهات الداخلية والخارجية وتكون هذه العملية هي حلقة الوصل بين النشاط الداخلي والمحفز الخارجي. ويهتم علماء النفس بفهم وتفسير ومتابعة موضوع التفكير باعتباره مرتبطاً بالهيكلة المعرفية للإنسان ويعكس الإدراك لديه.
ويرتبط التفكير بالتجارب الواعية التي يمر بها الانسان كما تعامله مع المتغيرات والظروف المحيطة به ومهارته في فهمها وربطها وتحليلها واستيعابها والتفاعل معها في إطار حل المشكلات وتلبية الحاجات والرغبات وإدراك الأمور.
-
التفكير هو: كل نشاط ذهني أو عقلي يختلف عن الإحساس والإدراك الحسي أو يتجاوز الاثنين إلى الأفكار المجردة.
-
وعرف جون ديوي التفكير على أنه الإجراء الذي يتم فيه تقديم الحقائق لتمثيل حقائق أخرى بطريقة تستقرئ معتقداً ما من طرق معتقدات سابقة عليه. ويرى ديبوتو أن التفكير هو العملية التي يمارس الذكاء من خلالها نشاطه على الخبرة أي انه يتضمن القدرة على استخدام الذكاء الموروث وإخراجه الى ارض الواقع.
مهارات التفكير وطرق تنميتها
يوجد عدة أساليب عند القيام بالتدرب من خلالها يتم تطوير التفكير لدى الانسان ومن هذه المهارات والأساليب والطرق لتنمية وتطوير التفكير ما يلي:
-
زيادة المعرفة والخبرة: فالتفكير يبنى على ما قام الانسان بجمعه من خلال تعلمه ومعارفه والخبرات والمواقف التي عاشها أو شهدها، لذا يجب تعليم الأطفال مهارات التفكير بالمعرفة والتجريب من خلال الإحساس والادراك ليتم تحسين التفكير النقدي لديهم، كما إتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرة من خلال التجربة والتعلم الذاتي ثم المناقشة وتفسير الأمور لهم وكل ذلك تحت إشراف الوالدين أو المدرسين.
-
الدافع الكافي وتحديد الأهداف: يساعد الدافع في زيادة الطاقة للتفكير وخلق اهتمام بموضوع التفكير والموقف أو المشكلة أو الظرف الذي يحتاج التفكير فيه. لذلك يجب أن يحدد الشخص الهدف من التفكير وما هي المشكلات التي يود الوصول إلى حلول لها والابتعاد عن تشتيت التفكير لتنمية مهارات التفكير السليمة.
-
الحرية والمرونة: التفكير لا يجب أن يكون محدوداً في إطار معين وضيق، لذا يعتبر التفكير الإبداعي من أقوى أشكال التفكير لارتكازه على الخيال والربط والخروج عن المألوف أو التقليدي أو المحدد، عندما يود الشخص ان ينمي مهارات التفكير لديه يتوجب عليه أن يتحرر ويعطي لنفسه المساحة المطلقة للتفكير بمرونة وبعيداً عن الضوابط والقيود المحددة لمهارات التفكير.
-
الاستراحة: عندما يبذل الانسان جهداً كبيراً في التفكير في حل مشكلة ما وبشكل مستعجل فإنه يضغط على أعصابه ويحد من أفكاره ويضيق الأفق الذي يفكر فيه، لذا يجب دائماً أخذ قسطاً من الراحة والفصل عن المشكلة، والتفكير في أمر إيجابي وجيد ليشحن الانسان نفسه بالطاقة اللازمة لإعادة استكمال التفكير في المشكلة التي تحتاج حلاً سريعاً وعملياً ناجحاً.
-
تنمية مهارات الذكاء: الذكاء يعني القدرة على التفكير بطريقة صحيحة، لذا فتنمية مهارات التفكير تتم من خلال تنمية وتطوير مهارات الذكاء بأنواعه المختلفة.
-
التطوير السليم للمفاهيم واللغة: بما أن التفكير يحتاج لأدواته الخاصة فإن تنمية التفكير تتم عن طريق تنمية الأدوات وتحسين المهارات المتعلقة بها من لغة وتفسير وفهم وإدراك للأمور. كما أن فهم الرموز الصورية والحركية وتحسن الصحة البدنية والعقلية والنفسية للإنسان تساهم في تطوير مهارات التفكير لديه وتنميتها.
-
تحسين أسلوب التفكير: حيث أن الطريقة التي يحلل بها الشخص الأمور والمواقف والزوايا التي يفضل الرؤية من خلالها والتعامل مع المواقف عبرها تحدد نوعية تفكيره ومداه، لذا توسيع الأفق والنظر من أكثر من زاوية وتغيير أسلوب التفكير ورؤية الأمور يحسّن مهارات التفكير بصورة عامة وبدرجة كبيرة.
-
القراءة والثقافة: حيث أن مخزون الانسان المعرفي من خلال المواقف وما يدركه من خلال حواسه يزيد عندما يقرأ الانسان ويثقف نفسه لأنه من خلال هذه الممارسات الادراكية يفتح عينه على زوايا وأمور جديدة ويصبح أقدر على امتلاك مهاراته اللغوية والحركية والادراكية بدرجة ترفع مستوى التفكير لديه، كما تعلم اللغات يفيد أيضاً بتطوير الذات وتحسين مهارات التفكير لدى الانسان حيث نجد أن من يتحدث 3 لغات أو أكثر لديه قدرة على التفكير أعلى ممن يتحدث لغة واحدة فقط.
أخصائي نفسي
الولاء مكي