علم النّفس وحديث العيون
يدرس علم النفس التجارب البشرية التي تشمل العديد من المجالات، والتي تندرج تحتها وظائف الدماغ وردود الأفعال الناتجة عن تأثيرات ومواقف ومشاعر مُعيّنة وهنالك العديد من البحوثات العلميّة القائمة على تعابير ونظرات العين، والاتصال البشري بين الأشخاص، حيث تُعتبر هذه النظرات استجابة عاطفيّة للمشاعر الداخليّة لهم والتي تهدف لإيصال فكرة أو إحساس مُعين، وقد تكون ردّ فعلٍ عفوي لا إرادي نتج عن حدثٍ ما أثّر بهم .
دلالات لغة العيون في علم النفس تحمل العيون في جعبتها الكثير من المشاعر التي تعكسها النظرات عند تبادلها مع الأشخاص المُحيطين بالمرء، والتي يُفسرها علم النفس بعدّة احتمالات منها الآتية:[٤] التعبير عن الإعجاب والحب يُعبّر التواصل البصري عن مجموعة من العواطف الصادقة التي تسكن أعماق المرء وتنتابه اتجاه الطرف الآخر، والتي تعكس العين مضمونها برقةٍ وعفويّة، وذلك من خلال التركيز على الشريك عند حديثه، أو مواصلة النظر إليه والتحديق به مدّةً من الزمن دون انقطاع، الأمر الذي يُشير إلى الإعجاب به أو الانجذاب الشديد له، في حين أن الشخص العادي الذي لا يشعر بشيء مميز يجذبه للطرف الآخر قد يميل للتجوّل في نظراته حول أرجاء المكان، ويتنقل بين الأشخاص المُحيطين به دون التركيز على أحدهم بشكلٍ واضح أو مُباشر، إضافةً لأنّ نظرات العيون قد ترتبط بالرومانسيّة الشديدة والمُغازلة غير اللفظية عندما تتخللها مشاعر الافتتان والحب الكبير الذي قد لا تنطق به الشفاه لكن تُصرّح به العيون برقةٍ ووضوح وشفافيّة كعلامةٍ يُشير بها الجسد بلُطفٍ لمشاعره، ويُترجمها من خلاله للطرف الآخر دون تصريحٍ مُباشر.
الانزعاج أو الإضطراب العاطفيّ والتفكير العميق يُمكن أن ترتبط نظرات العيون بمشاعر داخليّة مُختلفة تتمثّل بالإضطراب العاطفي أو التردد في الكلام أو الشعور بالإحباط والانزعاج أحياناً، وذلك عندما يُحاول صاحبها إخفاء مشاعره والتستّر عليها، أو عندما يميل إلى الكذب، فعلى سبيل المثال قد تزداد ومضات العين عندما يكون المرء متوتراً، وعندما يُكافح مشاعره العاطفيّة، وقد يُغمض عينيه بقوّةٍ بشكلٍ عفويّ، أو يفتحها ويُغلقها بسرعةٍ كدليل على توتّره الناجم عن محاولته إخفاء ما بداخله والسيطرة على إحساسه، وتُشير الأبحاث لأنّ وميض العين السريع والمُضطرب ظاهرةً يتميّز بها الشخص الكاذب الذي يُخفي الحقيقة أثناء استجوابه مثلاً، أو عندما يشعر بالضغط الشديد، فتفضحه نظراته، وفي بعض الحالات يُحرّك بعض الأشخاص أعينهم للأسفل أو يتنقلون بها من جانبٍ لآخر بسرعة عندما يُجرون عمليات ذهنيّة يُعالجون من خلالها بعض المعلومات داخل عقولهم، كإيجاد نتيجةٍ حسابيّة أو غيرها، وهو أمر ليس له علاقة بقول الحقيقة وإخفائها تبعاً للموقف الذي يمر الشخص فيه. التحذير والتهديد أو التعبير عن البغض والكراهيّة لا تقتصر نظرات العيون على الحب والعطف والمودّة اتجاه الآخرين، حيث إن هنالك ما يُعرف في علم النفس بالعُنف البصري، حيث تخرج نظرات العينين عن الطابع المذكور سابقاً لتبدو أكثر شراسةً وخُبثاً، فتُستخدم لإرسال إشارات مُختلفة قد يستنكرها البعض، لتبدو كالتحذير، أو التهديد والوعيد، والتي تتميّز بحدّتها وقسوتها، فيكون التحديق مُخيفاً وكأنه يحمل معه رسالةً عنيفة لمُستقبل هذه النظرات تُفيد ببغض الشخص الواقف أمامه له، أو رغبته بإيذائه وإزعاجه وإثبات هيمنة وقوّة موقفه وغضبه منه.
نصائح لتحسين مهارات الاتصال البصري بلغة العيون
هُنالك بعض النصائح التي يوصى باتباعها لتحسين مهارات المرء البصريّة وقدرته على إظهار مشاعره أو التواصل بلغة العيون مع الآخرين من حوله، ومنها ما يأتي:
استخدام التواصل البصري كوسيلةٍ للاتصال الاجتماعيّ وخطوة أولى قبل البدء في التحدث إلى الطرف الآخر. استخدام قاعدة النسبة المتوازنة التي تقتضي بالحفاظ على التواصل البصري بنسبة 50٪ من مقدار الوقت الذي يقضيه المرء عند التحدث مع الشريك وبنسبة 70٪ عند الاستماع لكلامه. تدريب المرء نفسه على التواصل البصري الهادف مع الآخرين وذلك بالاستمرار في التواصل البصري معهم مدة تتراوح ما بين 4-5 ثوانٍ في كل مرة، أو تقريبه لمقدار الوقت الذي يستغرقه الشخص لتحديد لون عيونهم، وعند الرغبة بقطع الاتصال البصري يُنصح بالنظر إلى الجهة الجانبية قبل معاودة النظر له. تغيير طريقة النظر وجعلها نظرات وإيماءات عابرة؛ لأن هذا يبدو طبيعيًا أكثر من النظر بعيدًا عن الطرف الآخر في حال وجد المرء صعوبة في التواصل البصري معه، مع إمكانيّة تبادل النظر بين ملامح وجهه الأخرى، كالذقن والأنف أو الفم، وذلك عند الشعور بالإرهاق من النظر لعينيه بشكلٍ مُباشر مُطوّلاً.
أخصائي نفسي
الولاء مكي