مشاكل المراهقين

كيف تفهم ابنك المراهق؟
يشعر الآباء بالفرح والفخر بكل ما يقوم به أطفالهم الصغار، بل ويشجعونهم على القيام بأي شيء يريدونه؛ إلا أنه ما إن يكبر الأطفال قليلاً ويصلوا إلى سن العاشرة أو الحادية عشر، حتى يدخل الآباء في حالة من الاكتئاب نتيجة تغير تصرفات أطفالهم. الأطفال في هذا العمر يحاولون استكشاف كل ما هو جديد، ويتغيرون بشكل كبير على الأهل، ولكن هل يستحق هذا الأمر انزعاج واكتئاب الآباء؟ بالتأكيد لا، لأن كل ما في الأمر أنه  يدخل الأطفال في هذا العمر مرحلة المراهقة التي تعد من أصعب المراحل العمرية.
علينا كآباء أن نقدر خصوصية أطفالنا في هذا العمر، ونساعدهم على تكوين شخصيتهم؛ كما علينا أن نفهم أن الأطفال في هذا العمر يتعرضون للكثير من التغيرات والضغوطات الجديدة، حيث تتم إعادة تشكيل الدماغ في هذه المرحلة ليتأقلم مع نضوج ونمو الأطفال، ولهذا السبب سوف تلاحظون أن أطفالكم غريبون عنكم بتصرفاتهم وأقوالهم

 

كيف تساعد طفلك المراهق على حل مشاكله؟
لابد من أنك تريد أن تساعد طفلك المراهق بشتى الوسائل والطرق الممكنة، ولكنك تواجه صعوبة في الدخول على حياة المراهقين؛ لا مشكلة عزيزي القارئ، في هذه الفقرة سنتعرف معاً على الخطوات التي تمكننا من الدخول لحياة أبنائنا والمساعدة في حل المشاكل التي تواجههم

– تحديد المشكلة
إن الخطوة الرئيسية في حل أي مشكلة هي أن تقوم بتحديد هذه المشكلة، لذلك قبل أن تبدأ بالتكلم مع ابنك المراهق حول تصرفاته في الآونة الأخيرة، حاول ترتيب أفكارك وتحديد المشكلة الرئيسية التي تريد أن تحلها. ننصحك أيضاً باستعمال أسلوب لطيف لا يدل على الهجوم على الطفل، مثلاً عندما يخرج طفلك بشكل دائم بدون أن يخبرك بمكانه، أخبره أنك تعلم أهمية خروجه مع الأصدقاء ولكن كل ما تريده هو أن تتأكد من أنه بخير ولهذا تطلب منه أن يخبرك بوجهته قبل الخروج من المنزل.

– ابحث عن أسباب المشكلة
ساعد طفلك على معرفة أسباب المشكلة وجذورها، فأنت بالنهاية لا تريد التخلص من نتائج وآثار المشكلة بل تريد أن تصلح الأسباب الأولية التي أدت لظهور هذه المشكلة من الأساس. لذلك عليك أن تفهم تماماً الأسباب التي أدت إلى قيام طفلك ببعض التصرفات المزعجة ومناقشته بها، وتجنب النقاش فيما يتعلق بالنتائج بحد ذاتها فهذا النقاش غير مفيد على الإطلاق.

– أعد قائمة بالحلول الأولية الممكنة
لا تنتظر من طفلك المراهق أن يقدم لك حلولاً منطقية مناسبة لجميع الأطراف، بل عليك أنت أن تقوم بإعداد قائمة بهذه الحلول، ومن ثم مناقشة طفلك بها لكي تبحثا معاً عن الحل الأفضل والأكثر ملاءمةً لكل منكما.

– قيم حلول المشكلة مع طفلك المراهق
عندما تنتهيا من مناقشة الحلول التي وضعتماها وتوصلتما إليها من أجل حل أي مشكلة تواجه طفلك أو أي مشكلة تسبب طفلك بها؛ اجلسا معاً وقيما هذه الحلول من 1 إلى 10، وتأكدا من أن النتائج التي توصلتما إليها مناسبة لكلاً منكما.

– تنفيذ الحل
الآن بعد أن وضعنا الحلول المناسبة وقيمناها ووصلنا إلى الحلول النهائية، لنبدأ بتنفيذ هذه الحلول، ولنراقب وضع أطفالنا لمدة أسبوع او اثنين أملاً بتحسين المشكلة وحلها؛ من الضروري في هذه المرحلة أن تعطي طفلك الحرية والثقة لتنفيذ ما اتفقتما عليه لكي يشعر بأنه عضو مهم وفعال في الأسرة وبأنه جزء من حل المشكلة وليس جزءاً من المشكلة فقط.

– مناقشة نتائج الحل
هل نجحتما في حل المشكلة؟ هل تم التخلص من الآثار السلبية التي كان طفلك يعاني منها؟ هل تخلص طفلك من التصرفات التي كانت تزعجك؟ في حال كان الجواب نعم، فيسعدنا أننا ساعدناك على حل مشكلتك. أما إن كان جوابك هو النفي، فننصحك بإعادة الخطوات السابقة وتجربة حل مختلف.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟