مراحل الحزن

 

ما هو تعريف الحزن؟

الحزن لغة:
الحزن: ضد الفرح، وخلاف السرور.
وقال الراغب: الحزن: خشونة في الأرض، وخشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم.
قوله تعالى: “ولا تحزن عليهم” الحجر، آية 88
وهنا لم يحصل الحزن بالاختيار، ولكن النهي هنا عن تعاطي ما يورث الحزن، وعن اكتسابه.
الحزن اصطلاحًا:
قال المناوي: الحزن بالضم، هو الغم الحاصل لوقوع مكروه، أو فوات محبوب في الماضي، ويضاده الفرح.
والحزن هو ألم نفسي يوصف بالشعور بالبؤس والعجز. وهو شبيه بالهم واليأس والأسى والكآبة.
وكلها مشاعر سلبية يصاب بها الإنسان، فيصبح الشخص هادئًا وقليل النشاط.
ويصاحب الحزن أحيانًا البكاء ولكن ليس بالضرورة.
والحزن يكون مؤقتًا لفترة محدودة.

مراحل الحزن الخمسة – Five Stages of Grief
قدمت الكاتبة إليزابيث كيوبلر روس مراحل تقبل الصدمة التي يمر بها الإنسان عقب تعرضه للصدمات الشديدة والقاسية والتي قد تكون أسرية أو مادية أو مرضية أو عاطفية.
وهي المنهج الذي تم تسميته مراحل الحزن الخمسة، كما اتفق العلماء النفسيون على تسمية تلك المراحل باسم نموذج كيوبلر روس Kübler-Ross Model.
ويقدم نموذج كيوبلر المراحل التي يمر بها الشخص عند تعرضه لصدمة كبيرة مثل فقدان شخص عزيز، أو خسارة ثروة كبيرة، أو تشخيصه بالإصابة بأحد الأمراض القاتلة، أو التعرض لصدمات عاطفية، حيث تؤثر كلها سلبيًا على نفسيته بالدرجة الأولى، وتختلف مدة كل مرحلة، كما تختلف حدة كل مرحلة من شخص إلى آخر، وتم استعراض مراحل الحزن الخمسة من منظور نفسي، كالآتي:

1- مرحلة الإنكار
مرحلة الإنكار هي التي تساعدنا على النجاة الأولية من الصدمة، حيث نقوم خلالها بالتعامل مع الصدمة وكأنها لم تحدث بالفعل ونرفض تصديقها، ويقوم المتعرض للصدمة لا إراديًا بالتشويش على أفكاره والمراوغة معها لكي يحاول إقناع عقله الواعي بأن شيئًا ما لم يحدث، وحينها تصبح الحياة لا قيمة لها عند المصاب، حيث يصاب المتعرض للصدمة بحالة من الشلل الفكري والعقلي، وهو ما يساعد على التقليل من حدة الصدمة واشتعالها المبكر. والإنكار رد فعل مؤقت يحمل عنا أول موجة من الألم الناتج من الصدمة.

2- مرحلة الغضب
في مرحلة الغضب يستيقظ عقل المتعرض للصدمة، حيث تنتهي مرحلة الإنكار ويدخل المصاب في حالة من الغضب على الواقع المتمثل بالحقد في نظره، وفي هذه المرحلة يصبح التعامل مع الشخص أصعب وأكثر حدة، ولكن بحسب ما أوردته كيوبلر تعد هذه المرحلة ضرورية جدًا لإتمام العلاج.

3- مرحلة التفاوض
يعود الأمل مرة أخرى للشخص المتعرض للصدمة خلال مرحلة التفاوض، فيحاول عقله الباطن أن يقنعه بأنه يمكن التعامل مع هذه الصدمة من خلال التفاوض، بمعنى أن يقول الشخص على سبيل المثال في حال تخطيت هذه الأزمة سأقوم بمساعدة الفقراء، أو عندما أتجاوز هذه المحنة سأقوم بالتوقف عن التدخين، وتساعد هذه المرحلة على دفن الحزن وتجنب أعراضه.

4- مرحلة الاكتئاب
مرحلة الاكتئاب هي أولى مراحل الاعتراف بالواقع، فبعد انتهاء المراحل السابقة يعترف المريض بالواقع ليدخل في حالة من الاستسلام والإحباط المصحوبين بالاكتئاب، وهنا يبدأ المريض في الابتعاد عن اهتماماته وأنشطته الحياتية مثل العمل والمهام العائلية، ويتجه نحو الانعزال والتقوقع، وتقول كيوبلر أن هذه المرحلة هي أكثر مراحل الحزن خطورة وأكثرها حساسية في التعامل مع من يمر بها.

5- مرحلة التقبل
مرحلة التقبل هي المرحلة الأخيرة من مراحل الصدمة الخمسة، وهي مرحلة عودة الاستقرار النفسي والذهني للمتعرض للصدمة، ففي حالة مقاومته للاكتئاب ونجاته منه، يبدأ الشخص في تقبل الواقع بل ومحاولة إيجاد منافذ بديلة للتعامل مع الصدمة والمرور بسلام منها.
وهذه المرحلة تمثل التصالح مع الواقع والنفس وتعيد الأمل الذي يساعد الشخص على الاستمرار في الحياة.

من الطبيعي والصحي أن يمر أي إنسان بمراحل الحزن الخمسة. والكثير من العوارض النفسية تشفى بالإرادة والأمل ومع الوقت؛ لكفالته بشفاء الجراح، وأن نقف سندًا بجانب من نحب في المصاعب والشدائد بكل الحب والإيجابية والدعم المعنوي.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟