مراحل التنشئة الاجتماعية
يبدأ الإنسان بالتعرّف إلى محيطه منذ اللحظات الأولى لولادته، فالتنشئة الاجتماعية عملية متراكمة ومستمرة، إذ يبدأ الطفل بتعلّم اللغة الجماعية من محيطه أولاً ثم يقوم باكتساب السلوكيات الاجتماعيّة والتعرّف إلى القواعد الناظمة للحياة مع الجماعة، ووفقاً لذلك تم تقسيم مراحل التنشئة الاجتماعية إلى خمس مراحل أساسية تبدأ من الرضاعة وحتى سن النضج، ومرحلة لاحقة تشمل كل أفراد المجتمع.
مرحلة الطفولة المبكرة: تمتد هذه المرحلة منذ الولادة حتى عمر السنتين، يتعلّم الطفل فيها التمييز بين الأشخاص المتحرّكين والأشياء الثابتة ويبدي اهتماماً للأشخاص المحيطين به، بالإضافة إلى اكتسابه أول كلماته وحروفه ويقوم أيضاً بتقليد الأطفال من سنّه واللعب معهم، وتظهر أولى تجارب التفاعل الاجتماعي والصراع بين الطفل والقائمين على التنشئة من خلال بداية ضبط السلوك ليتوافق مع معايير الأهل والمجتمع.
مرحلة الدارجين (ما قبل المدرسة): وتمتد هذه المرحلة من عمر سنتين حتى ست سنوات، حيث يبدأ الطفل بتكون تفاعلات اجتماعية مميزة مع المحيطين به ويبدأ بتمييز بعض المفاهيم الاجتماعية الأساسية مثل القبول والانتماء والعيب، وتتعزز هذه المفاهيم مع دخول الطفل في مرحلة الدراسة والتفاعل مع مجتمع منضبط فيه مجموعة من الأقران في نفس السن ومجموعة من المسؤولين عن الضبط الاجتماعي تتمثل بالمدرسين.
مرحلة التجمّع (سن المدرسة): تبدأ هذه المرحلة من التنشئة الاجتماعية منذ السنة السادسة إلى السنة الثانية عشرة من العمر، وهنا يقوم الطفل بتشكيل صداقات وإبراز شخصيّته والتي هي في طور النمو، ونلاحظ في هذه الفترة بروز الصفة الجنسية للطفل كنتيجة للعوامل الثقافية في المجتمع بصفة أساسية، حيث يميز الأطفال بشكل كامل بين الذكور والإناث والصفات الاجتماعية التي تمييز الجنسين.
مرحلة ما حول البلوغ أو المراهقة المبكرة: تبدأ هذه المرحلة من عمر 11 سنة للإناث ومن عمر 13 للذكور وحتى ما بعد البلوغ، وتعتبر هذه المرحلة حساسة نوعاً ما لأنها تجعل الأفراد أكثر عدوانية تجاه الضبط الاجتماعي والمسؤولين عن التنشئة الاجتماعية، إذ يتصرفون ضد الآباء والمدرسين والمربين بشكل عدواني، وتستمر آثار هذه المرحلة إلى نهاية المراهقة.
مرحلة النضج: تبدأ مرحلة النضج في التنشئة الاجتماعية فعلياً مع بداية المراهقة وتستمر إلى سن 20 سنة تقريباً، وهي فترة التحول من الطفولة إلى مرحلة النضج والاستقلالية، وفيها يتم إعادة بناء شخصية الطفل بما يتناسب مع الآخرين ويناسب سلوكهم، كما يتم بها تطور النمو العاطفي لديهم والوصول إلى شخصية مستقلة ومعايير اجتماعية ثابتة ومستقرة نسبياً وإلى حد بعيد.
مرحلة التنشئة الاجتماعية اللاحقة: وهي التي تستهدف إعادة تكوين أو تصحيح بعض المعايير الاجتماعية عند جميع الأفراد بما فيهم الأشخاص الذي وصلوا إلى سن الرشد أو حتى المسنين، وعادةً ما يتم اللجوء للتنشئة الاجتماعية اللاحقة لمواجهة الظواهر والآفات الاجتماعية أو الظروف الاستثنائية والتحولات الكبيرة في المجتمع.
أخصائي نفسي
الولاء مكي