مخاطر الانترنت

كيف أحمي أطفالي من مخاطر الإنترنت

عندما كان أطفالنا صغارًا بالسن كان كل اهتمامنا الحفاظ على سلامتهم وصحتهم، وكانت أكبر مخاوفنا هي من الانزلاق بالثلج أو من اللعب تحت الشمس، أو عند قطع الطريق، أو من اللعب في الشارع. لكن في وقتنا الحالي، ومع ازدياد عدد الأجهزة الإلكترونية في المنزل ووسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة عبر الإنترنت، تغيّرت الطريقة التي يقضي بها الأطفال وقتهم بعد المدرسة، وبشكل كبير. أصبحنا نهتم بحمايتهم مما يُعرَض بشكل غير لائق على الإنترنت أو من المتنمرين على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى من الإدمان الإلكتروني

وحتى نتعامل مع هذه المخاوف بطريقة سليمة تضمن حماية أطفالنا من مخاطر الإنترنت وبنفس الوقت تضمن شعورنا بالاطمئنان للوضع الذي يعيشونه، وجدت مع زوجي إن أفضل الطرق هي أن نتحدّث بصراحة معهم عن نشاطهم عبر الإنترنت، وعما نعتقد إنه مناسب.

  1. في البداية كان موضوع وضع قيود على الوقت الذي سيقضونه على الإنترنت أمرًا صعبًا، وشرحنا لهم أهمية وضع حدود لاستخدام التكنولوجيا، لأنه من السهل جدًا عليهم أن يقضوا ساعات في لعبة ما أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يتم إهمال أولوياتهم الأخرى، وهذا يمكن أن يسبّب لهم إما السمنة أو مشاكل نفسية كالعزلة والاكتئاب، أو مشاكل في المدرسة بسبب تقصيرهم الدراسي، أو اضطرابات في الأكل والنوم، وعلى الأكيد أنه سيسبّب لهم تشتت التركيز والانتباه، وبالنهاية إذا لم نتمكّن من السيطرة على الموضوع سيتحوّل إلى إدمان إلكتروني .

  2. وحتى لا يكون الوقت الذي يقضونه أمام شاشة الإنترنت بلا فائدة، اتفقنا أن يكون استخدام الإنترنت للترفيه والتسلية، وهذا امتياز يتم اكتسابه بعد الانتهاء من المسؤوليات الأخرى (مثل الواجبات المنزلية، أو الدراسة، أو ممارسة الرياضة، أو العزف على الآلات الموسيقية)، هذا الأمر سمح لهم بممارسة أنشطة أخرى مثل الرياضة أو اللعب في الخارج أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو مع العائلة.

  3. وكانت فكرة وضع الكمبيوتر في مكان في المنزل يمكنني رؤيته، بحيث أراقب دائمًا طفلي عندما يستخدم الإنترنت، وخاصة الأطفال الصغار، فكرة جيدة جدًا، واتفقت معهم على عدم وجود أجهزة كمبيوتر محمولة أو ألعاب إلكترونية في غرف النوم.

  4. بالنسبة لطفلتي الأصغر سنًا والتي تبلغ السادسة من عمرها، وبعد انتهائها من مشاهدة اليوتيوب قمت بالتحقق من سجلات المتصفح بعد اتصالها بالإنترنت لمعرفة المواقع التي تصفحتها.

  5. أما بالنسبة لطفلي البالغ من العمر 14 عامًا، وأثناء حديثنا طلبت منه أن يعرّفني على أصدقائه على الإنترنت،  وأخبرته إن بعض الأشخاص عبر الإنترنت ليسوا كما يقولون أو يخبرون عن أنفسهم، فبعض الأشخاص يخدعوننا ببعض الصفات المثالية لهم، لذلك علينا الانتباه والحذر في تعاملنا معهم.

  6. وشرحنا له أهمية حماية خصوصيته، وخطورة الكشف عن معلوماته الشخصية عبر الإنترنت، وأنه من الضروري أن يكون حذرًا بشأن ما ينشره ويشاركه، وأن يفكّر جيدًا قبل نشر أي معلومة خاصة به (اسمه، رقم هاتفه، عنوان المنزل، بريده الإلكتروني، اسم مدرسته)، وكيف يتصرّف ويتفاعل مع الناس، وأن يتذكّر دومًا أن الإنترنت ليس خاصًا، وأن كل بياناتنا الموجودة عليه ستكون متاحة للجميع.

  7. وأهم خطوة كان علينا القيام بها هي أن نكون قدوة لهم يحتذون بها، وهذا يكون بأن ندع أجهزتنا الإلكترونية أثناء قضاء الوقت معهم ولا ندعها تشتّت انتباهنا عن حياتنا المنزلية. وأن تكون خططنا معًا لأنشطة عائلية بعيدًا عن الإنترنت أو مشاهدة التلفاز مثل عشاء عائلي أو المشاركة في حدث رياضي.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟