كيفة تحسين الحالة النفسية

الضغوط النفسية  أصبحت سمة  من سمات العصر ، و بسبب الكثير من تلك الضغوط في الحياة الاجتماعية وفي العمل أيضًا، بل حتى في الشارع مع الزحام والكثير من المشكلات التي نتعرض لها كل يوم.

كل هذه الضغوط تعرضنا باستمرار لحالات مزاجية مختلفة بدءًا من الملل والشعور بالتوتر وصولًا للحزن أحيانًا وبعض الكآبة .

الحالة النفسية :

الحالة النفسية ظهرت الضغوط النفسيّة مع ازدياد وارتفاع التطوّر الحضاري والتكنولجي ، وتعقد أساليب الحياة وتعدّد مشكلاتها، فازداد العبء النفسي المُلقى على عاتق الأفراد باختلافِ متطلبات الحياة وظروفها،

كما تراكمت الطموحات التي يسعى كلّ فرد إلى تحقيقها، وتنوّعت وأدّت إلى زيادة مُعدّل التنافس والتَّحدي بين أفراد المجتمع الواحد، فأصبح الفرد يلزمُ نفسه ويتعبها بتحقيق العديد من الأهداف والطموحات التي قد تتعدى قدراته الذاتية ولا تتوافق معها، مما قد يؤدي إلى فشل الفرد وإحباطه.

قد تكثر الضغوط النفسية وتتفاقم مظاهرها في الحالة النفسية فتنتقل إلى الإعياءات العضوية المختلفة والتي تظهر في الامراض النفس جسمية .

لذلك ظهرت الحاجة  الملحة إلى إيجاد الطُرق والأساليب والاستراتيجيّات التي تساعد الفرد على تخفيفِ حدّة آثار هذه الضغوط، ومحاولة للوصول إلى الحالة النفسية السوية والسليمة وتحقيق مبدأ الصحة النفسيّة.

دور السيروتونين في تحسين الحالة النفسية :

السيروتونين مادة كيميائية في الدماغ يمكن أن تؤثر على المزاج.

و يمكن أن يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية المعروفة باسم التربتوفان الجسم على إنتاج المزيد من السيروتونين.

الأطعمة ، بما في ذلك السلمون والبيض والسبانخ والبذور من بين الأطعمة التي تساعد على تعزيز السيروتونين بشكل طبيعي.

و السيروتونين مادة كيميائية موجودة في المخ والدم والأمعاء والأنسجة الضامة في جسم الإنسان.

يتسبب السيروتونين في انقباض الأوعية الدموية ، و يساعد على نقل المعلومات عبر الجهاز العصبي ، وله دور في وظائف المخ.

السيروتونين ضروري للصحة العامة والرفاهية ، و غالباً ما يربطه الناس بالحالة النفسية الإيجابية.

و لكن الدماغ معقد ، و هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة المزيد حول كيفية عمل السيروتونين.

و قد ربطت الأبحاث انخفاض مستوى السيروتونين باضطرابات المزاج ، وقد يكون له دور في الاكتئاب.

قد يكون انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ سبباً لمشاكل الذاكرة وتدهور الحالة المزاجية. أيضاً ، من المرجح أن تؤثر مستويات السيروتونين المنخفضة على الشخص بشكل سلبي إذا كان قد أصيب بالاكتئاب من قبل.

أهمية الصحة النفسية :

أن المحافظة على الحالة النفسية والبُعد عن الاضطرابات المتعددة أنّها ترتبط ارتباطاً قوياً بالصحة الجسدية ؛ ذلك أنّ المرض النفسي و الجسدي يتشاركان معاً، أو يتبع أحدهما الآخر، فهناك دراسات كما ذكرت منظمة الصحة العالمية تبيّن أنّ الاضطرابات النفسية تزيد من خطر إصابة الفرد بالأمراض البدنية العديدة ، والصحة النفسية هي  التي تُعرِّف الصحة على أنّها جزءٌ لا يتجزأ، فهي حالة من الكمال الجسدي، والنفسي، والاجتماعي، فمن أجل هذه الأمور، وتأثير الحالة النفسية على صحة جسد الإنسان كان لا بُدّ للإنسان من المحافظة على صحته النفسية، وتجنُّب الأمراض والاضطرابات التي تؤثر في صحته الجسدية.

طرق المحافظة على الصحة النفسية :

ازدادت الأمراض النفسية في الفترات الأخيرة بشكلٍ قوي ، وأصبحت الأمراض السلوكية لدى الإنسان والحالات المرضية الجديدة ، ولذلك كان لابد للإنسان من أن يسعى جاهداً للبحث عن وسائل الراحة النفسية ليُحافظ على صحته النفسية، ويقيها من الإصابة بالأمراض النفسية والاضطرابات الشخصية،

 وضَعَ كل من ماسلو وتليمان بعضاً من الصفات التي يجب على الإنسان السّويّ الخالي من الاضطرابات النفسية أن يتّصف بها، فهي تُعتبر دافعاً قوياً للمحافظة على الصحة النفسية،

وهذه الصفات هي: شعور الإنسان بدرجة مقبولة من الأمن والطمأنينة والاستقرار، فالخوف والقلق والتوتر علامات لحالةٍ نفسيةٍ مضطربةٍ تخلو من السكينة وتُعيق الفرد عن التقدم والإنتاج. فهم الذات؛ وذلك من خلال بيان نقاط الضعف ونقاط القوة في ذات الشخص، وتصحيح الخلل الحاصل فيها، ورفع مستوى المهارات والإمكانيات الشخصية.

وضع أهداف واقعية في الحياة تحدّد المسار الذي يتبعه، والمنهج الذي يسلكه في طريق النجاح. أن يكون الإنسان على اتصال فعال بالواقع المحيط به. العمل على إيجاد وتكوين شخصية ثابتة متكاملة متزنة يظهر توافق الشخص فيها مع نفسه ومع الآخرين. الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم، وأخذ العبرة من المواقف التي مرت بهم.

كيفية تحسين الحالة النفسية :
يسعى علم النَّفس والصحة النفسيّة بشكلٍ عام إلى وصول الفرد لمرحلةٍ من السّعادة والراحة النفسية، وإدخال السرور إلى حياته وجعلها أكثر قيمة ومعنى، ورفع مستوى العلاقات الاجتماعيّة مع الآخرين وتحسينها،
 الطرق  التي قد تتساعد الفرد على تحسين حالته النفسية:
الابتسامة  :
تساعد الابتسامة على إرسالِ الإشارات الإيجابيّة إلى الدّماغ الأمر الذي يُحفّز ويُحسن بدوره حالة الفرد النفسيّة، كما أن الابتسامةَ فعل معدٍ يعكس مشاعر السّعادة الحقيقيّة تجاه الآخرين، بالإضافة إلى أنها تولّدُ الضحك الذي يمحو المشاعر السلبيّة .
 التصرف بإيجابيّة  :
يستطيع الفرد أن يتصرّفَ بأسلوب إيجابيّ؛ عن طريق مواجهة الأفكار السلبيّة المُؤثّرة فيه وصياغة الأسئلة حول مدى صحة وحقيقة هذه الأفكار، كما أن من الواجب على الفرد أن يقيّمَ الموقف الذي يواجهه؛ عن طريق تقييم مدى حاجته للتفكير فيه.
الابتعاد عن المقارنات :
يجب أن يبتعدَ الفرد الذي يريد التمتع بأفضل حالة نفسيّة عن مقارنةِ نفسه مع الآخرين؛ حيث إن هذه المقارنة تقلّلُ من مستوى تقديره لذاته وقدراته من خلال ربط الفرد إنجازاته بإنجازات الآخرين المحيطين به، فعند مقارنة نفسه مع من هم دون مستواه يولّدُ ذلك الشعور الزّائف بالإنجاز والرِّضا، أمّا مقارنته لنفسه مع من يفوقه في مستواه يقوده إلى الشعور بالإحباط والفشل، وفُقدان القدرة على النجاح بشكلٍ مستمر.
 رفع مستوى الثقة بالذات  :
يجب أن يمتلكَ الفرد نظرة أيجابية وسوية تّجاه ذاته، ؛ بحيث لا تهتز  صورتة الذاتية لنفسة عند تعرضه للمشكلات المختلفة سواء أكانت مواجهة الفشل أم عدم القدرة على تنفيذ أحد الواجبات والمهام. ويكون رفع مستوى الثقة بالذَّات من خلال التفكير بطريقةٍ إيجابيّة ويكون ذلك بعيداً عن لوم الذَّات وتأنيبها، بالإضافةِ إلى تحفيزِ حُبّ الذّات واستشعار مستوى الإنجاز الذاتي الفردي، والاهتمام بتطويره وعدم التقليل من شأنه .
 التعبير عن المشاعر  :
يجب على الفردِ الّذي يسعى إلى تحسينِ الصحة النفسية لديه أن يُدركَ مشاعره ويُحسنَ التعبير عنها، والمقصود بالتَّعبير عن المشاعر هو التَّعبير السوي والصحي الّذي يبدأ عندما يكون الفرد على درايةٍ وفهمٍ كاملٍ لمشاعره وأحاسيسه، ومدى قدرته على ضبط ردود فعله الجسميّة والنفسيّة تّجاه المواقف والمشاعر المختلفة، كما يجب امتلاك القدرة على التّحدثِ عن هذه المشاعر، وعدم كبتها والبوح بها أمام الأشخاص المناسبين الذين يقدّمون الدَّعم النفسي السوي ، كما أن عدم الخجل من البكاء والتعبير عن الحُزنِ في المواقف المختلفة، وتحرير الانفعالات وإظهارها بالطريقة المناسبة مهم جداً لرفعِ مستوى الصحة النفسيّة للأفراد.
 الحفاظ على العادات الصحية السليمة :
يكون الحفاظ على العاداتِ الصحية من خلال ممارسة التمارين الرياضيّة والمواظبة عليها؛ ممّا يساعد على زيادةِ الثقة بالنَّفس، وتخفيف التوتر والتخلص من الضغوط المختلفة التي من الممكن التعرض لها، بالإضافة إلى أهمية الالتزام بتطبيق نظام غذائيّ صحيّ ومتوازن،  و تجنّب التّدخين والكحول؛ حيث يؤدي تناول هذه الأصناف إلى زيادةِ مستوى التّوتر والسمنة بفعلِ الكافيين والسكريات الموجودة بكثرةٍ فيها، وشرب الماء بكميات كثيرة ووافية.
النوم  الجيد :
إن الحصولَ على القدرِ الكافي والمطلوب من النَّوم يساعد على التخفيف من الضغوط النفسية، ويُعزّز من الراحة العامة المُؤثّرة في الحالةِ النفسية والعصبية، ويكون الحصول على النومِ بشكلٍ صحي ومريح؛ من خلال تهيئة مكان النوم المناسب لاستيفاء الراحة اللازمة، مثل أن يكون المكان مظلماً ومريحاً، وبعيداً عن الأجهزة الإلكترونيّة.
التأمل والاسترخاء :
تساعد تمارين التأمل والاسترخاء على التخلص من الضغوط النفسيّة التي يتعرض لها الفرد، والناتجة عن المواقف والظروف الحياتية التي يعيش فيها، فمن المفيد إضافة ممارسة التأمل إلى جدول الأنشطة اليوميّة، مثل تمارين النَّفس على التخلص من التوتر، وزيادة السيطرة على النَّفس، ورفع إمكانية التّحكم بالمشاعر.
التعبير عن الامتنان والشكر  :
يظهر التعبير عن الامتنان والشكر من خلال الشعور بالجمالِ والجوانب الإيجابيّة للمواقف الحياتية التي يمرُّ بها الفرد؛ أي أنّه يجب تسليط الضوء وتركيز الشعور على الجانب المشرق للمثيرات المختلفة؛ كأن يزيد الفرد تعاطفه مع الأشخاص الآخرين، ويتذكر اللحظات السعيدة، ويُعزّز مشاعر الحُبّ والشكر والامتنان بأي حدث مهما كان بسيطاً، فيستشعر جمال االجو الهادي أو لاي شئ يدخل علي قلبة السرور،
زيارة الأخصائي النفسيّ  :
هناك بعض الحالات التي يحتاج فيها الإنسان إلى مساعدة نفسي لمساعدته في تحسين حالته النفسيّة، وهذا المختص قد يكون معالجاً نفسيّاً أو طبيباً نفسيّاً؛ ذلك أن بعض الحالات النفسية قد تتطلب أخذ علاجات دوائيّة يكون الطبيب وحده هو القادر على تحديدها، وفي حالات أخرى قد يستلزم الأمر الاستعانة بطرق العلاج السلوكيّة التي يختص بها علم النفس والمعالجون النفسيون،  وقد يشعر الإنسان في كثير من الأحيان بأعراض بدنيّة محسوسة يكون منشأها الحالة النفسيّة، فمريض القلق أو الاكتئاب أو غيرها من الاضطرابات النفسية قد يحس بأعراض تحاكي تماماً أعراض الأمراض البدنيّة الأخرى، ولذلك فمن المحتمل أن يقع الشخص الذي يعاني من حالة نفسيّة معيّنة في حيرة من أمره، فلا يستطيع تحديد الشخص المناسب أو الجهة المناسبة التي يمكنه طلب المساعدة منها، وبسبب تكامل عمل المختصّين في هذا المجال، فإن أنسب الحلول تكون بطلب الشخص الذي يعاني من أعراض مرضيّة المساعدة من طبيبه، فالطبيب وحده هو من يستطيع تقدير الموقف، ومعالجة المريض أو تحويله إلى المعالج النفسي، أو الطبيب النفسي المختص.

دمتم بوعي نفسي وجسدي

بي بيرفكت للطب النفسي

أكاديمية كوريكتور

أخصائي نفسي الولاء مكي

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟