أسباب الفضول عند الأطفال
مثل أي صفة لدى الإنسان لا يتوقف نشوؤها على عامل وحيد أو سبب محدد، فالفضول صفة يسهم في تكَونها وتطورها العديد من الأسباب منها الفطري والمكتسب والوراثي، وهذه الأسباب يجب أن يتضافر بعضها مع البعض الآخر بطريقة ما لتنتج شخصية فضولية لدى طفلنا تسعى لمعرفة كل شيء والتدخل في كل شيء، ومن هذه الأسباب والعوامل يمكن ذكر:
أسباب غريزية: وهي غريزة التعلم والنشوء والارتقاء الموجودة سواء لدى المخلوق البشري أو حتى المخلوقات الأخرى ولكن بدرجات متفاوتة، فمنذ أن يولد الطفل يبدأ بتعلم الرضاعة من والدته ثم يكبر ويتعلم الجلوس ثم القيام بحركات معينة ثم المشي وبعدها يتعلم الكلام وهكذا يستمر الإنسان في مسيرته التطورية الطبيعية عبر تعلم المزيد من الخبرات والأشياء لنهاية حياته.
أسباب مكتسبة اجتماعية: حيث أن الأطفال يلاحظون كل ما يدور حولهم من أحاديث ويلاحظون أيضاً تصرفات من حولهم وصفاتهم، فعندما يرى الطفل أن أحد والديه يتصف بالفضولية من خلال أحاديثه أو تصرفاته مثل جلسات والدته مع جيرانها والتكلم حول شؤون الآخرين فإنه من الطبيعي أن يتعلم هذا السلوك ويقلده ويرى فيه شيء جيد.
حب المعرفة والتعلم: فبعض الأطفال لديهم ميل أكثر من غيرهم للتعلم وزيادة مستواهم المعرفي، وهذا يبدو دافعاً جيداً ولو كان من أنواع الفضول ولكنه يهدف لاكتساب الخبرات والمعارف المختلفة وتطوير الذات والقدرات والمهارات.
حب التجريب والاستطلاع: فمن منطلق غريزة التعلم نفسه يبدي الأطفال أحياناً اهتماماً ما في تجريب بعض الأشياء والأفكار، فقد تعجبه تجربة معينة على التلفزيون أو يرى ذويه وهم يقومون بأشياء يجد متعة في تقليدها، وهنا يقوم الطفل بتجاربه حول هذه الأشياء لاختبارها واستطلاع نتائجها عن قرب وفهم ابعادها وتفاصيلها.
بناء الخلفية الثقافية والشخصية الاجتماعية: حتى يتمكن الطفل صاحب الخبرة القليلة في الحياة من بناء قاعدته المعرفية وخلفيته الثقافية فهو بحاجة لطريقة تساعده على ذلك وفضوله المعرفي أو أسئلته الكثيرة هي الطريقة التي يراها الأنسب لتحقيق هذه الغاية وتطوير معارفه.
الرغبة في التعرف على عالم الكبار: أكثر ما يشغل الأطفال هو عالم الكبار والأدوار الاجتماعية العديدة التي يمارسها الكبار أمامهم، فالأطفال أدوارهم محدودة في المدرسة أو اللعب أو بعض الوظائف المنزلية، أما الكبار يمارسون الكثير من الوظائف والأدوار وهذا يعد من الدوافع القوية ليحاول الطفل التعرف أكثر على هذه الأدوار سواء من خلال التقليد أو الأسئلة أو التجريب والتدخل في أمور الكبار وشؤونهم.
حب السيطرة على الآخرين والتدخل في شؤونهم: حيث أن بعض الأطفال يوجد لديهم رغبة في السيطرة على الآخرين وقيادتهم، فهذا يدفع هؤلاء الأطفال للتعرف على شؤون الآخرين الذين يرغبون بالسيطرة عليهم، وذلك ظناً منهم أن معرفتهم هذه سوف تساعدهم في الوصول لمرادهم وحينها سوف يظهرون بشكل الأذكياء الذين يعرفون كل شيء عن الجميع.
الولاء مكي
اخصائي نفسي