فن إدارة المشاعر

أهمية إدارة المشاعر

إدارة المشاعر جزء من الذكاء العاطفي الذي يحقق رفاه الأفراد وسعادتهم واستقرارهم النفسي والحياتي، لأنه يساعد الأشخاص على تفهم وضبط العواطف المزعزعة لاستقرارهم النفسي والبقاء هادئين.
إدارة المشاعر بطريقة صحيحة من أهم المهارات الحياتية لحماية الإنسان نفسيًا وضمان استقرار حياته على كافة المستويات، فكبت المشاعر من ناحية يمثل مدخلا إلى المشكلات والاضطرابات النفسية، وسيطرة المشاعر من ناحية أخرى وتفلتها والتعبير عنها بأي طريقة يؤدي إلى العديد من المشكلات ويصعب حياة الإنسان الاجتماعية ويفسد علاقاته، وقد يؤدي إلى خسارته لأغلى الاشياء في حياته، بل ولحياته نفسها.

ويمكن تلخيص أهمية إدارة المشاعر في الآتي:
1- عدم القدرة على تنظيم المشاعر والتعامل معها هو السبب الجذري للاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب واضطراب الشخصية الحدية.

2- طريقة تعبيرك عن مشاعرك تؤثر على نظرة الآخرين لك، وانطباعهم عنك، إذا ضحكت مثلا على رسالة وصلتك أثناء اجتماع عمل جاد، فسيثير هذا استياء الآخرين، وإذا بالغت في الغضب إذا قطع أحدهم طريقك أثناء القيادة فربما يؤدي هذا إلى أمور لا تحمد عقباها.

3- نحن معرضون للخطأ وتعطل القدرات والمهارات بشكل كبير عندما نكون تحت سيطرة انفعالاتنا السلبية الشديدة، والسبب في ذلك أن اللوزة الدماغية هي التي تستقبل التهديدات، وعندما تجتاح العقل العواطف الشديدة بدون ضبطها فإنه يحدث ما يُسمى بـ”اختطاف اللوزة” ، حيث تتولى بقية مهام المخ مما يضعف قدرات التعلم والتذكر والمرونة والابتكار، وغالبًا ما ترتكب اللوزة أخطاء لأنها تحصل على جزء صغير فقط من الإشارات التي تتلقاها الحواس، وتعالجها بشكل فائق السرعة، بينما تذهب الغالبية العظمى من مُدخلات الحواس إلى أجزاء أخرى من الدماغ تستغرق وقتًا أطول لتحليلها.

كيف تقوي مهارات إدارة العواطف؟
من المفيد في تطوير مهارات إدارة العواطف، وإليكم طريقة SDP ( توقف- اهدأ- عالج) الفعالة في إدارة العواطف والمشاعر.
1- التوقف:
 هو الخطوة الأصعب، ويحتاج إلى إرادة قوية للغاية، فالمشاعر القوية لها قدرة كبيرة على السيطرة وقوة دافعة قد تجعل الإنسان يرتكب ما يندم عليه لاحقًا، وسواء كانت المشاعر غاضبة أو مفرحة أو صادمة، وسواء كانت عواطف مرتبطة بمثير خارجي، أو مشاعر منشؤها نشاط ذهني خاص، فإن التوقف والتفكير أمر ضروري لإدارة المشاعر.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ” ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”،وجاء في سفر الأمثال :”بصيرة الانسان تبطئ غضبه” الأمثال ١٩‏‏:‏١١، لأن التحكم في الغضب يحتاج إلى قوة شخصية وتحكم ذاتي.
وجاء في سفر الأمثال :”بصيرة الانسان تبطئ غضبه” الأمثال

وتذكر:
قبل أن ترد على انتقاد تشعر أنه ظالم.. توقف.
قبل أن تتخذ قرارات ناتجة عن الشعور الجارف بالعشق أو الفرح أو الغضب.. توقف.
قبل أن تُفرغ غضبك من موقف مسيء.. توقف.
ومما يُساعدك على التوقف ترديد أذكار دينية، أو تذكير نفسك بجملة معينة تساعدك على الاسترخاء والتفكير، أو العد بالمقلوب.

2- الهدوء: بعد أن قمت بالخطوة الأصعب وهي التوقف، من المهم أن تدع مشاعرك تهدأ قليلا، لأن بقائها قوية ومشتعلة لن يساعدك على التفكير بوضوح وعقلانية.
هناك العديد من المقترحات التي تساعد على الهدوء، منها:
– الخروج من المنزل والتواجد في الهواء الطلق.
– قضاء بعض الوقت مع حيوان أليف.
– الانخراط في عمل يحتاج إلى تتابع وتركيز مثل الحياكة أو المشي، حيث تساعد هذه الأعمال على بقاء ذهنك حاضرًا.
– التفكير في شيء يثير شعوراً إيجابياً، قد تكون ذكرى وجودك على شاطئك المفضل، أو وجبة طعام شهية تثير الحنين إلى الأحبة، أو إنجاز ما حققته.
– التنفس بعمق لمدة 5 دقائق.

3- المعالجة: الآن أنت في وضع أفضل للتفكير في الأمر كله، والتوصل إلى رد فعل مناسب.
– حدد مشاعرك، فتحديد المشاعر بدقة من أهم خطوات إدارة المشاعر بفعالية.
– صف مشاعرك بكلمات، وجد الباحثون أن التعبير عن المشاعر في هيئة كلمات يساعد على ضبطها وتنظيمها.
– فكر في مصدر مشاعرك، وسببها، فكثيرًا ما تحجب المشاعر السطحية والأسباب المباشرة، مشاعرنا الأعمق، والمسببات الحقيقية لها، لذا أعطِ نفسك فرصة التفكير المتأني في حقيقة مشاعرك.
– فكر في أهدافك النهائية، وقيمك الشخصية، وهل تناسب عواطفك الحالية أهدافك وقيمك؟

الولاء مكي

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟