فراط التفكير .

السيطرة على التفكير الزائد .

يمكن القول أن الإفراط في التفكير بكل شيء هو انعكاس لبرنامج العقل الباطن! لنتفق أولاً أن الهدف الأساسي لبث الأفكار من العقل الباطن هو قيادتك إلى منطقة الراحة، لكن العقل الباطن يحدد منطقة الراحة بناءً على الوزن النسبي الذي تمنحه أنت للأفكار من خلال تكرارها والاستغراق بها وتغذيتها بالشحنة العاطفية اللازمة، فعندما تعيد الأفكار السلبية بشكل متكرر ومزمن، يتعامل العقل الباطن مع التفكير السلبي كنمط مريح، لأنه نمط متكرر، لو لم يكن كذلك لم تكن لتكرِّره!
في الحالة الطبيعية يميل عقلنا الباطن إلى طمس الذكريات والتجارب المؤلمة، وتجنب الأفكار المزعجة، لكن المشكلة تكمن فعلياً بما يعتقد عقلنا الباطن أنها فكرة مزعجة أو ذكرى مؤلمة، وكيفية تصنيفه للأفكار بناء على استدعائنا المتكرر لها.
ما نريد قوله هنا أن التفكير المفرط هو أفضل طريقة لتكريس التفكير المفرط، والتفكير السلبي هو أفضل وسيلة لتثبيت الأفكار السلبية، بالتالي لا بد من اللجوء إلى إعادة برمجة العقل الباطن وتغيير قواعد منطقة الراحة للتخلص من الإفراط في التفكير.

العلاج النفسي لوقف الإفراط في التفكير

نادراً ما يلجأ الأفراد إلى العيادة النفسية لعلاج التفكير المفرط، على الأخص أن الإفراط في التفكير لا يعتبر اضطراباً نفسياً مميزاً، ومع ذلك يقدّم المعالجون النفسيون استراتيجيات فعالة للتحكم بمشكلة الإفراط في التفكير، وأبرز تقنيات العلاج النفسي لمشكلة التفكير الزائد:

  • جلسات الاستماع: حيث يعمل المعالج على تنظيم جلسات استماع فردية الهدف منها تحديد جذور مشكلة التفكير المفرط بشكل دقيق، وعلى الرغم أن الهدف الرئيسي من جلسات الاستماع هو التشخيص، إلّا أنها تعتبر جزء من العلاج، حيث يساعد الحديث عن المشكلة لشخص مختص على تكوين صورة أوضح لدى الشخص نفسه، وعادةً ما يميل المعالج النفسي إلى تقنيات غير دوائية لمساعدة الفرد على إيقاف التفكير المفرط.

  • العلاج الجماعي: يهدف العلاج الجماعي إلى مشاركة تقنيات السيطرة على الإفراط في التفكير بين مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من التفكير المفرط، وتحت إشراف معالج نفسي أو مدرب حياة، وعادة ما تقود مشاركة طبيعة المشكلة والحلول والنتائج وقصص النجاح إلى تحفيز الشخص على مقاومة التفكير المفرط وابتكار حلول جديدة أيضاً.

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعمل العلاج السلوكي المعرفي على إعادة رسم المفاهيم والأفكار وطريقة تفاعل السلوك مع العواطف والمشاعر، حيث يعمل المعالج المختص على فهم محفزات التفكير المفرط وإعادة كشفها بشكلٍ واعٍ والتعامل معها بشكل أفضل.

  • مضادات الاكتئاب والمهدّئات: لا تعتبر المهدئات ومضادات الاكتئاب الطريقة الأفضل للسيطرة على الإفراط في التفكير، لكن للطبيب أو المعالج النفسي كلمتهم في تحديد حاجة الفرد إلى العقاقير المهدئة، وبشكل خاص عندما ترتبط حالة التفكير المفرط باضطرابات نفسية أخرى مثل القلق والاكتئاب والصدمة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟