علامات مبكرة تدل على التفكير بالانتحار
معرفة العلامات المبكرة التي قد تدل على تفكير شخص بالانتحار تساعدك على تقديم المساعدة له في وقت مبكّر قبل أن تتحول الأفكار الانتحارية لدوافع قوية لا يمكن السيطرة عليها، غالباً ما تظهر هذه العلامات على الأشخاص الذين سيقدمون على الانتحار بفترة طويلة نسبياً قد تصل إلى عدة شهور أو حتى سنوات، وفي بعض الحالات قد يكون القرار سريعاً بالكاد يمكن ملاحظة مقدماته قبل أيام قليلة أو بضع ساعات، وفي كل الأحوال يجب عليك أن تتعرف إلى علامات الخطر والإنذار المتعلقة بالانتحار:
-
ظهور الحزن العميق والمستمر على الشخص: الشعور بالحزن لفترات طويلة والتقلبات المزاجية بشكل متكرر قد يكون دليلاً على الإصابة بالاكتئاب والذي يُعتبر من عوامل الخطر الأساسية للانتحار، وعادةً ما يمكن للاستدلال على الحزن العميق الذي قد يقود للانتحار من خلال ملاحظة طول فترات الحزن التي يمر بها التشخص ومدى تأثيرها على أدائه الاجتماعي والمهني والدراسي.
-
فقدان الاهتمام بالأمور الممتعة: من العلامات المبكرة على التفكير في الانتحار أن يفقد الشخص رغبته في ممارسة الأنشطة الممتعة التي اعتاد عليها، وأن يفقد شغفه في الأمور التي لطالما شكّلت حوافزاً كبيرة بالنسبة له.
-
الابتعاد عن الآخرين والعزلة: غالباً يبدأ الشخص الذي يفكر بالانتحار بالانعزال عن الآخرين وتجنب قضاء الوقت مع الأصدقاء والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية، قد تكون هذه العزلة كاملة حيث يبتعد عن الآخرين والتجمعات، وقد تكون حالة من العزلة الداخلية حيث يتواجد مع الآخرين بجسده لكن عقله وتفكيره في مكان آخر ولا يشاركهم الحديث أو الأنشطة التي يقومون بها.
-
التوقف عن الشكوى فجأة: من علامات التفكير بالانتحار التي قد يخطئ البعض قراءتها هي توقف الشخص عن الشكوى أو التذمر وكأنّه بدأ يتقبل ما يمر به، لكن الحقيقة أن هذه قد تكون علامة كبرى على اليأس واتخاذ القرار بإنهاء الحياة، وتترافق حالة الهدوء هذه مع الانعزال وعدم الرغبة في مناقشة مشاكله لأنه يعتقد أنه وجد الحل!
-
إظهار سلوكيات خطيرة ومؤذية للذات: قد يبدأ الشخص الذي يفكر بالانتحار باتباع بعض السلوكيات الخطيرة بما يتضمن القيادة المتهورة أو الإفراط في التدخين أو تعاطي الكحول والمخدرات، أو ممارسة نوع من التعذيب الجسدي مثل جرح الذات والإفراط في السهر أو الشراهة في الأكل.
-
ظهور حالة اليأس والإحباط: يعبّر الشخص الذي يفكر بالانتحار عن حالة اليأس التي يمر بها لفظياً أو سلوكياً، فقد يتحدث بنبرة يائسة ومحبطة أنه لا يجد ما يدفعه للاستمرار في الحياة أو أن الحياة لا تستحق أن تعاش، وقد تدل تصرفاته وقراراته على يأسه وإحباطه العميقين.
-
تغيرات في المظهر الخارجي: بعض التغيرات التي قد تظهر على الشخص الذي يفكر بالانتحار تتعلق بمظهره الخارجي، كإهمال أناقته ونظافته الشخصية أو عدم الاهتمام باللباس المناسب كالذهاب لمناسبة رسمية بثياب عادية، كما قد تظهر عليه بعض التغيرات الجسدية مثل فقدان الوزن والتعب على الوجه بسبب كثرة التوتر وقلة النوم.
-
اضطرابات في النوم: يمكن أن يتغير نمط النوم عند الشخص الذي يفكر بالانتحار، كأن تزيد ساعات نومه أو تنقص بشكل ملحوظ عن الطبيعي ويجد صعوبة في النوم بشكل كافٍ ومستمر.
-
القيام بسلوكيات تحضيرية للانتحار: في بعض الأحيان قد يبدأ الشخص ببعض الأنشطة تحضيراً لمغادرة عالمنا، وذلك قد يتضمن زيارة الأصدقاء وكأنه يودّعهم، والبدء بالتخلي عن الممتلكات الشخصية، وكتابة وصية، وقد يفتعل الشخص الذي يفكر بالانتحار بعض المشاكل غير المبررة مع المقربين له وكأنه يحاول أن يقلل من حزنهم عليه بعد موته أو تعاطفهم معه.
-
الحديث عن الانتحار: قد لا يتحدث كافة الذين يفكرون بالانتحار عن أفكارهم الانتحارية، لكن نسبة كبيرة منهم (بين 50% و70%) قد يتحدث عن الأمر أو يُعطي تلميحاً لصديق أو قريب، قد لا يكون الأمر تلميحاً صارخاً عن الانتحار فمن الممكن أن يظهر الأمر على شكل حديث عن الموت أو عن كونه لا يشعر بقيمة لحياته.
أخصائي نفسي
الولاء مكي