إن الشغف هو الرغبة القوية لعمل شيء تحبه والعزم على تحقيقه فهو الدافع الذي يملئك طاقة وحماس ويدفعك للعمل والإنجاز مع يقين بالنجاح والوصول إلى الهدف، وقد يكون هذا الشغف بهواية معينة كالرسم والعزف أو إحدى الرياضات أو قد يكون بالسفر حول العالم أو التفوق الدراسي، ولكن قد تطرأ على الشخص ظروف صعبة تجعله يفقد هذه الطاقة وهذا الحماس وهو ما يعرف بمرحلة فقدان الشغف.
علامات فقدان الشغف بالحياة
لفقدان الشغف علامات تظهر على الشخص وتدل عليه وهي تشبه إلى حد ما أعراض الاكتئاب، ومن أبرز العلامات التي تدل على الدخول في هذه المرحلة:
-
التفكير بشكل تشاؤمي:
التفكير التشاؤمي أحد علامات فقدان الشغف حيث يصبح الشخص غير متأكد من قدرته على الوصول لشغفه وبأنه لا فائدة من الاستمرار ولن يتغير شيء حتى بعد وصوله وأن الحياة سيئة لا تستحق أن تحارب من أجلها.
-
القلق المستمر:
القلق المستمر من أعراض فقدان الشغف حيث ينتج هذا القلق عن الشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس والشعور بأنه شخص فاشل لن يستطيع الوصول لشغفه.
-
عدم الرغبة بالقيام بشيء:
في بعض الحالات عندما تفقد شغفك تشعر بعدم الرغبة في القيام بشيء حتى أنك تشعر بعدم الرغبة في مغادرة سريرك، لا ترغب بالعمل ولا الدراسة، لا ترغب بالتحدث مع الآخرين أو التواصل مع أي أحد.
-
الملل:
من علامات فقدان الشغف الشعور الدائم بالملل تصبح جميع الأعمال التي كانت تشكل جزءً من شغفك مملة حتى أنها غير مثيرة بالنسبة لك وتفقد اهتمامك بها وحماسك تجاهها.
-
الندم:
الشعور الدائم بالندم على أنك بدأت هذا الطريق ولم تختر طريق آخر وبأنك أضعت بعض الفرص الذهبية في حياتك من أجل شغفك هو أحد علامات فقدان الشغف.
-
الخلافات مع المحيط:
الشعور الدائم بالقلق والملل وعدم الرغبة بالقيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى التصادم مع المحيط وكثرة الخلافات مع الأشخاص المقربين وخاصة الشريك والوالدين وذلك يمكن أن يكون علامة على فقدان الشغف.
-
الأرق:
قد يسبب القلق ومشاعر الندم والضياع والتفكير الزائد بالأسباب التي أدت إلى عدم القدرة على تحقيق الهدف مشاكل في النوم وبالتالي من الممكن أن يكون الأرق أحد علامات فقدان الشغف.
الآثار النفسية لفقدان الشغف
قد يتسبب فقدان الشغف في العديد من الآثار النفسية على الشخص وقد يجمع بين واحد أو أكثر منها:
-
العصبية: يمكن أن يؤدي فقدان الشغف والشعور بالفشل إلى انفعال الشخص وجعله شخصاً عصبياً يتأثر بأي شيء وذو ردود أفعال حادة وغير متوقعة.
-
الحقد: عندما يفقد الشخص الشغف من الممكن أن يصبح حقوداً حيث يتمنى أن يفشل الجميع من حوله لكي يشعر بأنه ليس الفاشل الوحيد.
-
لا مبالي: من الممكن أن يتسبب فقدان الشغف في الشعور باللامبالاة تجاه أي شيء فلا يشعر بالسعادة أو الحزن أو الحماس أو الندم على أي شيء ويصبح مجرداً من المشاعر.
-
عدم القدرة على اتخاذ قرار: الشخص الذي فقد شغفه قد يجد صعوبة في اتخاذ القرارات في حياته وذلك لعدم ثقته بهذه القرارات إذا ما كانت صحيحة أم لا.
-
الرغبة بالعزلة: قد يصل الشخص الذي فقد شغفه إلى مرحلة يرغب فيها باعتزال العالم من حوله خوفاً من نظرة المجتمع له بأنه إنسان فاشل عجز عن تحقيق هدفه.
-
التفكير بالانتحار: عندما يكون فقدان الشغف ناتج عن الاكتئاب وعند تطور الحالة دون القيام بعلاجها فقد يؤدي ذلك أن يشعر الشخص في الرغبة بإنهاء حياته والتفكير بالانتحار وهو أخطر آثار فقدان الشغف الناتج عن الاكتئاب.
علاج فقدان الشغف في الحياة
كثيراً ما يتم التساؤل فيما إذا كان من الممكن استعادة الشغف من جديد بعد فقدانه، والإجابة هي أنه بالتأكيد يمكن استعادته فمرحلة فقدان الشغف مرحلة مؤقتة يمكن التخلص منها باتباع النصائح التالية:
-
حدد شغفك بشكل واضح:
حاول أن تعرف ما هو شغفك الحقيقي فالسعادة مثلاً بحد ذاتها لا يمكن أن تحدد كهدف ولا يمكن أن تترجم كخطوات عملية يمكن إنجازها لذلك حاول أن يكون شغفك عملي يمكن تحقيقه.
-
اتخاذ خطوات صغيرة:
يمكن أن يكون الهدف الذي تسعى الوصول إليه صعب ويحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه مما يسبب لك الشعور بالبرود والفتور وفقدان الشغف، ولكن يمكن علاج هذه المشكلة من خلال تقسيم الهدف إلى خطوات يتم العمل عليها بشكل يومي فذلك يقلل من الشعور بصعوبة الهدف ويساعدك في الخروج من حالة فقدان الشغف والعودة للإنجاز من جديد.
-
القراءة في كتب تطوير الذات:
يمكن أن تساعد كتب تطوير الذات في الخروج من مرحلة فقدان الشغف واستعادة الثقة بالنفس كما أن لبعض الروايات أثر كبير في الدفع نحو السعي لتحقيق أحلامك، وخاصة ما يعطي التفاؤل منها.
-
استخدام الأجندات:
يمكن أن يساعد استخدام البلانر في استعادة الحماس للاستمرار والتخطيط من جديد والانطلاق نحو شغفك، حيث يساهم البلانر في تنظيم يومك وحياتك وهدفك بصورة أفضل.
-
الحصول على قسط كافي من الراحة:
يحتاج الجسم والعقل كل فترة لأخذ استراحة وذلك لاستعادة نشاطه وحماسه، خذ إجازة من عملك واقض بعض الوقت في الاسترخاء، يمكن لجلسات التدليك أن يكون لها تأثير إيجابي وأن تساعد في تصفية الذهن والعودة لتحقيق أهدافك بشغف.
-
تنظيم مواعيد النوم:
إذا نظمت مواعيد نومك فقد قطعت شوطاً كبيراً في تنظيم يومك وحياتك ومعرفة أكثر الساعات التي تكون فيها نشيطاً وقادراً على الإنجاز والساعات التي تشعر فيها بالفتور فتقوم باستغلالها للترويح عن نفسك واستعادة نشاطك.
-
البحث عن الأشخاص الإيجابين:
إحاطة الفرد نفسه بأشخاص إيجابين وطموحين يساعد في تحفيزه على الاستمرار وعدم الاستسلام وتخطي الظروف الصعبة واستعادة الشغف من جديد.
-
كسر الروتين:
يمكن استعادة شغفك من خلال كسر الروتين اليومي الممل، حاول القيام بأشياء جديدة ومسلية والقيام ببعض المغامرات مع أشخاص مقربين ومرحين يمكن لذلك أن يعيد لك نشاطك وطاقتك لاستئناف رحلتك نحو أهدافك.
-
تصالح مع نفسك:
إن توقفك عن الإنجاز وارتكابك بعض الأخطاء لا يعني أنك فاشل فتوقف عن لوم نفسك وحاول أن تتصالح معها وحارب من جديد للوصول إلى شغفك.
-
ممارسة الرياضة:
تساعد ممارسة الرياضة في استعادة النشاط الجسدي والصفاء الذهني وخاصة اليوغا فهي تخلص من الطاقة السلبية وتعيد الحماس والشغف لحياتك.
-
استشارة طبيب نفسي:
إذا شعرت بأعراض خطيرة كالرغبة في الانتحار وإنهاء حياتك أو عزل نفسك أو أصبحت أكثر عصبية فهذه لا تعتبر من أعراض فقدان الشغف بل من أعراض الاكتئاب لذا ينصح باستشارة أخصائي نفسي لعلاج هذه الأعراض قبل أن تتفاقم.
أخصائي نفسي
الولاء مكي