علاج الأحباط واليأس

خلال رحلة الحياة سوف تمر بمواقف وظروف مختلفة، ستحقق نجاحاً وتقفز فرحاً بإنجازك هذا وستسقط أرضاً وتخسر ما كنت تُكافح من أجل الوصول إليه، لكن بكلا الحالتين سوف تنام ليلاً وأنت تتأمل أن يكون الغد أفضل وأن تُحقق المزيد من النجاح في المستقبل. 

الشعور باليأس من الحياة يمكن أن ينتج عن عوامل مختلفة أبرزها:

  • فقدان الشغف والدافع: يعتبر فقدان الدافع والهدف واحداً من أبرز أسباب اليأس والإحباط، وعلى الرغم أن فقدان الشغف وغياب الدافع سبب لليأس من الحياة لكنه أيضاً قد يكون نتيجة لليأس، أي أنه من الأعراض والأسباب في نفس الوقت.

  • المشاكل والمتاعب المالية: هناك رابط وثيق بين الإقبال على الحياة والاستقرار المادي، وفي كثير من الحالات يرتبط اليأس من الحياة بالظروف المالية والمتاعب المادية المستمرة والمتتالية، والخبر الجيد أن علاج اليأس من الحياة في هذه الحالة يا يعني بالضرورة الحصول على الثروة، ولكن تغيير طريقة التفكير بالمال والاحتياجات المادية للسعادة والراحة.

  • النبذ الاجتماعي: مثل التعرض للتنمر أو النبذ والإقصاء أو الشعور بالوحدة القسرية، وعادةً ما تبرز حالة اليأس من الحياة بسبب النبذ الاجتماعي في مرحلة المراهقة والشباب بشكل خاص.

  • الخلافات الأسرية والاجتماعية: الاستقرار الأسري عامل مهم لتخطيط الأهداف الشخصية، حيث تقود المشاكل الزوجية أو العائلية المستمرة إلى فقدان الشغف واليأس.

  • المرض والمشاكل الصحية: المعاناة من أمراض مزمنة أو حادة خطيرة أو معيقة للفرد يؤثر بشكل كبير على النظرة المستقبلية، لذلك يلجأ المعالجون إلى الدعم النفسي لأصحاب الأمراض المزمنة والأمراض الخطيرة.

  • الاضطرابات النفسية: ترتبط بعض الاضطرابات النفسية والعاطفية بالمشاعر السلبية عموماً واليأس من الحياة على وجه الخصوص، مثل اضطراب ثنائي القطب واضطرابات القلق واضطراب الاكتئاب.

8 استراتيجيات لعلاج اليأس من الحياة

ليس من الضروري أن يتطور اليأس من الحياة إلى حالةٍ يقوم فيها الشخص بأذية نفسه فهناك بعض الطرق المفيدة للمساعدة باستعادة الأمل وتحسين حياتك من جديد ومنها:

  1. فكر في أنّ دماغك يكذب عليك: في هذه الحالة سيخبرك عقلك أنّ كل شيء سيء وفظيع ويحاول إقناعك بأنّ النجاح مستحيل مع عدم وجود أي فرصة لتحسن الأمور، ولكن مجرد تفكيرك واعتقادك لهذه الأمور لا يعني بالضرورة أنها صحيحة فقد تكون أفكارك مشوشة وغير دقيقة أو حتى خاطئة وأنّ الشعور باليأس هو الذي يوقعك بدائرة من السلبية التي تُصعب عليك رؤية إمكانية تحسن الأحوال.

  2. جادل أفكارك السلبية: عندما تُفكر بالأمر فقد يكون أفضل شخصٌ يمكنك المجادلة والنقاش معه هو ذاتك وبالتالي قد تكون أنت أفضل شخصٍ لإقناع نفسك بالخروج من اليأس، يمكنك فعل ذلك عبر التفكير كافة الأسباب التي يمكن أن تجعلك تعتقد بأن شيئاً لن يتحسن وتحاول إيجاد الحجج المضادة.

  3. ابحث عن النقاط المضئية: حاول أن تبحث عن الأدلة التي تجعلك تعتقد بأن الأمور ستتحسن وركز في نقاشك مع ذاتك على التفكير في الإيجابيات وكيف أنّ الأمر يمكن ألا يُصبح أسوأ على الأقل. فعل هذا سيساعدك على تفتيح ذهنك على فكرة أنّ الأمور ليست بالسوء الذي قد تتخيله.

  4. فكر بما ستحصل عليه من كونك يائساً: قد يبدو الأمر غريباً في البداية وقد تقول لنفسك .. وهل هناك شيءٌ يمكن أن أكسبه من اليأس أصلاً؟ ولكن عند التمعن في الأمر ستجد أنّ اليأس يحميك من الشعور بخيبة الأمل، المبدأ الأساسي لذلك هو أنك لن تشعر بالخيبة من عدم تحقق ما ترغب به إن لم ترغب بأي شيء.

  5. فكر فيما ستحصل عليه من التفكير الإيجابي: في المقابل عليك أن تقارن مكاسبك من اليأس مع مكاسبك من التفاؤل والإيجابية، كيف ستتغير حياتك عندما تبدأ بالتفكير بإيجابية بدلاً من الشعور باليأس، وكيف أنّ الأمل سيدفعك نحو السير باتجاه المجهول من أجل محاولة حل المشاكل التي تعترضك وتُسبب لك التعاسة.

  6. ابدأ التفكير بطرق لحل مشاكلك: اليأس كتعريف هو الاعتقاد أو اليقين بأن الأمور لن تتحسن وأنّك لن تُحقق النجاح، ولكن هناك دوماً حلول يمكن أن تُساعد وأنت فقط بحاجةٍ لإيجاد هذه الحلول. اقض بعض الوقت في محاولة إيجاد بعض الحلول حتى إن لن تكن هذه الحلول جيدةً بما يكفي لأنّ الأهم هو محاولة إيجاد أكبر عدد من الحلول.

    إن كانت المشكلة غير قابلة للحل (كأن يكون الأمر متعلقاً بمرض شخصٍ تُحبه) ففكر في كيفية تغيير مشاعرك، يمكن أن تشعر بالتحسن عند قضاء الوقت مع أفراد العائلة أو عبر أخذ يومٍ للراحة مثلاً.

  7. حاول أن تتحدث لصديق أو فرد من العائلة: في اللحظات التي تشعر فيها أنك على وشك الانهيار قد يُساعدك الحديث لصديق أو فرد من العائلة على إيجاد الحلول، يمكن أن يُساعدك الشخص الذي تتحدث إليه في رؤية الأمور من منظورٍ مختلف أو قد يقدمون لك بعض النصائح التي يمكن أن تُساعدك على الشعور بالتحسن.

  8. فكر في خطة واعمل على تحقيقها: بعد الانتهاء من مرحلة التفكير حدد خططك وفق الترتيب المناسب وضع في اعتبارك أنّ فشل الخطة لا يعني النهاية بل يعني أنّ الوقت حان للخطة التالية، بعد ذلك اخرج من غرفتك وابدأ بالعمل لأنك لن تُحقق شيئاً وأنت جالسٌ في مكانك، حول حياتك إلى حقلٍ للتجارب وابدأ السير نحو إيجاد الحلول.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟