عقدة أليكترا

عقدة إلكترا Electra complex

التي تمر بها الإناث في الطفولة تعد بمثابة المقابل لعقدة أوديب بالنسبة للأطفال الذكور، والتي تشير إلى التعلق والارتباط المبالغ فيه من قبل الطفلة الأنثى بوالدها مع الشعور بحالة التنافس مع أمها بهدف الحصول على اهتمام الأب ومحبته ورعايته وعطفه، وقد تصل مشاعر التعلق إلى حد يشبه مشاعر الحب والعشق عند الكبار، ومشاعر المنافسة مع الأم إلى حد الغيرة والحقد في بعض الحالات.
كان عالم النفس سيغموند فرويد أول وضع أسس هذا المفهوم لشرح هذه المشاعر الطفولية لدى الطفلة الانثى “عقدة أوديب الأنثوية” في مقابل “عقدة أوديب الذكرية”

“مراحل عقدة إلكترا”

يولد الطفل البشري محملاً ببعض الغرائز الأساسية الموحدة بين جميع أفراد جنسه، بالإضافة لبعض الخصائص الوراثية المتعلقة بصفات والديه التي يرثها عبر الجينات، ثم يبدأ رحلة الاكتساب والتعلم والنمو الجسدي والنفسي، والتطور النفسي لهذا الطفل يمر بمراحل عديدة ومتشابكة لحد معين ما يجعلها صعبة الملاحظة، وهكذا حتى يستكمل نموه ويصبح أكثر تشابهاً وتماهياً مع أفراد جنسه ثم أسرته وأخيراً مجتمعه، وتطوره النفسي الجنسي يمر أيضاً بمراحل مشابهة لكل منها وظيفتها، وبالنسبة للطفلة الأنثى تعتبر عقدة إلكترا من أهم هذه المراحل حسب مدرسة التحليل النفسي، وتتكون هذه العقدة من خلال:

  • المرحلة الأولى: تقريباً من عمر سنة إلى ثلاثة سنوات، وفيها لا تدرك الطفلة الفروق بين الجنسين خاصة في بداية المرحلة، ولكن مع الوقت تعقد مقارنة غير واعية بين جسد والدها وجسد والدتها وربما طبيعتهما النفسية ودور كل منهما في الأسرة، وهنا ترغب الطفلة بأن تمتلك صفات والدها بشكل عام وصفاته الجسدية بشكل خاص حسب رأي سيغموند فرويد.

  • المرحلة الثانية: تقريباً من عمر ثلاث أو أربع سنوات حتى ثمانية سنوات وهي مسألة مختلفة من طفلة لأخرى، بهذه المرحلة تدرك الطفلة الأنثى أنها أكثر تشابهاً مع أمها وتلاحظ طبيعة العلاقة بين أمها وأبيها، وترغب بالحصول على علاقة من نفس النوع مع أبيها بل والاستئثار باهتمامه وحبه لوحدها، وهنا تدخل الطفلة في أوج عقدة إلكترا حيث أن رغبتها هذه تدفها للغيرة من أمها ومحاولة ابعادها عن أبيها وربما الشعور بالمنافسة مع أمها على حب والدها.

  • المرحلة الثالثة: يمكن القول أن في هذه المرحلة تصبح الطفلة أكثر وعياً في دور جنسها الاجتماعي وإدراكاً لعلاقتها مع والدها وأنها لا يمكن أن تأخذ دور أمها في هذه العلاقة، ويتحول اهتمام الطفلة للتشابه أكثر مع أمها والميل لترسيخ صفات جنسها عبر تقليد أمها ومحاكاة تصرفاتها وشخصيتها وصفاتها.

طرق علاج عقدة إلكترا

الواقع أن ما يسمى عقدة إلكترا ليس مشكلة نفسية أو اضطراب يحتاج لعلاج، وإنما هي مرحلة طبيعية من مراحل تطور النمو الجنسي النفسي تمر بها كل أنثى في مرحلة من طفولتها وهي مسألة طبيعية، ولكن هذه المرحلة تعتبر حساسة لحد ما ولذا يجب التعامل معها بشكل واعي حتى لا تتحول لمشكلة وتستمر مع الطفلة حتى بعد أن تكبر، وهنا بعض النصائح للتعامل مع الطفلة في مرحلة عقدة إلكترا:

  • تجنب استفزاز الطفلة وإثارة غيرتها: والمقصود هنا أن بعض الأهل يقومون بتصرفات تثير غيرة الطفلة وغضبها على سبيل اللعب أو التسلية معها مثل اقتراب الأم من الأب أو بعض النظرات واللمسات، ويجب تجنب هذه التصرفات لأنها تؤثر بالفعل في نفسية الطفلة سلباً.

  • عدم نوم الطفلة في غرفة الوالدين: وهي مسألة مهمة يشير لها معظم علماء نفس الطفل والتربية فالكثير من التصرفات قد يقوم بها الزوجين في غرفة النوم حتى لو لم تكن علاقة جنسية كاملة، بالإضافة لبعض الأحاديث دون قصد أو ظناً أن الطفلة نائمة ولا تلاحظ هذه الأشياء، ولكن الأطفال كثيراً ما يحاولون إيهام ذويهم بالنوم بشكل مقصود ليلاحظوا ما الذي قد يحصل بهذه الأثناء بين الأبوين.

  • التفاعل بمحبة وعطف مع الطفلة في هذه المرحلة: الأطفال يريدون اهتمام والديهم وعطفهما، وفي مرحلة أوديب أو إلكترا يجب الحرص على تقديم العطف والتعامل بمحبة مع الأطفال، منعاً لكبت الأطفال أي مشاعر غيرة أو قلق أو كراهية تجاه والديهم.

  • تحسين علاقة الأم بالطفلة: الأم في علاقتها مع طفلتها هي الطرف الواعي ومن يجب عليه استيعاب هذه الطفلة وفهم مشاعرها وحساسية هذه المرحلة، وبالتالي يجب بناء علاقة معها تقوم على الثقة والصداقة والمحبة المتبادلة، فهذه العلاقة من شأنها أن تطمئن الطفلة على مكانتها في الأسرة ومحبتها من قبل كلا والديها.

  • تكرار شرح طبيعة العلاقة الصحيحة بين الطفلة ووالدها: هذه المهمة تكون أحياناً من واجبات الأب وأحياناً من واجبات الأم حسب المواقف المختلفة والعامل الزمني، فيجب أن تفهم الطفلة مع الوقت أن كلا والديها يحبانها بنفس الدرجة والطريقة، وأن علاقتها معهما هي علاقة الأبنة مع الوالدين، حتى يتمكن عامل الزمن بالإضافة لزيادة الخبرة وفهم العالم من حولها لمساعدتها للمرور من هذه المرحلة بطريقة سليمة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟