طور نفسك

مفهوم تطوير الذّات تطوير الذّات هو انتهاج الإنسان لطريقٍ أفضل في حياته؛ حيث يرتقي الإنسان بنفسه ويحصل على الشعور بالقوة والرضا عن نفسه، وأعماله، وحياته، ويحصل من خلال هذا المنهج على الطمأنينة، والسكينة، والسلام الداخلي، كما يساعده على تحقيق أهداف حياته وتطويرها، ويُبنى تطوير الذات على منظومةٍ متكاملةٍ من المهارات، والمعارف، والسلوكيات.

إنّ تطوير الذات وتغييرها لا يحتاج من الإنسان إلا لإرادة قويّة ولعزم وإصرار منه على التّغيير، والتغيير لدى الفرد قد يأتي نتيجة تعرضهِ لموقفٍ معين، أو بسبب كلمةٍ قالها شخصٌ في حقه تركت أثراً في نفسه، وقد يكون نتيجة دافعٍ داخلي وحافزٍ يدفعه للتغيير؛ ليكون سبباً لتغييره وتطوره وإحرازه للتقدُّم الذي يتمناه، ومن الأشخاص الذين أثّرت فيه المواقف وبدّلت حياتهم الإمام الكبير الطحّاوي الذي قرّر أن يُغيّر سير حياته؛ بسبب بضع كلماتٍ قالها خاله المزنيّ له عندما حضر أحد مجالس العلم لديه ذات مرةٍ، فقال المزنيّ عندما يئس من الطحاوي وتعليمه: (والله لا نفعَ منك ولا فائدة)، فكانت هذه الكلمات القليلة سبباً ودافعاً للإمام الطحاويّ للعمل وطلب العلم، فأصبح عالماً من علماء الأُمّة، أفادها وقدّم لها النفع الكثير، وكان يقول: (رحم الله المزنيّ، لو كان حيّاً الآنَ لكفّر عن يمينه).

العوامل المساعدة على تطوير الذات خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأودع فيه نعماً ومواهب عديدة؛ فكان من واجب الإنسان أن يُحافظ على هذه النعم ويعمل على تطويرها وتنميتها، وعليه كذلك التذكُّر أنّه ليس بالضرورة أن يُبدع في كل الجوانب، وأن يُتقن جميع المهارات، فمن تميّز بموهبة لم يتميّز بأخرى، وقد يُتقنها غيره أكثر منه،

ومن العوامل التي تُساعد على تنمية النفس وتطويرها:]ذكر الصفات الإيجابية الموجودة في شخصية الفرد، وأهم الإنجازات التي قام بها وأتقن العمل عليها، وكتابة كل ذلك في مفكرةٍ أو ورقةٍ يسهل تناولها ومشاهدتها بشكلٍ يومي. عدم مقارنة الفرد نفسه بمن لهم قدرات أخرى مختلفة من الأفراد، بل محاولة تقديم المساعدة والعون للآخرين، فهذا العمل يُشعِر الفرد بالتميز ويزيد من إصراره. تجنب التفكير في الأمور التي قد تُشعِر الفرد بالنقص؛ كالحساسية الزائدة والتأثُّر السلبي من نجاح الآخرين. تذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها الله سبحانه عليه، والنجاحات والإنجازات التي حققها الفرد في حياته؛ فهذا الأمر يمدّه بالطاقة التي تُشعِره بالامتنان والفخر بما توصّل إليه، وتكون حافزاً ومشجعاً له للمواصلة في العمل والسعي للتطوُّر والنجاح. تقدير ما يقوم به الآخرين من إنجازات وأعمال ناجحة والثناء عليهم؛ فتصرُّفٌ كهذا يجعل الفرد محبوباً من الناس، وتكثُر صداقاته، وتزيد من ثقتهِ بنفسه. الحديث بنبرة الصوت الواضح والصوت المسموع، وهذه صفات المتكلم الواثق من نفسه. ممارسة الرياضة؛ فهي تُحسّن صحة الفرد، وتجعله يظهر بمظهرٍ مشرقٍ، وتُحسّن من حالته النفسية. جعل الآخرين يشاركونه اهتماماته، والتواصل معهم؛ فشعور الفرد بالوحدة، له آثاره السلبية العديدة، كالقلق، وانعدام الثقة بالنفس.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟