طفلي و كرب ما بعد الصدمة

أضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

هو حالة نفسية مرهقة ضاغطة خطيرة تتطلب العلاج، ويمكن أن تحدث في أي سن حيث يتعرض الطفل لحدث صادم أو موقف ضاغط غير متوقع وغير محسوب النتائج

يمكن أن تكون العواطف الشديدة المضطربةوالمربكة والمخيفة التي تُميز كرب ما بعد الصدمة أكثر وضوحًا عند الأطفال سواء أكانوا قد تعرضوا مباشرة لهذا الحدث المؤلم، بالتعرض لحادث فقد أو وفاة أحد الوالدين أو التعرض لحادث تحرش أو اعتداء جنسي، أو حتى كانوا قد تعرضوا مرارًا وتكرارًا لصور حوادث مروعة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقوعها .

وفي حين أن الأطفال والمراهقين أكثر عرضة من البالغين للإصابة بصدمات نفسية، إلا أن مع توفير بعض الدعم والطمأنينة المناسبين، يمكنهم التعافي بشكل أسرع .

يُمكننا التعرّف على كيفية مساعدة طفلك على استعادة توازنه العاطفي، واستعادة ثقته في العالم، والانتقال من الصدمة.

تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

 يوجد أختبار محدد لتشخيص أضطراب ما بعد الصدمة للأطفال .

قد يكون من الصعب تشخيص الحالة لأن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يكونون مترددين في استدعاء أو مناقشة الصدمة أو أعراضهم.

يمكن للطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي  تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة.

يتطلب تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة حدوث ما يلي لمدة شهر واحد أو أكثر:

  • على الأقل تجربة واحدة من إعادة التجربة
  • على الأقل أحد أعراض التجنب
  • على الأقل اثنين من أعراض الإثارة والانفعال
  • على الأقل اثنين من أعراض الإدراك والمزاج.

يجب أن تكون الأعراض خطيرة بما يكفي لكي تعطل الأنشطة اليومية، تشمل هذه الأنشطة الذهاب إلى العمل، المدرسة أو التواجد حول الأصدقاء وأفراد العائلة .

 

أعراض أضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال ..

يمكن لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة تعطيل أنشطة الطفل  العادية وظهور  سلوكيات عدوانية أو أنسحابية.

قد تحدث الأعراض عن طريق الكلمات، الأصوات أو المواقف التي تذكرك بالصدمة.

يتم تقسيم أعراض كرب ما بعد الصدمة للأطفال الى 4 مجموعات رئيسية وهي:

1- إعادة التجربة

  • ذكريات الماضي والتي يشعر فيها الطفل وكأن الحدث الصادم يحدث مرارا وتكرارا .

  • ذكريات حية ومربكة لهذا الحدث الضاغط .

  • كوابيس متكررة عن الحدث الصادم  .

  • عدم الراحة النفسية أو الجسدية عند تذكر الحدث الصادم .

2- التجنب

  • اللامبالاة العاطفية .

  • عدم الاهتمام في الأنشطة اليومية .

  • فقدان الذاكرة للحدث الفعلي

  • عدم القدرة على التعبير عن المشاعر .

  • تجنب الناس أو المواقف التي قد تذكر بالحدث .

3- الإثارة والانفعال .

  • صعوبة في التركيز

  • استجابة مبالغ فيها للأحداث المروعة

  • شعور دائم من الحذر

  • التهيج

  • نوبات من الغضب

  • عدم القدرة على النوم أو البقاء نائما.

4- الإدراك والمزاج .

  • الأفكار السلبية عن نفسة .

  • مشاعر مشوهة من الشعور بالذنب، القلق أو اللوم

  • مشكلة في تذكر الحدث .

  • انخفاض الاهتمام في أنشطة ممتعة مرة واحدة .

بالإضافة إلى ، قد يعاني الأطفال الذين يعانون من أضطراب ما بعد الصدمة من الاكتئاب ونوبات الهلع ويمكن أن تسبب نوبات الذعر:

  • الإثارة .

  • الهياج والعنف  .

  • دوخة .

  • الدوار .

  • إغماء .

  • ضربات قلب متسارعة .

  • الصداع   والتعرق وقت تذكر الأحداث .

    ما هي آثار الصدمة على الأطفال؟

    ومن آثار الصدمة على الأطفال والمراهقين :

    آثار الصدمة إذا كان الأطفال بعمر 5 سنوات أو أقل

    ظهور علامات :

  • الخوف .

  • التشبث بالوالدين أو مقدمي الرعاية .

  • البكاء أو الصراخ .

  • النهم.

  • التحرك كثيرًا بلا هدف أو عدم القدرة على التحرك من الأساس.

  • العودة إلى السلوكيات الشائعة التي كان قد توقف عنها سابقًا، مثل مص الإبهام أو التبول اللا إرادي.

    آثار الصدمة لدى الأطفال من عمر 6 إلى 11 سنة :

    فقد الاهتمام بالأصدقاء والعائلة والأنشطة الترفيهية، التعرض للكوابيس أو اضطرابات النوم الأخرى.

  • يصبح سريع الانفعال ولديه ميول تخريبية وشديد الغضب، يشكو من مشكلات جسدية، تطوير مخاوف لا أساس لها، الشعور بالاكتئاب أو الذنب بسبب ما حدث.

    آثار الصدمة لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة :

    المُعاناة الدائمة بسبب ذكريات الماضي المُتعلقة بالحدث، الكوابيس أو اضطرابات النوم الأخرى، تعاطي المخدرات أو الكحول أو التبغ، التصرفات التخريبية والمُدمرة، الشعور بالعزلة أو بالذنب أو بالاكتئاب، وجود أفكار انتحارية.

كيفية التعامل مع كرب ما بعد الصدمة مع الأطفال؟

مهما كان عمر طفلك، من المهم تقديم المزيد من الطمأنينة والدعم بعد حدث صادم، فيمكن أن يتأثر رد فعل الطفل تجاه الكارثة أو الصدمة إلى حد كبير باستجابة والديه، لذلك من المهم تعلم كيفية التعامل مع الصدمة والضغط النفسي الناتج عنها.

كلما زادت معرفتك بالأعراض والآثار وخيارات العلاج، كان لديك قدرة أفضل على مساعدة طفلك لتجاوز الأمر وعدم ترك آثار سلبية في حياته ومستقبله، فيمكن لتعاملك الجيد أن يؤدي إلى جعل المشاعر المقلقة الناتجة عن التوتر المؤلم تتلاشى، ويمكن أن تعود حياة طفلك إلى طبيعتها.

طرق التعامل مع كرب ما بعد الصدمة عند الأطفال :

 أقضي وقتًا أكثر معة :

يجب ألا تضغطي على طفلك للتحدث، قد يكون من الصعب بالنسبة لبعض الأطفال التحدث عن تجربة مؤلمة، قد يجد الطفل الصغير أنه من الأسهل رسم صورة توضح مشاعره بدلاً من الحديث عنها

  • لا يُمكنك إجبار طفلك على التعافي من الإجهاد الناجم عن الصدمة، ولكن يُمكنك أن تلعبي دورًا رئيسيًا في عملية الشفاء بمجرد قضاء الوقت معه والتحدث وجهًا لوجه، على أن يكون هذا الوقت خاليًا من التليفزيون والألعاب والمشتتات الأخرى.

  • تهيئة بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان الذي يُمكنهم من توصيل ما يشعرون به وطرح الأسئلة.

  • توفير للطفل فرصًا مستمرة للتحدث حول ما مر به أو ما يشاهده في وسائل الإعلام،

  • تشجعيه على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه، ولكن لا تجبريه على التحدث .

  • الأعتراف للطفل بصحة مخاوفه ، فتحدث الراحة لطفلك من الشعور بالفهم والقبول لحالتة ومشاعرة .  لذالك عليك أن تعترف بحقه في الشعور بالخوف، حتى وإن كانت المخاوف لا تبدو لكِ منطقية أو حقيقية، ثم شرح عدم المنطقية تلك لاحقًا.

  • علينا طمئنة  الطفل  بأن الحدث لم يكن نتيجة لخطئه. طمأنة الطفل بأننا نحبة وأنه لا بأس أن يشعر بالغضب أو الخوف، علينا أن تكوني صادقين، فعلى الرغم من أنه يجب علينا تخصيص المعلومات التي تنتشاركها مع الطفل وفقًا لعمره، فإن الصدق مهم للغاية، فلا يجب أن نقول شيئًا كاذبًا لتطمينة .

  • كذلك يجب ألا نضغط على الطفل بالتحدث، قد يكون من الصعب للغاية بالنسبة لبعض الأطفال التحدث عن تجربة مؤلمة، قد يجد الطفل الصغير أنه من الأسهل رسم صورة توضح مشاعره بدلاً من الحديث عنها، ويُمكنك بعد ذلك التحدث مع  الطفل حول ما يرسمه .

  • تشجيع الطفل على البحث عن أصدقاء وممارسة الألعاب والرياضة والهوايات التي كان يستمتع بها قبل وقوع الحادث. يمكنكما الذهاب معًا في نزهات عائلية إلى الحديقة أو الشاطئ، أو مشاهدة فيلم مضحك.

  • تشجيع النشاط البدني

    • يمكن للنشاط البدني أن يحرق الأدرينالين، ويُطلق سراح الإندورفين المعزز للحالة المزاجية الجيدة، وهو أيضًا يساعد الطفل على النوم بشكل أفضل خلال الليل.

    • ابحث عن رياضة يستمتع بها الطفل. يمكن للرياضات مثل كرة السلة أو كرة القدم أو الركض أو فنون القتال أو السباحة التي تتطلب تحريك الذراعين والساقين أن تساعد في إثارة الجهاز العصبي لطفلك وا لتغلب على المشاعر السلبية، والتي غالبًا ما تتبع تجربة مؤلمة.اعرض المشاركة في الألعاب الرياضية أو الأنشطة البدنية مع الطفل إذا بدا مقاومًا للنزول من البيت، تشغيل الموسيقى المفضلة لديه وارقصا معًا، بمجرد أن ينتقل الطفل من حالة الخمول، سيبدأ في الشعور بالنشاط ويتقبل فكرة النزول.

    • إعادة بناء الثقة والأمان

      الصدمة يمكن أن تُغير الطريقة التي يرى بها طفلك العالم، فيصبح العالم فجأة أمامة مكانًا أكثر خطورة ومخيفًا، قد يجد طفلك صعوبة أكبر في الثقة ببيئته والأشخاص الآخرين، يُمكنك المساعدة من خلال إعادة بناء شعور طفلك بالثقة والأمان، من خلال:

    • يجب المُحافظة على وعودكِ، فيُمكنكِ المساعدة في إعادة بناء ثقة طفلك من خلال أن تكوني أنتِ نفسكِ جديرة بالثقة

      • إنشاء الروتين: فيمكن أن يساعد إنشاء نظام حياتي يمكن التنبؤ به وجدول زمني لحياة طفلك في جعل العالم أكثر استقرارًا مرة أخرى. حاولي الحفاظ على أوقات منتظمة للوجبات، والواجبات المنزلية، والأنشطة العائلية.

      • تقليل التوتر في المنزل: حاول التأكد من أن طفلك لديه مساحة ووقت للراحة واللعب والمرح في المنزل.

      • إدارة الإجهاد الخاص بكِ: فكلما كُنتِ أكثر هدوءًا واسترخاءً وتركيزًا، كُنتِ مؤهلة أكثر لمساعدة طفلك.

      • التحدث عن المستقبل ووضع الخطط معة : هذا يمكن أن يساعد في مواجهة الشعور المشترك بين الأطفال المصابين بصدمات نفسية بأن المستقبل مخيف، قاتم، ولا يمكن التنبؤ به.
        علاج اضطراب ما بعد الصدمة :
        إذا تم تشخيص حالة اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فمن المرجح أن يصف الطبيب مجموعة من العلاجات، بما في ذلك:
        • العلاج السلوكي المعرفي: تشجيع الطفل على تذكر الحدث الصادم والتعبير عنة أو رسمه ووصف المشاعرحيال ذلك. وهذاذا يمكن أن يساعد الطفل على إزالة الحساسية للصدمة وتقليل الأعراض.
        • مجموعات السيكو دراما :حيث يمكن مناقشة المشاعر المضطربه مع سرد القصص أو الرسم و التلوين  مع  أطفال اخرين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة. سيساعد ذلك على إدراك أن الأعراض التي لدي الطفل  ليست غريبة وأنة متماثل مع الاخرين  .
        • الأدوية:  في بعض الحالات مثل مضادات الاكتئاب، الأدوية المضادة للقلق أو المهدئة والتي تساعد على النوم، لتقليل تكرار الأفكار المخيفة وتساعد في الحصول على بعض الراحة.
                                    دمتم بوعي نفسي تجاة أطفالك   
                 
      • بي بيرفكت للطب النفسي 
      • أكاديمية كوريكتور 
      • أخصائي نفسي  
      • الولاء 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟