لن تتخيل وخاصة إذا كنت شخصاً قلق دائماً؛ بأن القلق أمرٌ لا طائل منه، ولن ينفعك مهما قلقت في تغير ما يحصل من نتائج، إلا إذا علمت أن هذه النتائج لن تكون بخطورة ما تتخيل!
لكل القلقين بشكل دائم؛ أنتم تستمرون في إخبار أنفسكم، أن شيئاً سيئاً سيحدث وتتوقعون أسوأ النتائج، لكن هذه الأشياء التي تتوقعونها لا تحدث!
أما الأشخاص الذين يعانون القلق من حين إلى آخر، يمكن أن تعتمد على نتائج مثل هذه الدراسة، من خلال تدوين مخاوفكم أو أفكاركم (تنبؤاتكم) السلبية واختبارها، كذلك النظر إليها ومراجعة كم مرة كانت دقيقة وصحيحة في السابق! ، بتخصيص جزء من الوقت كل يوم للقلق! فقد تبدو هذه التقنية غريبة، “لكن من الأسهل التفكير بالقلق، إذا منحت نفسك متسعاً من الوقت ومكان محدد للتفكير بالقلق” على حد وصف ليهي، ومثلاً في تمام الساعة الثالثة من كل يوم؛ تجلس وتفكر في كل ما يقلقك، بحيث لا يساعد هذا التكتيك الأشخاص على الهروب من قلقهم على مدار الساعة كما يؤكد ليهي، لكن في الساعة الثالثة، يدرك الكثيرون أن الشيء الذي أقلقهم خلال هذا اليوم لم يعد يهمهم، ويضيف ليهي: “إنه لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع للقلق، خاصة وأن القلق بشأن بعض المشكلات يستغرق منك سنوات ، بالتالي من غير المرجح أن يتبدد في يوم أو خلال أسبوع، لكن مع مزيج من التقنيات، وفي بعض الحالات مع انتباه المعالج، يمكن تقليص حجم القلق”.
بالنتيجة.. تبني الأفكار غير السارة والعواطف السلبية، هو جزء من الحالة الإنسانية الطبيعية، بالتالي الاعتراف بهذه الحقيقة يمكن أن يكون وسيلة أخرى مفيدة للتكيف مع حالات القلق والحد من سيطرتها علينا بالتحكم بها.
خطوات بسيطة للتحكم بالقلق
ليس من الضروري أن تزيد قلقك بقلق وإجهاد مضاعف، حيث يمكنك اتباع خطوات بسيطة تساعدك على التحكم بالقلق ومنها [9]:
– أولوية النوم: النوم والقلق في علاقة معقدة.. فعدم كفاية النوم تؤدي للقلق، والقلق بدوره يؤدي لمزيد من اضطرابات في النوم، لذا يبدأ التحكم بالقلق من التركيز على النوم لمدة تكفيك كل ليلة.
– ممارسة الرياضة يومياً: بحيث تحافظ على صحتك الجسدية العامة، بالإضافة إلى تأثير التمارين الجسدية المهم على الصحة العقلية، بحيث تؤدي الرياضة المنتظمة لتخفيف الشعور بالقلق، كما تساهم في تشتيت انتباهك عن مسبباته.
– النظام الغذائي المتوازن: فالصلة قوية بين غذائك ومشاعرك، لذا فإن بعض الأطعمة والمشروبات تفاقم مشاعر بالقلق، لكنك من خلال شرب الماء بشكل كافٍ وتناول وجبات صحية، ستخفف من حدة الإجهاد الذي يوّلد ويزيد حالات القلق لديك.
– تقنيات التنفس بعمق: التي تعمل على تخفيف التوتر والقلق، فتنفس بعمق عبر أنفك لمدة ثوان، واحبس نفسك ببساطة في صدرك لثواني أيضاً، ثم أطلق الزفير عبر فمك، كرر الأمر لدقائق وعدة مرات في اليوم، بحيث لا يقتصر تمرين التنفس بعمق على أوقات الشعور بالقلق فقط، بل في أي وقت من اليوم، كي تتحكم بأعراض القلق وتتخلص من التوتر.
– وضع الأهداف في الحياة والسعي لتحقيقها: واكتساب ملكة التحدي المستمر للنفس، الذي يساعدك على التكيف أيضاً، ويعلمك كيفية السيطرة على حياتك.
– الابتعاد عن العادات غير الصحية: مثل الإفراط في شرب المنبّهات أو التدخين أو الكحول؛ لتجنّب الشعور بالقلق، بينما فهذه العادات قد تتطور لتصبح مشكلات، بالتالي تزيد من الضغط والتوتر.
اخصائي نفسي
الولاء مكي