تختلف ردود أفعالنا في المواقف الصعبة؛ فمنا من يستطيع ضبط نفسه ومنا من لا يتمكن من ذلك؛ فتراه يفقد صوابه ويتصرف تصرفات غير مسؤولة، فكيف أتعلم ضبط النفس كمهارة حياتية لأضبط نفسي في المواقف الصعبة عندما تحدث معي
أهمية ضبط النفس في المواقف الصعبة
اكتشف الباحثون مؤخرًا أن نفس الجزء من الدماغ الذي يتحكم في التعاطف يتحكم أيضًا في ضبط النفس، وهو يسمى الموصل الصدغي الجداري الأيمن.
غالبًا ما يستسلم الأشخاص الذين يفتقرون إلى ضبط النفس للسلوك المندفع والعواطف الجياشة، هذا يعني أنهم قد يتخذون خيارات خاطئة تضر بهم وبالآخرين.
تخيل طفلًا صغيرًا يريد شيئًا لكن والداه يرفضان إعطائه هذا الشيء، غالباً سيصرخ ويبكي وقد يرمي نفسه على الأرض؛ فالأطفال لم يطوروا مهارة ضبط النفس بعد، وينطبق الشيء نفسه على الناس من جميع الأعمار.
يعد ضبط النفس مهارة مهمة يجب تطويرها لأن هذه المشاعر نفسها تحدث في أي شخص يشعر أن احتياجاته أو رغباته لا يتم تلبيتها. فالشخص الذي يفتقر إلى مهارة ضبط النفس قد يستجيب بعدة طرق بما في ذلك الغضب والعصبية أو العنف الجسدي على نفسه أو على الآخرين أو عن طريق اللجوء إلى آليات التأقلم غير الصحية كالإدمان على الممنوعات.
وطبعاً كل هذا يفقد الشخص فرصته في التطور الشخصي والمهني والعلاقاتي، ويتعب نفسيته وجسده؛ فتراه هزيلاً ويعاني من اضطرابات في الأكل والنوم ومشاكل في القلب والشرايين وضغط الدم .
هل ضبط النفس يعتبر مهارة متطورة؟
الجدير بالذكر أن ضبط النفس قد يكون مورداً محدوداً يقل مخزونه لديك مع الاستخدام المتكرر أحياناً؛ من هنا نجد أن بعض الأشخاص يفقدون أعصابهم ولا يتمكنون من ضبط أنفسهم بسبب تكرار مواقف صعبة كانوا يضبطون فيها أنفسهم لكن بطريقة خاطئة، فما يفعله هؤلاء فعلياً هو كتمان للعواطف وإنكرار لها وللمواقف الصعبة، فيأتي موقف معين ينفجرون فيه ويبدؤون بالبكاء أو الصراخ أو التصرف بطريقة غير مسؤولة، أو قد تتناقص قدرتهم على التحمل شيئاً فشيئاً.
أما الأشخاص الذين قد تعلموا مهارة ضبط النفس في المواقف الصعبة ويمارسونها بطريقة صحيحة دون إنكار لعواطفهم، فإنهم يطورون هذه القدرة أو المهارة لديهم شيئاً فشيئاً بدلاً من أن يستنفذوها.
أخصائي نفسي
الولاء مكي