شفاء جذور الطفولة

إخراج الطفل الذي بداخلك

يعتمد علاج الطفل الداخلي على إخراج الطفل الذي بداخلك، بمعنى أدق التواصل مع مرحلة الطفولة والبحث في جذور الطفولة عن التجارب التي آلمتك كطفل، والتعامل مع آثارها، حيث يُعتقد أن هذه التجارب مسؤولة عن العديد من المشاكل النفسية والسلوكية التي نواجهها في حياتنا.
والطفل الداخلي مصطلح يشير إلى جانب من العقل اللاواعي يختزن تجارب الطفولة المختلفة الإيجابية منها والسلبية، ما كان يسعدنا كأطفال وما كان يشعرنا بالحزن أو الحرمان، حيث يعاني معظمنا في جذور طفولته من حاجات غير مشبعة ومبهمة في نفس الوقت، وذلك نتيجة طبيعية لعملية التربية والتعليم التي نخضع لها، والتي تجعلنا نكبت رغباتنا ونعدّل سلوكنا لنكون محبوبين ومقبولين.

كيف يتم شفاء الطفل الداخلي؟

ينظر بعض المعالجين إلى تمارين شفاء الطفل الداخلي كمرحلة مهمة في علاج المشاكل والاضطرابات النفسية الخفيفة والمتوسطة، مثل المخاوف والفوبيا وبعض المشاكل الاجتماعية والعاطفية، وذلك من خلال العمل على اكتشاف جذور هذه المشاكل في مرحلة الطفولة، والتعامل معها وفق استراتيجيات شفاء الطفل الداخلي، وأهم ما يجب فعله لشفاء الطفل الداخلي:

  1. الاعتراف بالطفل الداخلي: جميعنا نعيش كطفلٍ في جسدِ بالغ، فحاجتنا للاهتمام والرعاية والانتماء لا تتغير على الرغم من تغير طريقة تعبيرنا عنها، كما أننا نفاجئ أنفسنا أنّنا ما زلنا نحمل في داخلنا جذور الطفولة في كثير من المواقف، الإيجابية والسلبية، ولبدء رحلة شفاء الطفل الداخلي لا بد أولاً من الاعتراف بوجوده وأخذه على محمل الجد!

  2. افحص مشاعرك بعناية: عليك منذ الآن أن تحاول تحليل وفحص مشاعرك بشكل مختلف، فالشعور العميق بالخوف من المواجهة ليس ضعفاً بالشخصية؛ وإنما ندب من ندوب الطفولة التي يعاني منها طفلك الداخلي، كذلك ردود فعلك الغاضبة على أمور تعلم أنها تافهة ولا تستحق قد يكون سلوكاً مرتبطاً بطفلك الداخلي، لذلك يجب أن تتوقف مع مشاعرك وتحاول فهمها بهدوء ورويَّة، لتصل إلى جذورها.

  3. تبنى طفلك الداخلي وعِده بالحماية: يجب أن تتعامل مع الطفل بداخلك بنوع من المسؤولية لتتمكن من فهم مشاعره ومشاكله، يجب أن تتبنى طفلك الداخلي وتعده بتوفير الحماية والأمان له، وتعويضه عن الإساءة التي تعرض لها في الماضي، وتعويضه أيضاً عن إهمال صوته الذي كان يصرخ داخلك طيلة الفترة الماضية.

  4. برِّئ طفلك الداخلي من المسؤولية: أخبر طفلك الداخلي أنه ليس مذنباً بما حصل له في الماضي مهما كان، وليس عليه أن يشعر بالذنب على أمور لم تكن تحت سيطرته ولم يكن من الممكن التحكُّم بها أو تغييرها، استمع جيداً إلى الهواجس التي تجعل طفلك الداخلي يشعر بالذنب والعار، وأخبره أنّه بريء منها ولا ذنب له.

  5. لا بأس بالحزن والبكاء: استحضار بعض التجارب المؤلمة سيحرّك مشاعرك ومشاعر طفلك الداخلي، بعض الحزن والغضب جيد لشفاء طفلك الداخلي، احتضنه ودعه يبكي على كتفك.

  6. تذكّر ما يحبه طفلك الداخلي وما يميزه: من التمارين الفعالة لشفاء الطفل الداخلي أن تستحضر الأشياء التي كانت تفرحك عندما كنت طفلاً، والتي ما زالت تفرح طفلك الداخلي بكل تأكيد، مهما كانت هذه الأشياء بسيطة حاول أن تعيدها بذاكرتك، حاول أيضاً أن تتذكر لحظات الفخر في طفولتك، والأشياء التي كانت تجعلك مميزاً، وذكّر طفلك الداخلي بها.

  7. حاور طفلك الداخلي: يقترح المعالجون أساليب مختلفة للحوار والتواصل مع الطفل الداخلي، منها كتابة حوار بينك وبين طفلك الداخلي والسماح للطفل بداخلك أن يعبّر عن نفسه من خلال هذا الحوار، ما يسمح لك باكتشاف آلامه ومشاعره، ويمكنك أيضاً اللجوء إلى الحوار اللفظي مع طفلك الداخلي، وكلّما كنت قادراً على تحويل الحوار إلى نقاش حقيقي بينك كشخص بالغ وبين طفلك الداخلي؛ كلما كان ذلك أفضل وأكثر فاعلية.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟