أسباب كره الذات :
في البداية لابد أن تعرف لماذا قد يقدم أحدهم لكره نفسه، والقسوة عليها دائماً، بانتقادها وعدم منحها الأعذار، وإليكم أبرز أسباب كره الذات:
وضع سقف توقعات أعلى من القدرات: نرغب جميعاً أن نكون مثاليين، مقبولين من الجميع، وأن نؤدي جيداً في جميع مهامنا، إلا أن توقعات البعض من أنفسهم أحياناً تكون أعلى من قدراتهم، بل وأحياناً أعلى من قدرات البشر العاديين، فتجعلهم هذه التوقعات تشعر بالقِزَم، وفي تلك اللحظات يدفعهم النقد الداخلي على الشعور بالعار أو الإحراج, ومن ثم الحزن والإحباط.
توقعات الآخرين: لا نعيش بمفردنا، وإنما نتواصل في حياتنا مع الآخرين، وفي حال كونهم سعداء بنا أو معنا، نشعر بحالة جيدة, لكنها ليست طريقة صحية للتفكير حول العلاقات لأنها قد تؤدي لأنماط خطيرة من السلوك التابع، و رغم ذلك, بعض الناس يشعرون بالدمار و الإحباط إن لم يكونوا على قدر احتياجات الآخرين، وفى حالة كره الذات هذا يعنى للبعض أن الخطأ بهم وليس بالآخرين, فنحن فشلنا في مساعدتهم، أو إسعادهم، وربما لا نستحق أن نكون محبوبين و ذو قيمة لديهم.
الرغبة الدائمة في الكمال: الباحثون عن الكمال عادة ما يظهرون كأشخاص لا يسمحون لأنفسهم بالذلل أو الخطأ, دائما ما يبحثون عن الكمال في أنفسهم وفي الآخرين، فنبحث عن المثالية في كل شيء.
التعرض لصدمة سابقة: كثير من الأشخاص الذين يعانون من الكراهية الشديدة لأنفسهم, قد عانوا من تحديات وصدمات عاطفية سابقة, قد تكون تلك التجارب جنسية, أو فسيولوجية, أو عاطفية كالإهمال وسوء المعاملة، حينما يمر الأطفال بمثل هذه الصدمات يكبرون وفى داخلهم شعور بعدم الأمان والقلق تجاه العالم, والخوف من الآخرين، مما هذا يجعلهم يرون أنفسهم غير جديرين بالمحبة والتقدير, وتصبح عبارات كره الذات وتعبيراته شيئاً متأصلاً من حديثهم لأنفسهم وللأخرين.
مقارنة نفسك بالآخرين: عادة ما تكون هناك قيمة خطرة مبنية على الأداء أوالتصرف, على الرغم من أنه أمر طبيعي أن نميل لأن يكون أدائنا جيداً وألا نكون مُهمَلين أو يتم تجاهلنا,لكننا أيضا نهتم ونركز على ما يفعله الآخرين، وبالطبع ليس أمراً مضراً أن تنظر حولك وتلاحظ ما يفعله الآخرين, لكن المضر حقا هو النظر لما يفعله الآخرون بمبالغة أو انبهار شديد وبنية مقارنة أدائهم الجيد بأدائنا, ومن ثم نسترسل في عبارات كره الذات والنقد.
طرق التخلص من جلد الذات :
تحدي القصة : امنح نفسك الإذن في ألا تستخدم وتكرر عبارات كره الذات حتى لا تصير مسلمات بداخلك يصعب التخلص منها أو تغيرها, تحدي أفكارك السلبية و فرًق بين المشاعر والحقائق.
مخزون نقاط قوتك: عُد دائما لنقاط قوتك وذكر نفسك بها, لأن كره الذات ما هو إلا صوت يتردد بأنك لست قوياً ولست مستحقاً لشيء، وعديم القيمة, فواقعك أو ماضيك قد يحمل العديد من المواقف الإيجابية التى تهدم كل تلك الأفكار والمشاعر, ويمكنك أيضاً طلب المساعدة من الآخرين حول ما يميزك,
تقبل المجاملات: من يكره ذاته يجد غرابة فى أى عبارات ثناء أو مجاملة, و لكن هذا خاطئ جدا, فقط قُل شكرا بدون أن تتبعها بانتقاد نفسك أو التقليل منها أو من مجهودك وعملك, فقط تقبل المجاملة و”صدقها”.
تعاطَف و تسامَح: أنت دائما تتعاطف وتعذر الآخرين بينما لا تحمل تجاه نفسك أي تعاطف أو شفقة, فبدلاً من عدم الرحمة والنقد اللاذع للنفس تحلى بالعطف و سامح نفسك فذلك يعنى أنك ناضج وتستطيع فهم الأمور كلياً، ننصح بالعودة للماضي حقاً، لكن للماضي القوي والجيد فقط, فتوقف عن تذكر ماضيك السيء والضعيف واغفر لنفسك.
أخصائي نفسي
الولاء مكي