تعليم الأطفال عن طريق القصص

لماذا نحب القصص؟

تبني القصص والحكايات.. مهارات الحياة الأساسية 
بطبيعة الحال.. يمكن لمهارة الطفل المتطورة في مضمار الحكايات، أن تقدم له منفعة بالغة فيما يخص حياته الأكاديمية الآن ومستقبلاً، كما تعزز لديه مبدأ “تعلّم أن تتعلم”، وتساعد الطفل على وضع أهداف والسعي لتحقيقها، فلماذا نحب القصص:

  • تقود القصص أحلامنا: كما تحفزنا على تنشيط أنفسنا كي لا نبني قصوراً من الوهم، لذا كان المعلمون والأجداد والآباء والأمهات يقصون علينا حكايات؛ تجعل تجربة التعلم بأكملها فعالة ولا تُنسى، لقد قمتَ بحل المعادلات الرياضية بتذكر القصص التي سمعتها، كما تحدثت إليك الشخصيات الأسطورية من خلال تصرفاتها ونتائج أعمالها، كما أمكنك إدراك إمكانياتك ونقاط ضعفك أيضاً، بالإضافة إلى تجنب كل الدراما التي قد تنتج عن الإحباطات التي تأتي بها الحياة وقد تعيق تحقيق أهدافك.

  • تضيف القصص المتعة لعملية التعلّم: يحفز المعلمون وأولياء الأمور عقول الأطفال من خلال الحكايات القوية، وكل ما يستهدفه مدربو تنمية الذات ومهارات الحياة أو التسويق أو تدريب المعلمين حتى؛ يبدأ بحكاية لخلق تأثير وتطور في الأحداث والمواقف والحلول، فالحكايات تخلق لحظة شغف، وهو عنصر حاسم في التعلم القصصي، عندما يلمس المستمع ذلك في أسلوب الراوي والحكاية.

  • تؤسس القصص اتصالاً مباشراً وتفاعلاً بين المستمع والراوي: لأن إبداع قصة حول موضوع ما؛ يجعله خصباً، وأنت تعرف أن عملية التعلم بالإلقاء لم تعد تجدي نفعاً، كما تسبب مللاً خاصة للأطفال في عمر صغير، بينما التعلّم من خلال القصص يعطي قيمة لتجربة تعليمية شاملة بجعلها منتجة وتفاعلية.

  • تعزز القصص العملية الإبداعية: بحيث تمكن الشخص من مهارات التحدّث والإصغاء والاستماع للآخرين، من خلال أخذ الدروس القيمة التي تقدمها القصص، وأنت تعلم أن الإنتاجية أو الإبداع شرط أساسي للعديد من المهن والحرف المستقبلية في حياة أطفالك عندما يبلغون ويختارون دروبهم في الحياة، ويصبحون من هؤلاء الذين يبذلون كل جهدهم لتعزيز كفاءتهم في العمل والابتكار، وبهذا يزداد البحث عن طرق مهمة لابتكار أفكار جديدة ومفاهيم جديدة للابتكار، بالتالي تلعب القصص دور المحفز بتوليد أفكار مبتكرة، وخلق نظرة جديدة، فالحياة من الناحية الفلسفية قصص ودراما، كل منها يأتي من تجربة مختلفة في الحياة الغنية بمليارات التجارب، ولهذا نحب القصص ونؤمن بإيجاد قصص مؤثرة تلهم الآخرين، وتحثهم على الحلم والتفكير والتعلم والابتكار، وقد يكون لأطفالك قصصهم المؤثرة في حياة الآخرين أيضاً.

أهمية القصص للطفل

تشكل الحكايات والقصص وسيلة أساسية للتربية
قراءة قصص الأطفال من الكتب المخصصة أو من الذاكرة أو الحديث مع طفلك عن طفولتك الخاصة، يحمل الكثير من الأهمية والعديد من الفوائد، خاصة لأطفال ما قبل المدرسة والأطفال الصغار، ونذكر أهم هذه الفوائد كالتالي :

  1. تحسن القصص مهارات الاستماع والمحادثة لدى الطفل وتوسع مفرداته: لأنه بطبيعته يلتقط التصرّفات والعادات عبر محاكاة وتقليد الكبار ممن حوله، وقراءة القصص بصوت عالٍ للطفل؛ تعمل على تشكيل مفرداته ولغته لا سيما في سنوات عمره الأولى، مما يعزز حصيلته اللغوية التي سيستخدمها في حياته عندما يكبر، وبطبيعة الحال تطور الحكايات عقل الطفل وأنماط تفكيره، وتحسن قدرته على التواصل مع الآخرين.

  2. تشجع القصة الإبداع والتعلم عند الطفل؛ مع تطور القصة وتعقد حبكتها: ليطرح الأسئلة ويفكر في حلول للمشكلات، مما يتجاوز حدود القصة وشخصياتها، بالتالي يساعد على تعزيز التفكير الإبداعي وبناء التفكير الناقد لدى الطفل، كما بإمكانك كمعلم أو أحد الوالدين؛ ابتداع أساليب تحفز مخيلة الطفل وفضوله، لتشجعه على المزيد من القراءة، وتتعزز لديه منذ الصغر قيمة القراءة والكتب والقصص ودورها في حياة الإنسان.

  3. تقوي القصص التركيز والمهارات الاجتماعية: فالوقت الذي تقضيه مع أطفالك في قراءة القصص ورواية الحكايات؛ يساعدكما معاً على بناء تواصل أقوى وأوضح عبر اكتشاف مواهب أبنائك وقدراتهم، مما يميز شخصياتهم عن بعضهم البعض وعن أقرانهم، كما يحفز الانتقال بين أحداث القصة وتطور الشخصيات؛ إدراك الأطفال وعواطفهم القوية، وهذا ينعكس على نموهم وتطور ذكائهم العاطفي، فالطفل قد يتأثر بشخصيات القصة أو إحداها، وقد يقلدها وهنا لا داعي للخوف.

    • تقول الاختصاصية النفسية في تربية الطفل على موقع حلوها الدكتور هداية في معرض ردها على سؤال حول تقليد الطفل للشخصيات: “تقليد الطفل للشخصيات مؤقت، يعني أن للطفل شخصيته وتقليده لهذه الشخصيات يكون على سبيل اللعب أو الضحك أو ما شابه ولا يكون بصفة دائمة، لدرجة أ ن هذا السلوك ميزة في شخصيته، وخاصة في مرحلة المراهقة أي اكتمال نمو الشخصية والنضج في جميع المجالات، لذلك لو ثبت أن الطفل يتحدث بشكل روتيني على طريقة الروبوت مثلاً، يجب أن يكون هناك تدخل من طرف مختص نفسي، لأن الطفل في مرحلة تشكل الهوية وتجسيده لهذا النمط يوحي بوجود ثغرات يجب على المختص النفسي التعرف عليها من أجل مساعدته على التخلص من هذا السلوك، والاقتداء بالسلوكيات السليمة التي تتوافق مع سنه وشخصيته”.

  4. تغرس القصص الفضائل والأخلاق لدى الطفل: فخلال سرد قصص لطفلك تصل إليه رسالة ذات مغزى، بالتالي يمكنك غرس الفضائل لديه في سن مبكرة مثل: الحكمة والشجاعة والصدق.

  5. تعزز القصص معرفة الطفل بعادات وتقاليد وثقافة مجتمعه: بحيث تجعله أكثر دراية بالعادات والتقاليد المختلفة السائدة في عائلتك، كما تساعده مشاركة قصص مختلف أفراد الأسرة؛ على معرفة نسبه بشكل أفضل.

  6. تساهم القصص في شحذ ذاكرة الصغار: من خلال سرد القصص، حيث يمكنك أن تطلب بدلاً من تكرار القصة بعد أيام؛ وصف القصة، وهي طريقة ممتعة لتعزيز ذاكرته وتشجيعه على التركيز.

  7. الحكايات والقصص توسع أفق الطفل: باطلاعه على الأماكن والثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، لذا حاول تضمين ما تقرأه لطفلك؛ قصصاً من دول وثقافات مختلفة لتزويده بفهم أوسع للعالم، وقدرة أكبر وأكثر مرونة على تقبّل الاختلافات بين الأشخاص والثقافات المتنوعة في المجتمع.

  8. تساعد القصص الطفل على مواجهة المواقف الصعبة: حيث تساعدهم قصص حول مختلف الشخصيات التي تواجه مواقف صعبة في فهم التحديات بشكل أفضل، كما تعلمه أن الألم والمعاناة جزء من الحياة بقدر ما هنالك أوقات سعيدة ومرحة، حيث يمكن أن تساعد القصص الصحيحة عل إعداد طفلك لمواجهة صعوبات الحياة والمواقف المتحدية.

  9. القصص تجعل التعلّم الأكاديمي أسهل: لأنها نقطة انطلاق، فكثير من الأطفال لديهم عادة الحفظ دون فهم الموضوع، فتأتي رواية القصص كنشاط منتظم؛ لمساعدة الأطفال على الاستمتاع وفهم ما يقرؤون بشكل أفضل مما يساعدهم في تعلم موادهم ومناهجهم الدراسية بشكل أفضل، حيث يمكن لتدريس مواد المدرسة كقصة مثيرة للاهتمام تحويل درس تاريخ ممل مثلاً؛ إلى قصة تاريخية مثيرة للاهتمام، مما يساعد الطفل على الفهم ويغذي خياله الإبداعي. ..

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟