تعامل الأهل السلبي على الطفل

إساءة معاملة الطفل وإهماله

سلوكيات التعامل السلبية التي تدمر شخصية الطفل
قد تمارس بعض السلوكيات السيئة على طفلك، دون أن تدرك ذلك حتى! بالمناسبة.. أتذكر قولاً شائعاً وكثيراً ما سمعته من أمهات يقمن بالردّ على من يتدخل في أساليبهن القاسية أو السيئة أحياناً بتربية أطفالهن، فيقلن بما معناه: “انظر إلى جارتي.. وهي تشفق على طفلي أكثر مني!”، بالطبع يكون قول ذلك باللهجة المحكية؛ أقسى وطأة ومليئاً بنوع من الحقد من قبل الأم!.

المهم ما أريد طرحه من خلال ذكر هذا المثال؛ بأنك لا بد أن تكون منفتح الروح قبل الذهن، كي تتقبل الحديث عن التأثيرات النفسية القاسية، التي تتركها بعض سلوكيات تربيتك على أطفالك (وهي على الأغلب غير مقصودة ومتعمدة من قبلك، ولن نكون الجارة التي تشفق على أطفالك أكثر منك!).

لنتعرف بداية على بعض من أبرز السلوكيات السلبية التي تسيء لطفلك، وقد أفردنا لبعضها مقالات سابقة ستجد روابطها أثناء القراءة، وهي سلوكيات التعامل التي تترك الآثار النفسية على شخصية الطفل الآن وفي المستقل كشخص بالغ:

– الإهمال العاطفي الطفل: يحمل الإهمال العاطفي تأثيرات نفسية على شخصية الطفل، قد تستمر أو تظهر حتى مرحلة متقدمة من عمره، ويمكنك الاطلاع على هذه الآثار في مقالنا السابق حول؛ التأثيرات بعيدة المدى للإهمال العاطفي على شخصية الطفل.

– الصراخ على الطفل: يُعتبر الصراخ من أكثر السلوكيات السلبية ضرراً لنفسية الطفل، حتى أن هذا التأثير المضرّ يفوق تأثير صفعة على وجه ابنك الصغير!

– المبالغة في حماية الطفل: كذلك تعد من أكثر السلوكيات التي تضرّ بشخصية الطفل وتترك آثارها عليه إلى مراحل متقدمة من حياته،

– عدم وضع القيود في تربية أطفالك: من السلوكيات السلبية التي تترك تأثيرها على الطفل، لأنه لو أخطأ ولم يعرف لماذا، أو فعل شيء لا تريد منه أن يفعله دون أن يعلم سابقاً هذه قواعدك للانضباط وما الذي تتوقعه منه؛ ستكون أنت المسؤول.. فأنت لم تحدد قواعد للطفل مسبقاً ولم تقم بتعريفه على عواقب سلوك مرفوض من قبلك،

– النقد الموجه للطفل: أي كان شكله سيكون النقد للطفل لاذعاً ويؤثر بشكل سلبي على شخصيته، وحول تأثير النقد السلبي
يجب عدم مقارنة شخصية الطفل بالأطفال الآخرين لأن ذلك يعزز خجله، وعدم نقده أمام الآخرين، بل الاكتفاء بالمدح والتشجيع من أجل أن يكون ذلك دفع الطفل وتنمية ثقته بنفسه، فالنقد يعمل على هدم شخصيته“.

– معاقبة الطفل على مشاعره الصعبة والسلبية: مثل صراخك على طفلك لكثرة بكائه، دون معرفة السبب الحقيقي وراء دموع الطفل، خاصة في عمر أصغر من قدرته على التعبير عن مشاعره، بحيث يمكن أن يزداد الأمر سوءاً بأن تقوم الأم بضرب الطفل، مما يمنع الطفل من تطوير مهارات التواصل والقدرة على التعبير عن مشاعره الصعبة.

– أخذ القرار عن الطفل: وهو أكثر السلوكيات الخاطئة التي تحول دون تربية طفل يعتمد على ذاته، وقادر على تطوير شخصية مستقلة، حتى لو كان الأمر بسيطاً باعتقادك وأنك تقوم بالاختيار عن طفلك لأنه خجول أو متردد، عليك أن تمسك نفسك قليلاً وتفسح المجال أمامه ليعبر عن رغبته.

– تنمية الخوف والتردد والشك لدى الطفل: تنمو نبتة التردد وتكبر لتولد الشك، فيجتمع الاثنان معاً في ترسيخ الخوف لدى الطفل، هذا ما تقوم به عندما تربي طفلاً يخاف من الفضول للتعلم والاستكشاف والتجريب، من خلال أساليب تخويف الطفل وتربيته على أساس إرعابه وزرع الهلع في قلبه، بحجة إبعاده عن الخطر!

– تحميل الطفل مسؤولية وذنب إحباط وكآبة والديه: “أنت السبب في أني بقيت مع والدك”، هذه من أقسى العبارات التي يمكن أن تقولها أم لطفلتها أو طفلها، عندما تغضب من الأب! وفي الاستشارة التي تقدمها الاختصاصية النفسية في تربية الطفل على موقع حلوها الدكتورة هداية لأم طفل يبلغ من العمر سنتين فقط، تقول الأم أن طلفها سبب بكائها بشكل يومي؛ أهم ما في استشارة الدكتورة هداية نقرأ التالي:
احتواء الطفل وتعزيز شعوره بالاستقرار الأسري والأمن، لذا يجب أن تكون الخلافات الزوجية بعيدة عن الطفل، لأن ذلك يزيد من الأثار السلبية عليه، وحاولي ممارسة جلسات الاسترخاء للتخلص من التوتر العصبي الذي تعانين منه، لأن ذلك ينعكس سلباً على طريقتك في التعامل مع ابنك“.

– الحب المشروط: تفترض أن الطفل سيفهم حبك الذي عليه دفع مقابله لك من خلال السلوك الذي تفضله أنت والتصرف بالطريقة التي تحبها أنت؛ دون أن يعرف الطفل ما الذي تريده منه أساساً! أو وجود توقعات عالية من الطفل، مما يؤثر على نفسية الطفل ويشكل ضغطاً كبيراً عليه.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟