تطبيق البرمجة اللغوية العصبية (2)

بعيداً عن التعريف الرنان للبرمجة اللغوية العصبية بوصفها آلية لتحقيق التفوق والنجاح من خلال السيطرة على التفكير، يمكن القول أن البرمجة اللغوية العصبية Neuro-Linguisitc Programming هي تقنية في التواصل مع عقلنا اللاواعي من خلال فهم تأثير اللغة على العقل من جهة، وتحليل التجارب الإيجابية لنسخ النمط الإيجابي بغية الوصول إلى الأهداف من جهة أخرى، وتعتمد البرمجة اللغوية العصبية على الربط بين السلوك والحواس واللغة والأفكار لتعديل أو اكتساب خبرة أو مهارة أو سلوك جديد.

تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في التربية

تربية الأطفال تعني تهيئة جيل كامل، فهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل أب وكل أم، لذلك يتجه الآباء نحو طرق تساعدهم على تأدية هذه المهمة بأحسن صورة، وفي الآونة الأخيرة لمعت البرمجة اللغوية العصبية في آفاق هذا المجال حيث تلعب تطبيقاتها دوراً مهماً في تربية الأبناء، فقد لجأ الكثيرون لتطبيق أفكارها في توجيه أبنائهم ومن هذه التطبيقات نذكر:

  1. تثبيت الأهداف: يولد الطفل بعقل سليم لا تشوبه شائبة ومهمة الآباء أن يرسموا على هذه الصفحة أرقى الأهداف وأسماها، وذلك من خلال اتباع تقنية التكرار الهادف حيث يتجه الآباء إلى تكرار الأهداف أمام أطفالهم وتجميلها في ذهنهم وتوضيح فوائدها وأهميتها ليتقبل العقل الفكرة وينمو الطفل ساعياً لتحقيق الهدف، ولكن لا يجب إجبار الطفل على هدف محدد وترك مجالاً له ليختار ما يحب أيضاً.
  2. تعزيز الثقة: لا يجب أن يقيد الآباء أطفالهم في دائرة ضيقة، فوراء كل طفل شخصية فضولية محبة للتعلم ولاكتشاف المجهول، لذلك لا يجب أن يحد الآباء من هذه التصرفات لأن ذلك سيكسر شخصية الطفل ويحطمها لتنمو بدلاً عنها شخصية ضعيفة، كما أنه يجب تحمل تصرفات الأطفال الخاطئة التي يكون الفضول سبباً لها، بل يجب تصحيحها بالحوار والنقاش الهادف لتوسيع القدرة العقلية ومستوى الوعي.
  3. تلقين العقل اللاواعي: عند نوم الطفل يستطيع الآباء استخدام أحد تقنيات البرمجة وهي تقنية التلقين الإيجابي والتي من خلالها يعطي الآباء عبارات تحفيزية للأطفال، فمثلاً يمكن أن تهمس بجانب أذن طفلك ليلاً بأحد هذه العبارات “أنت طفل جيد-أنت طفل نشيط-أنت طفل ذكي” لأنها تخاطب العقل اللاواعي وتبرمجه على الاجتهاد، ومن شروط هذه التقنية الابتعاد عن نفي العبارات لأن العقل الباطني لا يستجيب للغة النفي فمثلاً “لا تكن طفلاً مشاغباً” يستقبلها العقل الباطني بصيغة “كن مشاغباً” وهذا لا يؤدي المهمة المرجوة.
  4. التخلص من العناد: تصرف العناد منتشر بشكل كبير عند الأطفال وهو رفض تنفيذ الأوامر، ولتخليص طفلك العنيد من هذه الصفة يجب أن تعرف سبب العناد وما الذي قد يدفع طفلك لرفض أوامرك وطلباتك، وفي حال استمر الطفل بعناده يجب الاتجاه لبرمجة عقله على استيعاب خطورة التصرف بلا وعي وبلا مسؤولية، فقد يؤدي العناد إلى مشاكل يقع بها الطفل حاول أن تجعله يحلها لوحده ليشعر بنتائج أفعاله وبذلك يدرك ما قد يحل به في المرة القادمة.
  5. الالتزام بالأوامر: في حال أردت من طفلك أن يلتزم بتعليماتك يمكنك الاستعانة بالإيماءات، وهي تقنية تبرز أهمية لغة الجسد في إصدار الأوامر فجعل الحاجبين مجعدان، والعينان حادتان مع وضع الأيدي على الورك وبانتقاء كلمات حادة ومباشرة تصنع جواً من الرهبة يوحي للطفل بأهمية ما تطلبه.

تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في التعليم

العلم هو الحافلة التي ستقود العالم بأسره نحو آفاق واسعة ونحو تطورات مدهشة، لذلك لا تقل أهمية التعليم عن أي مهمة أو عمل، فيرغب أغلب المعلمون أن يكتشفوا أفضل الطرق لتهيئة الأطفال من أجل تلقينهم المعلومات وإيصالها بشكل صحيح، والبرمجة اللغوية العصبية تساعد في ذلك من خلال:

  1. التواصل: تسعى البرمجة اللغوية العصبية إلى ترسيخ مفهوم قبول الطرف الآخر وهي طريقة لفهم الشخص الآخر، فتساعد أثناء التفاوض وإجراء المقابلات، وهذه الخواص تعزز التواصل بين المعلم والتلميذ وتتيح للتلميذ أن يبدي رأيه وتقبل المعلم هذا الرأي.

  2. تحسين المهارات اللفظية: تساعد البرمجة اللغوية على تصحيح النطق وتقويم اللفظ وتطوير القراءة، كما أن البرمجة اللغوية العصبية تنصح المعلمين باتباع خطوات للوصول إلى عقل التلميذ وتعليمه القراءة الصحيحة منذ البداية، وتعليمه الربط بين الشكل الكتابي والتحليل اللفظي للكلمة وتدوين الأغلاط للتدريب عليها بشكل مستمر.

  3. تحسين المهارات الكتابية: أغلب المشاكل الكتابية تتسبب بها وضعية الجلوس أو حركة اليد الغير صحيحة وهذه المشاكل يتم حلها بالجلوس بشكل مستقيم وموازنة اليد وإلى ما ذلك، أما المشكلة التي تتعلق بالدماغ أو بعدم استيعاب الطفل للأحرف تنصح البرمجة اللغوية العصبية المعلمين بتكرار صور للأحرف أمام الطالب وتدريبه بشكل مستمر عليها، والابتعاد عن الكتابة تحت جو من الضغط فقد ينتقل الضغط النفسي إلى ضغط في اليد ويؤدي ذلك إلى اهتزاز في حركة القلم وسوء في الخط والكتابة.

  4. ضبط السلوك: كما ذكرنا في الفقرات السابقة أن البرمجة اللغوية العصبية تضبط المشاعر وتصفي العقل من الشوائب التي قد تدفع الإنسان نحو تصرفات غير محمودة، وهنا أيضاً إذا استعان المعلمون بالبرمجة اللغوية العصبية يمكنهم ضبط سلوك الطلاب وتوجيههم نحو التصرفات المطلوبة ضمن الحيز التعليمي.

  5. تحفيز الدماغ: البرمجة اللغوية العصبية هي برمجة الدماغ، أي يستطيع المعلمون برمجة عقل الطالب على المثابرة والتحصيل العلمي، من خلال تكرار المعلومات الصحيحة على الحواس، كعرض الصور التوضيحية أو التسجيلات أو التعلم من أرض الواقع لفتح مجالات أكبر لتقبل الدماغ للأفكار.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟