يشعر معظمنا بالحزن أو الوحدة أو الكآبة في بعض الأحيان، وهي مشاعر طبيعية كردة فعل على خسارة أشخاص مقربين أو صعوبات الحياة وعقباتها أو التعرض للمواقف التي قد تؤذي مشاعرنا، لكن قد تصبح هذه المشاعر السلبية ساحقة ومهيمنة على ذواتنا وتمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية، وقد تسبب أعراض جسدية، وتستمر لفترات طويلة من الزمن حتى مع زوال مُسبباتها.
تشخيص الاكتئاب
إذا كانت أعراض الاكتئاب لديك تُسبب مشاكل في العلاقات أو العمل أو مشاكل مع عائلتك، حتى أنه قد يصل الأمر لمرحلة يصعب معها على الآخرين التعاطف معك، وليس هناك حل واضح، يجب أن تزور طبيباً نفسياً لأنه بالتأكيد سيمنع المشكلة من التفاقم، وخاصةً إذا عانيت من الأعراض لفترة زمنية طويلة، وإذا كنتَ أنت أو أي شخص تعرفه لديه أفكار انتحارية فلا تردد أو تتأخر في الحصول على المساعدة.
ومن المهم أن نفهم أن الشعور بالكآبة لا يعني أنك مصاب بالاكتئاب بالضرورة، فالاكتئاب مرض لا ينطوي فقط على التغيرات المؤقتة في المزاج، ولكنه أيضاً تغيرات سلبية وفجائية في النوم والطاقة والشهية والتركيز والدوافع.
وعلى الرغم من تشابه أعراض الاضطرابات النفسية بشكل كبير، لأنه من المعتاد أن تجتمع جميع اضطرابات المزاج معاً في آن واحد؛ إلا أنه يمكن للأطباء إجراء تشخيص دقيق للاكتئاب ومعرفة أي نوع فرعي من الاكتئاب يعاني منه المريض.
فعلى سبيل المثال سيحدد الطبيب ما إذا كان المريض يعاني من الاكتئاب الشديد أوالاكتئاب المزمن أو الاضطراب العاطفي الموسمي أو اضطراب ثنائي القطب أوأي نوع آخر من الاضطرابات النفسية.
قد يلجأ الأطباء إلى استخدام فحص الدم المتخصص أو غيرها من الفحوص المخبرية المكثفة لمساعدتهم على إجراء تشخيص نهائي، لأنه قد تؤدي بعض المشاكل الصحية أيضاً مثل قصور الغدة الدرقية إلى أعراض الاكتئاب.
وقد يكون الاكتئاب عرضاً جانبياً لبعض الأدوية كما ذكرنا سابقاً، ومع ذلك فإن معظم الاختبارات المعملية ليست مفيدة للغاية عندما يتعلق الأمر بتشخيص الاكتئاب، في الواقع فإن التحدث مع المريض أهم أداة تشخيصية لدى الطبيب.
علاج الاكتئاب
إن السبب الرئيسي لمرض الاكتئاب هو وجود خلل في النواقل العصبية في الدماغ كما ذكرنا آنفاً، ويتمثل علاج المرض بشكل رئيسي بتنشيط وتعزيز عمل النواقل العصبيّة، ويحدد الطبيب المسار الأفضل لتحقيق ذلك، وتشمل طرق العلاج تناول الأدوية (مضادات الاكتئاب) أو الجلسات النفسية، وهناك أيضاً العلاج بالصدمات، الكهربائية(ECT)، وهو خيار علاجي للأشخاص الذين لا تتحسن الأعراض لديهم مع الأدوية أو الذين يعانون من الاكتئاب الشديد ويحتاجون إلى العلاج على الفور.
وبطبيعة الحال تترافق المعالجة الدوائية للاكتئاب بعلاج نفسي من خلال جلسات الاستماع وجلسات العلاج السلوكي المعرفي، وقد يلجأ بعض الأطباء إلى التنويم المغناطيسي واستخدام مقلدات الواقع الافتراضي وغيرها من وسائل مساعدة مريض الاكتئاب على تجاوز محنته.
أخصائي نفسي
الولاء مكي