تشجيع الأطفال المعنوي

تقنية مكافأة الطفل على سلوك جيد؛ قديمة قدم علم النفس التربوي، فأنت تعطي الحلوة التي يحبها طفلك إذا تناول العشاء، وتعطيه ساعة إضافية في مشاهدة الرسوم المتحركة، إذا وافق على الذهاب إلى طبيب الأسنان من دون اعتراض وسجال وصراخ، وغيرها من السلوكيات التي تتوقعها من الطفل والمرتبطة بنظام التحفيز عبر المكافآت، لكن كيف يمكن أن تحفز الطفل وتعمل على تشجيعه بدلاً من المكافأة المادية

 تشجيع جهود الطفل من خلال المكافأة .
سنتابع في أهمية تحفيز الرغبة بالتعلّم لدى الطفل بعيداً عن المكافآت، لأن بقية المهام اليومية التي تكافئ الطفل عليها (كترتيب السرير، والمساعدة في إعداد الطاولة وتنظيف المنزل… الخ) لن يكون من الخطر مكافأته للقيام بها وإتمامها؛ فمن منّا جميعاً لا يحب مكافأة نفسه على أداء بعض الأعمال الروتينية اليومية؟!
لا يقتصر الأمر على الدفع مقابل حصول الطفل على علامات جيدة عندما يحسّن أداءه في المدرسة، بل تنقل لهم المكافأة في كثير من الأحيان؛ مبدأ وجوب تعويضهم بشكل مباشر عن كسب أي درجات جيدة بدلاً من الشعور بالفخر لجهودهم التي بذلوها، بينما الدافع الجوهري للتعلم هو ما سيدعمهم مستقبلاً، لذا نقدم إليك استراتيجيات تساعد في تقليل تأثير المكافآت المادية على تحصيل الدرجات عند الطفل:

– منح مكافآت غير نقدية: إذا حصل الطفل على علامات ممتازة في المدرسة، فيمكنك مكافأته على جهوده من خلال منحه شيئاً لا يتضمن المال، ما عليك سوى منحه وقتاً إضافياً لمتابعة الرسوم المتحركة التي يحبها خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو على الأقل منحه بعض الوقت الإضافي لاستخدام الكمبيوتر اللوحي، أو مكافأته بنشاط مثل السماح له بزيارة صديقه، حيث تكلفك هذه الأنواع من المكافآت القليل، لكنها تشكل دفعاً كبيراً لطفلك؛ فقد تكون فرصة مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل، أو متابعة مقاطع فيديو (YouTube) لوقت إضافي، بمثابة مكافأة كبيرة.. لذا حاول البحث عن كل المكافآت غير المالية، التي ستثير اهتمامات طفلك، واستخدمها بدلاً من النقود.

– مكافأة الجهود، لا النتائج: توقف عن تركيز مكافآتك للطفل على أساس درجاته الممتازة، بدلاً من ذلك كافئه على جهوده التي يبذلها لأداء واجباته المنزلية والدراسية، ويمكن أن تنظم نوعاً من المكافأة لكل نصف ساعة يقضيها الطفل في الدراسة أو أداء الواجب المنزلي؛ بأنواع من المكافآت غير النقدية التي ذكرناها أعلاه، مثلاً… ربما وضعت قاعدة لمشاهدة التلفاز مدة ساعة واحدة خلال اليوم، لكن لكل 30 دقيقة يقضيها الطفل من دون تشتت في الدراسة؛ يمكنه كسب 15 دقيقة إضافية أمام شاشة التلفاز، ربما سيبذل الطفل جهداً إضافياً في الدراسة مقابل أن يحظى بوقت أطول لمتابعة الرسوم المتحركة!

– الثناء العميق لجهود الطفل: امدح طفلك بقول كلام واضح وهادف وواضح إذا حصل على علامات جيدة، لكن عليك تركيز المديح والتشجيع على الجهد الذي بذله طفلك في الصف؛ ذكّره بالوقت الذي قضاه في دراسة أشياء جديدة أو تعلمها وكيف استفاد منها لتحقيق النتيجة الجيدة، بمعنى آخر قم ببناء إحساسه بالإنجاز، الذي حققه من خلاله الدرجة العالية بدلاً من مكافأته بشكل مباشر على هذه النتيجة، فيبني الطفل تلك المشاعر الجيدة، التي أتت من العمل الشاق الذي حقق تحصيله من الدرجات.

– تحدث عن إنجازات الطفل للآخرين بطريقة تمدح جهوده: أخبر الأشخاص الذين يشكلون جزءاً من حياتك عن إنجازات طفلك، لكن ركز على عمله وجهده  فيما حققه، لا تنسب النتيجة لتربيتك الخارقة العظيمة! بل ركز على جهود الطفل… والدور الوحيد الذي يجب أن تلعبه، هو أنك فخور به جداً، وكل شيء آخر يجب أن يتمحور حول عمله الشاق وتفانيه وشخصيته هو.

– استخدام النتائج المدرسية لمنح المزيد من الاستقلالية للطفل: هل تفكر في تحديد وقت نوم الطفل؟ وفرض قيود وقت أقل على استخدام الكمبيوتر اللوحي؟. إذا استخدم نتائجه الأكاديمية كجزء من المبررات لمنح الطفل خيارات أوسع فيما تتوقع منه.

تقنيات تحفيز وتشجع الطفل 
أنت بحاجة لتحفيز طفلك للقيام بمهامه في المنزل والمدرسة، لأن المبالغة في حماية الطفل؛ لن تجدي نفعاً في تعليمه المهارات الضرورية من الاعتماد على الذات وتحمل المسؤوليات والجرأة والثقة بالنفس..، حيث يمكنك تحفيز الطفل من خلال:

– الوعد بالمكافأة: وهو أيضاً تهديد بالعقاب! فاستخدام نظام المكافأة يعمل على تحفيز السلوك الأفضل عند الطفل، لكن كن حذراً من مخاطر المكافآت المادية، واستخدم النماذج التي تركز على جهود الطفل وليس النتيجة، كذلك يجب أن تركز المكافآت غير المادية على تنمية الدافع الجوهري لقيام الطفل بمهمة ما.

– تنمية الدافع الذاتي من أجل العمل وليس بهدف المكافأة: قد تزيد المكافآت من الدوافع لكنها من النوع الخطأ.. لأنها دوافع خارجية وغريبة عما نحمله في داخلنا للعمل على مهمة ما، من ثم أن هذه الدوافع تستمر فقط عندما تكون المكافأة معروضة، والمزيد من هذا النوع من الدوافع الخاطئة لا يساعد الطفل على المدى الطويل.

– لبناء الدافع الذاتي اكتشف ما الذي يعترضه: وما هي التحديات الداخلية التي يتعرض لها الطفل، بالتالي تمنعه من الذهاب إلى المدرسة مثلاً بدون مكافأة؟ فالمكافآت لن تجعل الذهاب إلى المدرسة ممتعاً، أنها ببساطة تحول التركيز من المهمة إلى المكافأة! لذا فأنت بحاجة للتركيز على الدوافع الداخلية، والمشكلة التي تمنع طفلك من أداء مهمة ما.. دون مكافأة.

– شجع طفلك وحفز لديه الدوافع  للقيام بالمهام : وعندما تخلق ظروفاً لتكون دوافع الطفل ذاتية ومستقلة، لن تحتاج بعد اليوم لمكافأة الصغير مرة أخرى، إلا إذا كانت المكافأة ضمن نظام مفاجآت؛ تكرم الطفل من خلالها على جهوده.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟