تحرش الاطفال ببعضهم (1)

إذاً أن تحرش الطفل بطفل آخر هو نشاط جنسي بينهما دون موافقة الضحية أو في غياب المساواة العقلية والجسدية ونتيجة إكراه جسدي أو عاطفي، والشائع أن يكون هناك فروق بين الطفل المتحرش والطفل الذي يتعرض للتحرش بالعمر أو الحجم أو القوة والقدرة، أو حتى الإدراك الجنسي والتأثير، كما تعتبر الشريحة بين 12 و14 سنة هي الأكثر انخراطاً في هذا السلوك نتيجة التغيرات الجنسية (عاطفية وجسدية ونفسية) التي ترافق الخروج من الطفولة إلى المراهقة.

أسباب تحرش الأطفال ببعض

ما أسباب تحرش الأطفال ببعض؟ ولماذا يتحرش الطفل بطفلٍ آخر؟
هناك عشرات إن لم نقل مئات الدراسات التي تم إجراؤها على سلوك المتحرشين البالغين، مقابل القليل جداً من الدراسات العلمية المضبوطة حول تحرش الأطفال ببعضهم وأسباب تحرش الأطفال ببعض، حيث تحتاج هذه الظاهرة إلى المزيد من الدراسة خاصّة وأن التعامل مع الأطفال المتحرشين كمجرمين لن يكون ذا نفع على الأمد الطويل بل قد يكرس السلوك المشين لديهم.

ويمكن أن نذكر بعض أبرز أسباب تحرش الأطفال ببعضهم كالتالي:

  • في دراسة أجريت على 700 طفل مارسوا التحرش والاعتداء الجنسي على أطفال آخرين نشر نتائجها موقع The Conversation البريطاني؛ تبيّن أن نصفهم تعرض للتحرش والاعتداء الجنسي في مرحلة سابقة من الطفولة، كما تعرض 50% من عينة الدراسة للعنف المنزلي والإيذاء البدني، هذا ما جعل القائمين على الدراسة يناشدون بضرورة التعامل مع الطفل المتحرش كحالة تحتاج للحماية والمتابعة التخصصية.

  • الرغبة بالاستكشاف واحدة من أهم محفزات ودوافع التحرش الجنسي بين الأطفال، حيث تعتبر بعض الألعاب الجنسية والتحرش الجنسي دون اعتداء؛ حالة من حالات تطور الوعي الجنسي لدى الطفل الأكبر سناً، والألعاب الجنسية بين الأطفال منتشرة حول العالم ومعروفة.

    وهنا تكمن أهمية تثقيف الطفل جنسياً ومعرفته للمعلومات الجنسية المهمة لإدراك جسده ومشاعره والضوابط الاجتماعية والأخلاقية لرغباته وكيفية التعبير عنها، فكلما يتجنب الأهل الإجابة عن أسئلة الطفل الجنسية المحرجة يمنحونه دافعاً جديداً ليستكشف بنفسه، وقد يكون التحرش بأطفال آخرين هو وسيلته للاستكشاف!.

  • مشاهدة الطفل للأفلام الإباحية والمحتويات الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو ذات المحتوى الجنسي، جميعها قد تحفز الطفل على التحرش بالأطفال الآخرين.

  • التحرش الجنسي قد يكون في سياق اضطرابات نفسية يعاني منها الطفل، مثل العدوانية والطفل المعادي للمجتمع، دوافع الانتقام خاصة في حالة الغيرة من الأخوة الأصغر سناً أو وجود سبب ما يجعله مشحوناً بالطاقة السلبية، الاضطرابات السلوكية المختلفة التي لا تجد الاهتمام الكافي من الأهل… إلخ.

  • أهم ما يجب ملاحظته عند الحديث عن أسباب تحرش الأطفال ببعض أن دوافع الأطفال المتحرشين تختلف عن دوافع الكبار، ليس من حيث النوع فقط بل ومن حيث الاستقرار  والاستمرارية أيضاً، فمعظم الأطفال يفقدون دوافعهم للتحرش بعد تخطي مرحلة المراهقة، فيما يعتبر سلوك التحرش بغض النظر عن الأسباب أكثر رسوخاً واستقراراً لدى الكبار.

  • كما أن تقويم سلوك الأطفال المتحرشين والتعامل مع الطفل الذي يتحرش بزملائه أسهل وأكثر فاعلية من تقويم سلوك الكبار المتحرشين.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟