تأثير الصراخ على الطفل

الصراخ على الطفل ضارٌ أكثر مما نعتقد
الصراخ طريقة غير فعّالة للتواصل مع أطفالك، لكني أعرف من خلال المحيطين بي بأن الصراخ على الطفل أمر لا مفرّ منه أحياناً، خاصة في بعض المواقف شديدة الخطورة مثل: لعب الطفل بموقد الغاز أو الفرن أو عندما يركض فجأة عبر الشارع؛ تقول الطبيبة النفسية إيفا لازار (Eva Lazar): “إن الصراخ مؤشر على أن الشخص البالغ يفقد السيطرة، كما يسير الصراخ جنباً إلى جنب مع الإدارة المعتدلة لدى البالغين، فعندما نكون غاضبين ونصرخ؛ نحن على استعداد لأن نقول ونعني أشياء قد نندم عليها، وقد يكون ذلك ضاراً جداً للطفل، وفي أكثر الأحيان عندما تصرخ.. يتعلق الأمر بقضايا التنظيم العاطفي لديك، أكثر مما لدى الطفل”.

عندما تصرخ فأنت تغمر دماغ طفلك بعواطف مثل: القلق والخوف، بينما تنتهي تلك العواطف ومستويات التوتر مع لحظة التعلم، وتقول لازار: “كل ما يسمعه الطفل هو صوت عالٍ، لكنه لا يعالج المعلومات التي تحاول نقلها إليه”، وعلى الرغم من أن الآباء يشعرون في كثير من الأحيان أن الصراخ هو وسيلة لتأديب طفلهم، وينتهي به الأمر إلى فقدان الاحترام، عندما يكون هناك الكثير من الصراخ في الأسرة، تقول لازار: “الانضباط يتعلق بالتدريس، لكن طفلك لن يتعلم أي شيء إذا كنت تصرخ، لأنه لا يسمع الرسالة”، علاوة على ذلك، عندما يصرخ الأطفال على بعضهم البعض، وأنت تصرخ عليهم بدورك؛ ستحصل على نتائج عكسية، حيث تصبّ الزيت فوق النار! وتصعّد حالة الشجار المتوترة أصلاً.

وبالنسبة لبعض الأهل يكون الدافع للصراخ شعورهم بأن طفلهم لا يحترمهم، كما أن شعور الوالدين بالتعب أو الإرهاق بسبب مهني أو شخصي؛ يؤدي إلى استنزاف عاطفي، لذا يتعلق الأمر ببناء الوعي الذاتي، حتى تعرف ما الذي قد يفجّر غضبك وصراخك على الطفل، راجع مقالنا هذا لتتعرف على كيفية التحكم بدوافع الصراخ على أطفالك، وكيفية تأديب الطفل دون الصراخ عليه.

تأثير الصراخ على الطفل أسوء من تأثير الضرب
عند ضرب الطفل واستخدام وسائل الانضباط البدني معه؛ يتم تعويض الآثار السلبية، عندما يمتدح الآباء أطفالهم في أوقات أخرى، أو يحتضنون الطفل المعاقب ويعتذرون منه، إلا أن الآثار السلبية للصراخ لن تُمحى بممارستك الدفء الأبوي، بالتالي فإن الأساليب السلبية التي يتعلمها الأطفال لحل المشكلات؛ عندما يصيح آباؤهم؛ قد ترافقهم كبالغين، كما قد يتوقع الأطفال أيضاً، أن يعاملهم الآخرون بطريقة سلبية، ثم يختاروا دون وعي منهم.. الشركاء العاطفيين، الذين يحققون هذا التوقع.
تقول مدربة تربية الطفل جولي آن بارنهيل (Julie Ann Barnhill): “الصراخ هو المكان الذي يلحق فيه نسبة 90٪ منّا الضرر الأكبر بأبنائهم”، وتوضح بارنهيل: “اعتدت الصراخ مرة واحدة إلى ثلاث مرات في الأسبوع على أطفالي، عندما كانوا في سن ما قبل المدرسة، ثم حصلت على مشورة وتعلمت التحكم بغضبي وتأديب أطفالي بطرق أكثر هدوء وإيجابية وتقنيات اعلمها الآن للأهل”، مثلاً تعلّم أن تبدأ الجمل باستخدام: “أنا” بدلاً من “أنت”، كما يمكن أن تساعد كأحد الوالدين على الانتقال من هجوم غاضب مترافق بالصراخ.. إلى لحظة تعليم.. تضيف بارنهيل: “قل ما لا تحبه، ثم أضف ما تريد قوله أو تتوقعه من الطفل”، بالنتيجة سرعان ما يتعلم الطفل ويضبط سلوكه على توقعاتك إلى حد كبير.

هذا.. وينفجر العديد من الآباء والأمهات بالصراخ، لأن لديهم توقعات غير واقعية! بالمقابل.. عدم توقع أن يكون الأطفال مثاليين، يمكن أن يهدئ إحباط الأهل، بالتالي رؤية فشل الطفل كفرصة لتعليمه، بعد الانتظار لحظة هدوء بعد تصرف الطفل الذي أثار غضبك؛ تخبر طفلك عن السلوك الذي قام من خلاله بانتهاك قاعدة من قواعد المنزل، ثم امنح الطفل خياراً حول كيفية منع حدوث هذا السلوك مرة أخرى، كذلك دعه يقترح حلول يتعلم من خلالها.. مهارات لحل المشكلات.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟