كيف تؤثر الحماية المفرطة على الطفل في المدرسة
يتسم الطفل الذي بالغ أهله في حمايته ببعض الصفات المحددة بعد دخوله المدرسة وهي:
– يعتمد الطفل على المعلم: المدرسون غير راضين بشكل خاص عن هؤلاء الأطفال، غالباً ما يضطر المعلم إلى القيام بأدوار شبه والدية مع هذا الطفل المُبالغ في حمايته، ويقوم المعلم بأشياء مثل: ربط حذائه وأداء مهام أخرى ينبغي على الطفل القيام بها بنفسه، وكثير من المدرسين يعبرون عن امتعاضهم التام من ضعف الأطفال الذين يعانون من الإفراط في الحماية، هؤلاء الذين لديهم مهارات اجتماعية وعاطفية ضعيفة أو غير موجودة.
– تصنيف الطفل في فئة العسير: غالباً ما يكون هؤلاء الأطفال هم أكثر الطلاب صعوبة، إذ يتوقعون أن يقوم المعلم بتدليلهم كما يفعل أهلهم، فهم يُفاجئون عندما يعاملهم المدرس مثل طلابه الآخرين، وفي كثير من الأحيان لا يستطيع هؤلاء الأطفال التكيف مع البيئة المدرسية، حيث يتطلب الأمر نوعاً من استقلال الطفل.
– يفتقر هذا الطفل إلى النضج: غالباً ما يكون الأطفال المُفرط في حمايتهم من قبل أهلهم؛ متأخرين عن مرحلة النضج بالمقارنة مع أقرانهم الأكثر حرية واستقلالية، كما يلاحظ المعلم أن هؤلاء الأطفال يعتمدون بشكل كبير عليه ويصرّون على تقديم المساعدة لهم قدر الإمكان، بطبيعة الحال.. لا يتوفر للمدرسين الوقت الكافي لمساعدة كل طفل على حدة، حيث أن هناك العديد من الأطفال في غرفة الصف، بعبارة أخرى فإن هؤلاء الأطفال المدللين يمثلون مشاكل كبيرة للمدرسين.
– لديه إحساس بأنه مميز: بسبب تربيتهم يمتلك هؤلاء الأطفال شعوراً بالتميز، كما يشعرون بأنه يجب أن يكون لهم استحقاق، حيث لم يخبرهم والديهم بأنهم ليسوا مركز الكون، ويجب أن يتعلموا التعاون مع الآخرين، ولأنهم يتمتعون بشعور عال من الخصوصية؛ فإنهم غالباً لا ينزعجون عندما لا تكون الأوضاع في صالحهم، أو عندما يفرض عليهم المعلم المشاركة مع زملائهم ضمن النشاطات الصفية.
– هذا الطفل يكون هدفاً سهلاً لتنمر زملائه: كثير من هؤلاء الأطفال غالباً ما يكونون فريسة للتنمر المدرسي، لأنهم لم يطوروا المعرفة الاجتماعية والخبرة التي يحتاجونها للنجاة في البيئة المدرسية، حيث يستهدف المتنمرون عادة الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة والذين هم عرضة للخطر، بعبارة أخرى لا يهاجم المتنمرون الأطفال الذين يمتلكون الثقة بالنفس والشغف الاجتماعي، لأنهم يعرفون أنها ستكون معركة خاسرة، وفي دراسة أجريت على 197 روضة أطفال، خلص الباحثون إلى ما يلي: “كانت العلاقات بين الخجل وبعض مؤشرات سوء التكيف أقوى بين الأطفال، الذين لديهم أمهات يبالغن بحمايتهم”.
– طفل غريب الأطوار: في كثير من الأحيان لا يُحترم هؤلاء الأطفال من قبل أقرانهم بسبب سلوكهم الطفولي، كما لا يتمتع هؤلاء الأطفال بسرعة البديهة والقدرة التنافسية التي يمتلكها الأطفال الأكثر استقلالية، كما أنهم في الغالب يحتاجون أحداً.. في وقت يجب أن يبدأ لديهم تعلم الاستقلال التدريجي.
– الأول دراسياً والأخير اجتماعياً: بطبيعة الحال عندما يقوم الوالدان بحماية أطفالهم بشكل مفرط، فهذا ما يجعلهم متخلفين اجتماعياً وعاطفياً ونفسياً، على الرغم من أن هؤلاء الأطفال يحصلون على درجات عالية، إلا أنهم يفتقرون إلى الحس السليم، بالتالي يشعر الأطفال الآخرون بهذا الأمر، وكثيراً ما يُستهدف هؤلاء الأطفال ليس فقط من قبل المتنمرين بل من الأطفال العنيفين الآخرين أيضاً.
– يفتقر هذا الطفل إلى المعرفة الحياتية المرتبطة بعمره: هؤلاء الأطفال محميون وغير مدركين لمعرفة الحياة المناسبة لعمرهم، فغالباً ما يتصرف طفل في الثالثة عشرة من العمر؛ كما لو كان أصغر من عمره الزمني بعدة سنوات، كما أنهم يعتمدون بشكل مفرط على آبائهم، لأنه نادراً ما يُسمح لهم باستكشاف بيئتهم الاجتماعية بشكل مستقل كما يفعل الأطفال الآخرين.
النتيجة.. الحماية المفرطة تعني فشل الطفل في المدرسة
يفشل هؤلاء الأطفال في المدرسة والحياة، حيث تتم حمايتهم من قبل والديهم لدرجة أنهم لا يستطيعون النجاح في بيئة المدرسة، فينظر المعلمون إلى الطفل على أنه متخلف عاطفياً واجتماعياً ونفسياً، على الرغم من أنه يمكن أن يكون مذهلاً من الناحية الأكاديمية، ويتفاداهم الأطفال الآخرون بسبب طبيعتهم المعتمِدة على الأهل، وهم في كثير من الأحيان هدفا للتخويف والتنمر كما قلنا، بسبب افتقارهم للمهارات الاجتماعية
وذكاء الواقع المعيشي.