أسباب التفكير بالانتحار عند المراهقين
تكثر الأسباب التي تدفع المراهق للانتحار بمحاولة منه للتهرب من المشاكل التي تواجهه وعدم قدرته على التأقلم مع تغيرات المرحلة الدقيقية التي يمر بها، ومن أبرز أسباب الانتحار عند المراهقين:
الاكتئاب: الاكتئاب عند المراهقين بشكل عام لا يحتاج لأسباب منطقية مجرد الاضطرابات الهرمونات التي تحدث قد توصله للاكتئاب ومع ترافق الاكتئاب مع الضغط العام والمشكلات اليومية قد تجعل المراهق يفكر بالانتحار.
التعرض للتنمر: تعرض المراهق للتنمر من المحيط العام وعدم قدرته على رفض الإساءة مع عدم إيجاد دعم من العائلة ضد هذا التنمر وخاصة في الحالات التي يصل فيها هذا التنمر لدرجة سيئة وعدم قدرة المراهق على الدفاع عن نفسه قد يجعله يفكر بالهروب والانتحار.
اضطراب العلاقات العاطفية: الفشل في العلاقات العاطفية بشكل متكرر أمر طبيعي في مرحلة المراهقة ولكن مع ازدياد الاضطرابات النفسية والفشل المتكرر قد يفكر المراهق بالانتحار خاصة في حال كان مرتبط عاطفياً بالشريك بشكل كبير، وغير قادر على الابتعاد والتخلي عن الطرف الآخر ويحدث الانفصال بشكل مفاجئ مما يؤثر على حالته النفسية بشكل سلبي جداً.
الخوف من بدء مرحلة جديدة: معظم المراهقين يون لديهم تعلق بالمكان المألوف بالنسبة إليهم، حيث أن انتقالهم لمدرسة جديدة أو لمنزل جديد يجعلهم يدخلون في محيط غير مألوف، وقد لا يستطيعون الاندماج في هذا المجتمع الجديد مما يؤدي إلى انعزالهم عنه، وقد يكون الخوف من هذه البداية الجديدة والعجز عن الاندماج فيها مع الظروف المحيطة بكل مراهق بشكل خاص ومدى وعيه العقلي وتوازنه النفسي أحد الأسباب التي تجعل المراهق يفكر بالهروب عن طريق الانتحار.
انتحار أحد الأصدقاء: يتأثر المراهق بشكل كبير بالأصدقاء في هذه المرحلة ويشعر بأنهم جزء من شخصيته وعائلته وخاصة عند الفتيات، وقد يكون انتحار أحد المقربين منه سبباً لدخوله في مرحلة من الحزن الشديد التي لا يستطيع الخروج منها وقد يفكر بالانتحار بعدها خاصة في حالات الصدمة النفسية الكبيرة أو تعاطي أي نزع من المخدرات تضعف الوعي العقلي.
وفاة أحد أفراد العائلة: قد يكون التفكير بالانتحار لدى المراهق رد فعل نتيجة وفاة أحد المقربين في العائلة خاصة الأب أو الأم، حيث يشعر بأن لا أحد يدعمه أو أنه عاجز عن تكملة حياته من بعدهم.
تعرضه لاضطهاد أسري: من أهم الأسباب التي تؤثر على نفسية المراهق وتجعله يفكر بالانتحار هي تعرضه للاضطهاد الأسري كالذُل والعنف والبقاء ضمن جو مشحون بشكل دائم مع عدم الاستقرار النفسي.
الفشل الدراسي: قد يكون الفشل الدراسي أحد الأسباب الهامة التي توصل المراهق للتفكير بالانتحار فعلى سبيل المثال، وجود المراهق ضمن جو من المنافسة الشديدة بين الأقارب، مع عمله الجاد للحصول على نتائج عالية وقد طرأ ظرف ما أدى إلى فشله دراسياً، بالتزامن مع عدم إيجاد دعم نفسي من المحيط والعجز عن تغيير الواقع يجعله يفكر بالانتحار.
التعرض لاعتداء جنسي: أحد الأسباب الهامة التي توصل المراهق للانتحار هي التعرض لمحاولة اعتداء جنسي خاصة إذا حدث الموقف مع فتاة، لأن نظرة المجتمع لهذه الحالة صعبة جداً وقد تقدم على الانتحار دون معرفة أحد بما حصل معها خوفاً من ردة فعل الأسرة والمجتمع ونتيجة الضغط النفسي الشديد الذي يتلو صدمة الاعتداء الجنسي..
كيفية تعامل الأهل مع فكرة الانتحار عند الأبناء
نظراً لحساسية مرحلة المراهقة والتي قد يتعرض فيها المراهق لضغوطات نفسية تقوده للتفكير بالانتحار يجب على الأهل الانتباه والوعي الكامل لتصرفاته لإبعاد أي أفكار انتحارية قد يفكر بها لذلك يتوجب عليهم:
مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي: من المهم مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للمراهق حيث أنها تظهر طريقة تفاعله مع الأشياء التي يفكر فيها، وتظهر للأهل المحيط العام لابنهم وإذا كان يتعرض للتنمر أو أي شيء آخر قد يؤثر بشكل سلبي على نفسيته ويقوده للتفكير بالانتحار مع التأكيد مرة أخرى على احترام خصوصيته لكي لا ينفر من التعامل مع الأهل.
أخذ التهديد على محمل الجد: لا يجب تجاهل التهديد بالانتحار من قبل المراهق مهما كان بسيط لأنه لا يعد مزاح وقد يكون المراهق مصمم فعلاً على الانتحار.
حل النزاعات بشكل سلمي بعيداً عن العنف: في حال تم اكتشاف أخطاء قد فعلها المراهق لا يجب التعامل معه بعنف لكي لا تتفاقم المشكلة وتجعله يذهب في مسارات منحرفة، ومن المهم أن يفهم أخطاؤه كي لا يكرر أفعاله.
الابتعاد عن العوامل التي تساهم في زيادة الأفكار الانتحارية: في حال تم ملاحظة تأثير المحيط الجديد بشكل سلبي على نفسية المراهق لا يجب التعامل معه بعنف ومحاولة تركه يعود لأصدقائه فمثلاً في حال تم نقل مكان السكن أو المدرسة أو حتى تغيير المدينة، هذا المجتمع قد يجعل المراهق يفكر بشكل سلبي لذلك من المهم عدم إجباره على الاندماج في المجتمع الجديد.
تشجيع أسلوب حياة صحي: أسلوب الحياة الصحي من الأشياء التي تساهم في تفريغ الطاقة لدى المراهق حيث أن اعتنائه بغذائه وممارسته للرياضة وتنمية المواهب التي يفضلها، هذه الأشياء تجعله يعيش مراهقة طبيعية نوعاً ما بعيدة عن الاضطرابات النفسية.
-
طلب الاستشارة النفسية: من المهم طلب الاستشارة من أخصائي نفسي عند ملاحظة تغيير في شخصية المراهق حتى ولو لم تكن هنالك علامات انتحار، فهذا يساعد على التصرف بشكل صحيح مع المراهق ويساهم في خروجه من الحالة النفسية السلبية قبل أن يفكر بالانتحار.
-
الولاء مكي