الوسواس القهري

تعريف الوسواس     

كثيرٌ من النّاس يُعانون من الوساوس، فكلُ إنسانٍ مُعرّضٌ لهذا النّوع من التّفكير، ولكن هذا الوسواس يُصبح حالةً مَرضيّةً في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي إذا تجاوزَ الحدّ الطبيعيّ إلى المُبالَغ فيه، عندها يتّخذ الوسواس الشّكل المَرَضيّ والذي يستدعي العلاج. يكون الوساوس باستحواذ أفكارٍ مُعيّنةٍ غيرَ منطقيةٍ على الشّخص بحيث لا يستطيع التخلّص منها، وتُسيطر عليه حتى يُصبح عبداً لهذه الأفكار دون القدرة على التحكّم بها، فيُصبح مُنقاداً لها إلى الحدّ الذي يجعله غير قادرٍ على التّفكير، أو مُزاولة حياته، أو إتمام المَهمّات بفاعليّة، فقد يعتقد الإنسان بأنّه فعل أمراً ما بصورة خاطئة، لهذا يتوجّب عليه أن يُعيد عمله ليكون بالصّورةِ الصّحيحة، ومن هنا، فإنّ الوسواس يُدخِل الإنسان في حالةٍ لها بداية وليس لها نهاية من تكرار العمل دون أيّةِ نتيجةٍ تُذكَر، ممّا يُسبّب له الإرهاق والتّعب، كما يُسبّب الإزعاج لمن حوله في حال اتّخذ الوسواس الشّكل المَرَضيّ وكان زائداً عن الحدّ الطبيعيّ.

أسبابه

 الوسواسُ القهريُّ، وهو أحد الأمراضِ العصبيّةِ التي تَنتُج عن انفصال أجزاء الدّماغ في الإنسان عن بعضها البعض، وتحديداً بين الجزء الأماميّ والجزء العميق من الدّماغ، ممّا يدفعهُ إلى تكرار نفس العمل لمجرّدِ التأكّدِ منه ومن إتمامه على أكمل وجه، وحيثُ إنّ أسباب هذا المرض الفعليّة والمباشرة لا زالت قيد البحث والدّراسة، إلا أنّ هناك العديد من الفَرَضيّات التي وُضِعَت؛ كفرضيّة التّغييرات الكيميائيّة في الجسم، أو الفرضيّة التي تقول بأنّه ناتجٌ عن تراكم للأحداث أو الصّدمات أو الخبرات السّيئة التي أدّت إلى هذا الوسواس، أو أنّ السّبب هو أساليب التّنشئة الخاطئة من قبل الأهل، كالقسوة، والحرمان، والصّراعات، والإحباطات المُستمرّة، أو أنّ هناك نقصٌ في بعض المواد في الجسم، وما إلى ذلك من فرضيّات مُتعدّدة.

علاج الوسواس القهري   :

علاج الوسواس المَرَضيّ القهريّ قد يكون باستخدام طريقةٍ واحدة للعلاج، أو قد يدمجُ بين عدّةِ طرقٍ في آنٍ واحدٍ.

العلاج السلوكي   أظهرت هذهِ الطّريقة فعاليتها مع المُصابينَ بالوسواس القهريّ من الأطفالِ والبالغينَ، حيث أظهرت الأبحاثُ أنّ بعض طرق العلاج النفسيّة، كالعلاج السلوكيّ المعرفيّ، يُمكن أن تكون فعّالة كالدّواء لكثير من المُصابين، وهناك أنواع وطرق علاجيّة سلوكيّة تنجح لبعض المُصابين ويكون لها نتائجَ أفضل من استخدامهم للأدوية. إنّ للعلاج السلوكيّ المعرفيّ طرقٌ ووسائل مُتعدّدة، منها العلاجُ العقلانيّ العاطفيّ،

وطريقةُ العلاج المعرفيّةِ، والتّدريبُ على حلّ المُشكلاتِ، والتّدريبُ على التّعليم الذاتيّ لمهاراتِ التّعايشِ، وطريقة التوقّف عن التّفكير. تُشير الدّراسات إلى أنّ أساليب العلاج وتعديل السّلوك المعرفيّ تُغيّر في العمليّاتِ المعرفيّة عندَ الشّخصِ الذي يُطبّق عليه العلاج، مثل التّغيير في مفاهيمِهِ، ونظرتِه لنفسهِ، واتّجاهاتهِ.

العلاج بالأدوية هناك أدويةٌ مُعيّنةٌ تُستخدَم لمُعالجةِ الأمراضِ النفسيّةِ يُمكن أن تكون ذات فعاليّة في السّيطرة على الوساوس والسلوكيّات القهريّة التي تُميّز اضطراب الوسواس القهريّ. في مُعظم الحالات يبدأ علاج الوسواس القهري بمُضادّات الاكتئاب التي من المُمكن أن تكون فعّالة في العلاج، بحيث تعمل على رفع نسبة السّيروتونين التي قد تكون مُنخفضةً لدى الأشخاصِ الذين يُعانون من اضطراب الوسواس القهريّ. إن للأدوية النفسيّة آثارٌ جانبيّة ومخاطر صحيّةٌ مُحتمَلة، لذا فإنّه من المُهمّ أن يبقى الطّبيب النفسيّ على اطّلاع حول جميع الآثار والأعراض الجانبيّة التي تظهر على المريض عند أخذهِ للدّواء، كما يجب الالتزام بتوصياته فيما يتعلّق بتدابيرِ المُتابعةِ ومُراقبةِ المريض التي يجب الحرص عليها طوال فترة تعاطي الأدوية والمُعالِجات النفسيّة وخاصّةً الأدوية المُضادّة للذّهان

أخصائي نفسي

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟