المهارات التفاعلية عند الأطفال

أن يكون طفلك متميز بالذكاء التفاعلي والاجتماعي، فإن هذه الميزة تعد من الأشياء التي سوف تنعكس إيجابياتها على مختلف مراحل حياته وتفاصيلها، وقد بلغت أهمية هذه المسألة قيام العديد من المختصين والمؤسسات العلمية أو الاجتماعية بدراسة هذا الموضوع والوقوف على أهمية الذكاء التفاعلي وطرق تنميته سواء عند الأطفال أو الكبار.

أهمية التفاعل الاجتماعي لدى طفلك

يعد اتصاف طفلك بالذكاء الاجتماعي بمثابة ميزة أو موهبة أو قدرة خاصة سوف تكون سنداً وعوناً له في حياته الاجتماعية، ودافعاً له نحو النجاح والتفوق في حياته العملية، وذلك لما لها من أثر إيجابي على طفلك سواء من حيث علاقاته مع الآخرين ومكانته عندهم ونظرتهم إليه، أو من حيث توازنه النفسي والاجتماعي والعاطفي، وأثر كل ما سبق على تنمية باقي مجالات الذكاء لديه، ويمكن أن نذكر بعض فوائد الذكاء الاجتماعي، مثلاً:

  1. الذكاء التفاعلي وتنمية الشخصية الاجتماعية: حيث أن وجود الذكاء التفاعلي في شخصية طفلك يساهم إلى حد بعيد في تكوين شخصية سوية على المستوى الاجتماعي والنفسي والعاطفي، فهو يتفاعل مع الآخرين ويعيش معهم ويتعلم منهم ويتأثر بهم وربما يؤثر فيهم، وكل هذه الأشياء سوف تكوِّن لديه شخصية ناجحة اجتماعية مقبولة من الآخرين.

  2. أهمية الذكاء التفاعلي في بناء العلاقات مع الآخرين: الذكاء الاجتماعي التفاعلي يساعد طفلك في بناء شبكة علاقات جيدة مع الآخرين سواء بين أقرانه أو حتى في جعله شخصية جذابة ومحبوبة من قبل الكبار، وسوف تستمر معه هذه الميزة وفوائدها حتى بعد أن يتقدم بالعمر سواء في العمل أو العائلة أو تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية المختلفة.

  3. الذكاء التفاعلي والثقة بالنفس: قدرة الطفل على التفاعل مع محيطه بشكل جيد وبذكاء سوف ينمي ثقته بنفسه ومحبته لها عندما يجد نفسه ناجحاً على مستوى العلاقات ومحبوباً ومقبولاً من محيطه ومجتمعه.

  4. العلاقة بين الذكاء التفاعلي والرغبة بالنجاح والتفوق: الذكاء الاجتماعي يعد دافع للنجاح والتفوق عند الطفل، فهو يبحث عن تقديم صورة أفضل عن ذاته أمام الآخرين وسعيه نحو النجاح في واجباته أو دراسته وأي شيء آخر سوف يعطيه هذه الصورة التي يريدها ويستحقها.

  5. الذكاء التفاعلي والتوازن النفسي: بما أن الذكاء التفاعلي سوف ينتج استقراراً في العلاقات الاجتماعية وثقة بالنفس ونجاحاً وتفوقاً بشكل عام، فإن هذه النتائج جميعاً سوف تساهم بدورها في خلق شخصية متوازنة ومستقرة عند الطفل على المستوى النفسي والعاطفي.

  6. الذكاء الاجتماعي والقدرة على مواجهة ظروف الواقع: الطفل المتميز بالذكاء التفاعلي والاجتماعي يعد ذو قدرة أكبر على مواجهة ظروف الواقع التي قد تكون مجحفة أو قاسية في بعض الأحيان نتيجة لحالة الاستقرار الاجتماعي والتوازن النفسي الذي يتميز بهما صاحب هذا النوع من الذكاء.

كيف أنمي مهارة الذكاء التفاعلي لدى طفلي؟

لما لميزة الذكاء التفاعلي من آثار إيجابية على حياة الطفل الشخصية والاجتماعية؛ كثيراً ما نجد الأهل أو المربين أو حتى المنظمات المعنية بشؤون الطفل والتنمية أو مؤسسات البحث العلمي والاجتماعي، يتساءلون ويبحثون عن الطرق التي تساعد في تنمية هذه الخاصية عند الأطفال، وهنا نقول إن الأمر لا يحتاج إلى طريقة سحرية أو دواء محدد ذو تأثير ونتيجة مباشرين في هذا الإطار، وإنما يمكن من خلال اتباع عدة خطوات تربوية وتعليمية الوصول لهذه الغاية فمثلاً:

  • شارك طفلك في شؤون أسرته سواء المسؤوليات الاجتماعية وما قد تحتاج له من واجبات وأعمال، أو التفكير ومحاولة إيجاد الحلول لبعض المشاكل البسيطة التي تواجه الأسرة.

  • تشميل الطفل في برامج تعليم المواهب والمهارات مثل تعلم السباحة والبرامج الرياضية أو الفنية أو العديد من الأشياء الأخرى التي تناسب رغبات الطفل وميوله وقدراته.

  • تعليم الطفل سلوك المشاركة والعطاء فوجود قيم المشاركة والعطاء والتعاون عند الطفل يجعل منه شخصية محبوبة لدى الآخرين وخاصة عند الحديث عن أقرانه واكتسابه لهذه المكانة سوف يزيد من ذكائه التفاعلي والاجتماعي.

  • احجز لطفلك مكان في المناسبات والأنشطة الاجتماعية مثل الرحلات المدرسية العلمية أو الترفيهية، أو المهرجانات المحلية وحفلات الأصدقاء أنشطة المدرسة من أعمال تطوعية وخدمية أو تعليمية.

  • تنمية مهارات التواصل لدى الطفل كأن يتعلم اللغة بشكل جيد وبوقت مبكر بالإضافة لتنمية الصداقات والعلاقات الودية مع الآخرين بالإضافة للعلاقات العائلية مع الأقرباء وتعليمه آداب اللغة والكلام التي يجب أن تكون في حديثه.

  • اقترب أكثر من طفلك وذلك من خلال إتاحة الفرصة للطفل للتعبير بشكل أفضل عن مشاعره وآرائه وأفكاره وحاجاته والاهتمام بهذه الأشياء وجعلها من أولويات الأسرة.

  • تنمية مواهب الطفل فعندما يظهر الطفل قدرات أو مواهب معينة في أي من المجلات يجب عدم إهمال هذا الأمر والاعتناء بهذه المواهب وتنميتها لدى الطفل حتى يتمكن من تطوريها وبالتالي تقديم نفسه على أنه شخص فريد من نوعه أمام المجتمع.

  • شجع طفلك على المعرفة حيث أن حث الطفل على التعلم والمعرفة حول كل ما هو جديد بالنسبة له سوف يساهم في توسيع دائرة معارفه ومداركه وبالتالي زيادة خبرته في الحياة وما لهذا الأمر من انعكاس على شخصيته وعلى حضوره الاجتماعي وبالتالي ذكائه التفاعلي.

  • لا تستخف أبداً بالميول الانعزالية والانطوائية عند الأطفال التي قد تكون أعراض أولية لاضطرابات ومشاكل نفسية أو عقلية، لذك تأكد أنك تتابع نمو طفلك الإدراكي والاجتماعي مع الطبيب المختص وبشكل دوري.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟