المراهقة هي فترة معقدة ، ونحن نعرف ذلك. مرحلة من التطور القوي حيث يمكنك تسوية الهويات والقيم والمفاهيم الذاتية لدي الشاب… ومن هنا تأتي الحاجة لتجربة ومعرفة وضع نفسك في أدوار مختلفة . لذلك ، من المهم بشكل خاص أن يكون احترام المراهقين لذاتهم مرتفعًا وقويًا وصحيًا.
سيحدد تقدير الذات لدى المراهقين نوعية حياتهم في مرحلة البلوغ. هذه المقومات النفسية تؤسس جذور أساسيًة في شخصية الشاب في تلك المرحلة من التغييرات ، والتحديات والصعوبات التي سيحتاجها بلا شك
خلال فترة المراهقة ، تصبح الحاجة إلى التفكير بعمق في الذات أقوى. في المقابل ، ينضج الدماغ ويتم اكتساب مهارات جديدة. كل هذا يؤثر على عملية الحصول على هوية جديدة .
تقدير الذات والثقة بالنفس :
إنّ تقدير الذات والثقة بالنفس مفهومان مترابطان، ويمكن تعريف تقدير الذات على أنه تقييم المرء الكلي لذاته، إمّا بطريقة إيجابية أو بطريقة سلبية، وإنّه يشير إلى مدى إيمان الفرد بنفسه وبأهليته وبقدرته على تحقيق أهدافه وببساطة تقدير الذات هو بالأساس شعور الفرد بكفاءته، وبطريقة الفرد على الحكم على ذاته تتحقق الثقة بالنفس، فإن شعر الفرد نفسه قادرًا على التكيف المستمر ومؤهل لذلك، ويشعر تجاه نفسه بطريقة إيجابيّة، فهذا كله يشير إلى محبة أو كراهية الفرد لنفسه وبالتالي إما ازدياد الثقة بالنفس أو انعدامها، وتقدير الذات يشمل ثلاث أبعاد
الأول : التقدير الذات المادي، ويعتمد على نظرة الفرد لمظهره وقدراته البدنية،
الثاني : تقدير أداء الذات أي الأداء في العمل أو الأداء الأكاديمي وأيّ مَهمة أخرى،
الثالث : تقدير الذات الاجتماعي، أي العلاقات الشخصية والعلاقات الأسرية والأشخاص المهمين في حياتهم .
صفات المراهق المقدر لذاتةو الواثق بنفسة :
يوجد بعض الصفات التي تدل على أن الشخص يتمتع بتقدير الذات والثقة بالنفس، وتظهر هذه الصفات على سلوكاته وتعاملاته مع الآخرين ويمكن وصف الشخص الواثق بنفسه :
التصورات الذهنية: إن الشخص الذي يتمتع بتقدير الذات والثقة بالنفس يمتلك تصورات صحيحة وايجابية عن نفسه، ويدرك نقاط ضعفه ونقاط قوته، ويستطيع التعامل والتكيف معها وفق الظروف التي يوضع بها فهو واثق بنفسه وواثق أنه سيجد حلًا لكل شيء.
المبادرة : إن المبادرة عند الشخص الواثق من نفسه ليست مجرّد اتخاذ خطوة للأمام، بل تعني أنه مسؤول عن حياته، وأن سلوكه هي نتاج لقراراته وليس الظروف، فهو يبادر في اتخاذ قراراته ولا ينتظر الصدفة لتفعل ما تشاء.
الشخصية القيادية: إن الشخصية القيادية مرتبطة بشدة في الثقة بالنفس، فلا تكون لدى الفرد شخصية قيادية من دون أن يكون لديه ثقة بنفسه، فإن الشخص الواثق بنفسه قد وصل إلى مرحلة من النضج والتوزان في القرارت التي تؤهله للقيادة فهو يستطيع أن يفهم نفسه والعالم ويحقق ما يريده هو وما يريده الآخرون فيختاره الناس قائدًا عليهم.
التعاون: إن التعاون هو أساس الحياة الاجتماعية، فإنّ الشخص الواثق من نفسه متواضع ويطبق مبادئ التعاون الخلاق التجديد: لقد ذكر سابقًا أن الشخص الواثق من نفسه يعي نقاط الضعف التي لديه، لذلك يحاول دائما أن يجدد من نفسه ويغير من نقاط الضعف لتكون نقاط قوة .
كيفية زيادة الثقة بالنفس عند المراهقين
يُمكن مساعدة المراهقين على زيادة ثقتهم بأنفسهم من خلال اتباع ما يأتي:
توفير فرصٍ لتحقيق النجاح : من أفضل طرق غرس الثقة بالنفس عند المراهقين توفير خبرات ومواقف تُمكّنهم من اكتشاف نقاط قوتهم وتحقيق النجاح، ويتمّ ذلك من خلال تكليفهم بمسؤوليّات عائلية ينجحوا بها، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة في المجالات المختلفة دون إجبارهم على اختيار نشاط محدد حتّى لا يُصابوا بالإحباط في حال فشلهم فيه.
إشعارهم بالأمان والثقة: وذلك من خلال إظهار الحب غير المشروط للمراهقين والذي يُساعدهم على الشعور بالأمان ويزيد قدرتهم على حلّ ما يواجههم من مشاكل دون الاعتماد على غيرهم.
الثناء والتشجيع: يُساهم مدح المراهقين والثناء عليهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم، بشرط أن تكون تلك الإطراءات حقيقية.
الصبر: يحتاج تطوير الثقة لدى المراهقين إلى وقتٍ قد يصل إلى سنواتٍ من استكشاف نقاط القوة والضعف لديهم، ثمّ التركيز على نقاط القوة ودعمها، مع عدم التقليل من شأن المجالات التي يكونون فيها أقل ثقةً بالنفس.
الإيجابية: يجب تشجيع المراهقين على التغلّب على العقبات التي تواجههم، والتفكير بشكلٍ إيجابيٍّ لمواجهتها، والنظر إليها كطرّقٍ للتعلّم واكتساب الخبرات.
التواجد المستمر مع المراهق : على الوالدين إشعار المراهق بتواجدهم معه ووقوفهم إلى جانبه في جميع الأوقات، ومساعدته عند تحديد اختياراته وأهدافه وتشجيعه على تحقيقها.
تشجيع تميّز المراهق في مجال ما: يجب تقدير جهود المراهق عند إنجاز عمل يصعُب عليه القيام به، وتفهُّم وجود نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة لكلّ شخص.
دور الآباء في زيادة الثقة بالنفس عند المراهقين :
للآباء دور هام في بناء الثقة بالنفس عند المراهقين ، وذلك من خلال الأفعال والألفاظ الصادرة منهم تجاه أبنائهم المراهقين، إذ يُساعد دعم الآباء أبناءهم في تشكيل شخصياتهم؛ لذا عليهم الانتباه إلى الطريقة التي يتمّ بها التعامل مع أبنائهم المراهقين سواءً من قِبلهم أو من قِبل الآخرين، وتشجيعهم على النظر إلى أنفسهم بإيجابية ممّا ينعكس إيجاباً على مستوى ثقتهم بأنفسهم.
أهمية الثقة بالنفس عند المراهقين يتعرّض المراهقون لعدّة مواقفٍ قد تؤثّر على مستوى ثقتهم بأنفسهم عند محاولة مواجهتها ، ومن ثم تلك الجوانب و التغيّرات الجسديّة الحاصلة لهم خلال فترة نموّهم، وتكوين صداقاتٍ جديدة،
والمنافسة مع غيرهم، وضغط الأقران، والتغيّرات في الحالة العاطفية، وغيرها من القضايا،
حيث تنعكس كلّ تلك الجوانب على العديد من الأنشطة في حياة المراهق كطريقة تصرّفه في الأماكن العامة وأدائه الأكاديمي في المدرسة، وفي حال كان المراهق أكثر ثقةً بنفسه وتقبّلاً لها يستطيع مواجهة ما يعترضه من مواقف مؤذية بطريقة لا تؤثّر على مستوى ثقته بنفسه.
يكون المراهق الواثق من نفسه قادراً على تجنُّب المواقف والأشخاص غير المناسبين له واختيار ما يُناسبه فقط، إضافةً للعديد من الفوائد التي تعود عليه، ومنها ما يأتي:
– القدرة على اتخاذ قراراتٍ صحيحة.
-التمتّع بالعديد من الصفات الإيجابيّة؛ كالحزم، والحماس، والمثابرة، والتفاعل مع الآخرين.
-زيادة قدرة المراهق على مواجهة الحياة بتحديّاتها وتقلُّباتها، ومعالجة المواقف الصعبة التي قد يمرّ بها.
– أن تمتّع المراهق بالثقة وتقدير الذات يُساهم في تحقيق أهدافه في الحياة.
– زيادة قدرته على تكوين روابط وعلاقات اجتماعية أفضل.
-اتّصاف المراهق الواثق من نفسه بالقوة العقلية وقدرته على تحقيق السعادة.
صفات المراهق مع أنخفاض احترام الذات :
فإن السلوكيات التي تظهر علامات أنخفاض احترام الذات لدى المراهقين يرأسها :
عدم الثقة في أنفسهم وقدراتهم.
وهم يعتبرون أدنى من الآخرين, غير محترم ولا يقدر هذا يجعلهم يرفضون القيام بأنشطة جماعية يتعاونون فيها مع الآخرين.
يشعرون بعدم الأمان وخوف مشلول من الفشل.
في كثير من الأحيان ، فإنها تظهر علامات على عدم الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية.
في محاولته للتفوق ونظرا له حاجة مستمرة للفت الانتباه الغش والكذب.
- بي بيرفكت للطب النفسي
- أكاديمية كوريكتور
- أخصائي نفسي
- الولاء مكي