اللعب وأضطراب التوحد

اللعب كعلاج للتوحد

ما علاقة العلاج باللعب بأطفال التوحد؟… بعد أن تعرّفنا سويّة على التمارين الرياضية والأنشطة البدنية التي تساعد أطفال التوحد على تعزيز قوة جسدهم وقدراتهم الذهنية والعقلية، سنقوم الآن بالتحدّث عن طريقة علاجية مشابهة. تابعوا معنا تفاصيل العلاج باللعب لأطفال التوحد

اللعب بين الطفل الطبيعي وطفل التوحد
هناك فرق كبير بين أطفال التوحد والأطفال الطبيعيين فيما يتعلق باللعب، ولكن ما هو هذا الفرق؟ يتعلّم الأطفال الصغار بشكل عام الكثير من الأشياء عن طريق اللعب، ويمكننا أن نرى بأن الأطفال الطبيعيين يقومون ببناء مهاراتهم البدنية والاجتماعية من خلال اللعب. حيث يتيح لهم اللعب تجربة شخصيات مختلفة عن طبيعتهم والتعرف إلى مجموعة كبيرة من الأصدقاء.
بينما يمكننا أن نلاحظ بأن أطفال التوحد يقومون باللعب بطرق مختلفة كلّياً عن أساليب الأطفال الطبيعيين، حيث يقومون باللعب بمفردهم، حتّى أنهم يكررون اللعبة ذاتها دون هدف ويرفضون التجديد. لذا غالباً ما نرى أطفال التوحد معزولين وغارقين في وحدتهم، وغير قادرين على استكشاف قدراتهم واهتماماتهم بمفردهم.
يعتبر العلاج باللعب أداة مهمة لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد كي يصبحوا أكثر وعياً واكتمالاً، كما يمكن أن نراه كأداة مهمة لمساعدة الآباء على تعزيز ارتباطهم الفعّال بأطفالهم.

مفهوم العلاج باللعب
قد يجهل العديد من الأشخاص أن علاج اللعب في البداية كان وسيلة للعلاج النفسي الخاص بالأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية وأزمات القلق والأمراض العقلية، وبعد ذلك أصبح اللعب أداة يستخدمها الأطفال لفهم مشاعرهم وإيجاد آليات مناسبة للتكيف مع محيطهم.
أصبح اللعب طريقة علاجية يستخدمها المختصين مع الأطفال المصابين بالتوحد مع تطور العلم، وخصوصاً تقنية تسمى بـ “وقت الأرضية”. تعتمد هذه التقنية على تعزيز اهتمامات أطفال التوحد لتطوير مهارات العلاقات والتواصل لديهم. كما يوجد تقنية أخرى تسمّى بـ “مشروع اللعب” وهي نهج علاجي يستخدم اللعب من أجل بناء مهاراتهم أيضاً.

العلاج باللعب الفعّال
من المهم جداً أن يجلس المختص بالعلاج باللعب مع طفلك على الأرض ويشجّعه ويساعده على اللعب. على سبيل المثال، قد يقوم المختص بوضع الألعاب التي يحبّها طفلك أمامه ويجعله يختار اللعبة التي يجدها مثيرة للاهتمام. إن اختار طفلك لعبة على شكل قطار ليلعب بها، سيقوم المختص بعرقلته بقطار آخر، كي يصبح اللعب ذو هدف وكي يستجيب الطفل لهذا الفعل بشكل لفظي أو غير لفظي.

إن لم يكن طفلك يستجيب بشكل فعّال، فلا داع للقلق! سيقوم المختص بالبحث عن خيارات أخرى لجعل الطفل أكثر فاعلية أثناء اللعب. ستجدون أعزاءنا القراء بأن طفلكم سيبدأ باكتساب مهارات إبداعية وتفكيرية وسلوكية، كما أنه سيصبح أكثر قدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين.
ننصح أعزاءنا من الأمهات والآباء الذين لم يجدوا اختصاصياً أو مركزاً في مجال التعامل مع أطفال التوحد أو في مجال العلاج باللعب بأن يقوموا بهذا العلاج التعليمي بمفردهم في المنزل. يمكن للأهالي أن يقوموا بشراء مجموعة من الألعاب التفاعلية واستخدامها لبناء مهارات أطفالهم، وذلك عن طريق مشاركتهم باللعب وتمثيل أدوار مختلفة (تظاهروا بأنكم تقومون بالطبخ باستخدام أدوات طبخ مصغّرة مثلاً).

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟