الفضول عند الاطفال

ما هو المعنى العلمي لمفهوم التجريب؟ وما هي الوظيفة التي تؤديها تجارب الأطفال؟

الاختبار والتجريب هما سمة الطفولة وهما المنظار الذي يمكن الطفل من إلقاء نظرة قريبة على كل ما يحيط به، فمنذ الصغر يمكنك ملاحظة طفلك وهو يحاول تلمس كل الأشياء التي تقع بين يديه وينظر إليها عن كثب وربما يحاول تذوقها في كثير من الحلات، وربما تستغرب وتستهجن مثل هذه التصرفات وتحاول منعه في بعض الأحيان،لا داعي للقلق إنه التعلم من خلال التجربة.

 

دوافع الطفل للقيام بالتجارب المتنوعة

حدود الطفل المرتبطة برغباته وحاجاته وأفكاره من الصعب تقييدها وتحدديها، فالأطفال لا يعرفون المستحيل ولا يخشون المغامرات، فهم يرغبون في معرفة كل شيء وينظرون للحياة على أنها لعبة ومغامرة كبيرة، ومن هنا نجدهم يضعون كل طاقاتهم وقدراتهم ويوجهونها في التجربة والاختبار، وتقف العديد من الدوافع وراء هذه التجارب على اختلاف أهداف الطفل وغاياته من القيام بها، ومن هذه الدوافع:

  1. التقليد وعلاقته بالتجريب: في كثير من الأحيان نرى الأطفال يجربون سلوك الآخرين الذين يحبونهم أو يشعرون بالغيرة منهم من خلال تقليدهم ومحاكاة تصرفاتهم ومواقفهم، وهم في هذه التجربة يفهمون مشاعر الآخرين ويدركون أسباب تصرفاتهم ودوافعهم وبالتالي يتعلمون الكثير من الأشياء من خلال تجريب تقليد سلوك الآخرين.

  2. التسلية كأحد أهم دوافع التجريب: تعد المتعة والتسلية من أهم الدوافع التي تجعل الأطفال يقومون بالكثير من التجارب، فقد يجربون تمثيل الأدوار أو وضع أنفسهم في مواقف معينة ويحاولون التخلص منها وعلاجها.

  3. التجارب أثناء اللعب: اللعب هو شكل التجريب ووجهه الظاهر، والأطفال في ألعابهم يجربون كل شيء، فقد تجد الطفل يحاول إصلاح دمية ما أو يغير من قوانين لعبة مع أصدقائه وقد يحالون تعلم الرسم أو الكتابة والكثير من الأشياء من خلال اللعب والتجريب.

  4. التجريب والموهبة: بعض الأطفال الذين لديهم اهتمام أو ميل تجاه موهبة معينة، يجربون كل ما يتعلق بهذه الموهبة من خبرات كما قد يجربون أفكاراً جديدة بهدف إضافتها إلى معارفهم بقدرة معينة متعلقة بهذه الموهبة، كما في حالات الرسم أو الموسيقى أو الرياضة.

  5. حل المشاكل وتجاوز العقبات عن طريق تجريب البدائل: الأطفال وأثناء لعبهم أو حياتهم اليومية يتعرضون للكثير من المشاكل والعقبات، وهم أثناء بحثهم عن حلول لهذه العقبات يستخدمون التجريب كوسيلة لاختبار جودة هذه الحلول قبل تطبيقها بشكل نهائي.

فوائد تجارب الأطفال

الصفة الشمولية والعمومية لتجارب الأطفال تجعلها متضمنة للكثير من المواقف والخبرات التي يمكن أن تكون نافعة ومفيدة للطفل من ناحية، أو مضرة وسيئة من ناحية أخرى، وذلك تبعاً لما قد يتعلمه هذا الطفل من تجاربه وما قد ينتج من آثار خلال اختباره لمعظم الأشياء، وهنا كان لتجارب الأطفال العديد من الفوائد ويمكن ذكر البعض منها:

  1. التعلم والتجريب: كما سبق وأشرنا فإن التجربة هي أساس التعلم، فمن خلال التجريب يتمكن الطفل من تحليل وتركيب الأشياء التي يجربها فيتعرف أكثر على مضمونها وخصائصها، وهكذا حتى يصل لتكوين فكرة عامة عن الشيء الذي يجربه من حيث الشكل والمضمون والوظيفة والخصائص.

  2. التجريب وإشباع الفضول: من خلال التجريب يشبع الطفل فضوله المعرفي، فالكثير من الأشياء تغري الطفل ليلقى نظرة عليها مثل الألعاب أو المواقف وبعض الأدوار الاجتماعية، ومن خلال وضع هذه الأشياء تحت التجربة فإنه يشبع فضوله حولها ويتمكن أكثر من التعرف عليها.

  3. تنمية المعارف والخبرات من خلال التجارب: حيث أن كل معارف الأطفال تعتبر بسيطة ولم تنضج بعد، وهو من خلال التجارب التي يجريها يتمكن من تنمية هذه المعارف وتطويرها والحصول على خبرات أكبر عنها واختبارها على أرض الواقع وبالتالي زيادة ثقته بنفسه واحترامه لذاته.

  4. فائدة التجريب في توسيع المدارك وتنمية الذكاء: فالذكاء الغريزي عند الطفل لا يمكن تطويره وتنميته إلا من خلال القيام بالكثير من التجارب والاختبارات بغية توسيع المدارك والمعارف والخبرات وتكوين أفكار عملية عن اهتمامات الطفل وميوله.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟