الفشل فالحياة

الفشل سلاح ذو حدين.. قد يدفعك للعمل بكامل طاقتك لتجاوز تأثيرات الفشل ومن ثم النجاح، وقد يكون الفشل سبباً قوياً لليأس والاستسلام والإحباط، من ثم الانسحاب وعدم المحاولة مجدداً.

عادات للتغلب على الفشل

  1. تقبل ما تشعر به: عندما تفشل.. فمن المرجح أن الشعور مؤذي، بشكل قليل وفي بعض الأحيان يؤذيك كثيراً، لا بأس بهذه المشاعر، لا تحاول التخلص منها بتشتيت انتباهك أو من خلال محاولة دفع المسؤولية إلى بقية الظروف أو الأشخاص المحيطين بك، لأنك في أعماقك تعرف أن هذا الشخص المسئول عن فشلك هو أنت! ولا تحاول أن تتهكم على نفسك في لحظة فشلك، لكن عليك قبول ما تفكر وتشعر به، والسماح للأذى بأن يأخذ حقه في مشاعرك لفترة من الوقت بدلاً من محاولة رفضه أو إبعاده (كما اعتدت أن تفعل مع بقية المشاعر السلبية)، فإذا رفضت ما تشعر به من إحباط ومشاعر أذى بسبب الفشل؛ ستظهر هذه المشاعر في أوقات غير متوقعة في وقت لاحق، ويمكن أن تجعلك شخصاً مزاجياً أو متشائماً أو غاضباً أو حزيناً.

  2. تذكر أنك لست فاشلاً لمجرد أنك تعرضت لانتكاسة: عندما يكون لديك انتكاسة، من السهل التفكير في أنك ستظل تفشل في هذا المجال من حياتك دائماً، ومن السهل أن تبدأ التفكير بأنك فاشل بالفعل، فلا تقع ضحية لهذه الفكرة، وبدلاً من ذلك ذكّر نفسك بما يلي:

    • فقط لأنك فشلت اليوم أو أمس، لا يعني أنك ستفشل في المرة القادمة.

    • الحقيقة هي أن هذا الفشل لن يستمر لبقية حياتك إذا واصلت المضي قدماً، كذلك إذا اتخذت إجراءً واستمريت في التعلم ولم تصنف نفسك بأنك نوع من الأشخاص الفاشلين.

    • رؤية ما هو سلبي كشيء مؤقت، بدلاً من شيء دائم، هو مفتاح أساسي لترسيخ عادة التفاؤل وللمضي قدماً في الحياة.

  3. تعلّم من الفشل: انظر إلى الفشل كقيمة وشيء يمكنك استخدامه للتحسن، بدلاً من كونه ضربة ونكسة كبيرة، وأبسط الطرق وأكثرها فائدة للقيام بذلك، هي أن تطرح على نفسك أسئلة أفضل، بدلاً من الأسئلة الشائعة لحالات الفشل، والتي ترسلك إلى دوامة السلبية، وهذه الأسئلة الأفضل مثل:

    • ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنني تعلمه من هذا الفشل؟

    • كيف يمكنني تعديل العمل على مهاراتي؛ لتجنب هذا الفخ أو ارتكاب نفس الخطأ، وهل من المحتمل أن أكون أفضل في المرة القادمة؟

    • ما الشيء الذي يمكنني فعله بشكل مختلف في المرة القادمة؟

      خذ بعض الوقت للإجابة على هذه الأسئلة وكن صادقاً مع نفسك وأنت تجيب عليها، والشيء المهم هو البدء في التفكير في الفشل من هذا المنظور، وأن تكون بناءً بشأن الفشل؛ بدلاً من الوقوع في الإنكار أو السلبية أو اللامبالاة.

  4. تذكر أن أي شخص يريد أن يفعل أشياء ذات قيمة في الحياة.. سيفشل: عندما تسمع عن نجاحات الناس، فلا بد أن تعلم أنه كان لديهم العديد من الانتكاسات والفشل، قد تبدو قصة نجاح شخص ما مشرقة وسريعة، كما يقال في وسائل الإعلام أو نظنه نحن، لكن الواقع والطريقة المفيدة للتعامل مع الفشل؛ تكون كما قال لاعب كرة السلة الأمريكي الشهير مايكل جوردان: “لقد فاتني أكثر من 9000 تسديدة في مسيرتي، لقد خسرت ما يقرب من 300 مباراة، ولـ 26 مرة.. تم الوثوق بي لأخذ فرصة الفوز في المباراة وضيعتها، لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي، وهذا هو سبب نجاحي”.

  5. تحدث عن إحباطك وفشلك: وهي عادة قوية للتعامل مع التداعيات العاطفية والأفكار التي تأتي بسبب الفشل، وعليك إخراجها من خلال التحدث عنها إلى شخص قريب منك، من خلال التنفيس عن مشاعرك السلبية بينما يستمع الشخص الآخر فقط، ومن خلال إجراء محادثة حول الموقف الذي فشلت به، يمكنك رؤيته من منظور آخر ومن خلال عيون شخص آخر، كما يمكن لهذا الشخص أن يساعدك على التأقلم على أرض الواقع مرة أخرى، لتشجيعك وربما حتى لإيجاد طريقة للمضي قدماً.

  6. ابحث عن الإلهام والدعم من عالمك: بمعنى التعلم من أولئك الذين ذهبوا إلى حيث تريد الذهاب، واختاروا الدرب الذي اخترته في الحياة، اقرأ عن كيفية تعاملهم مع النكسات والفشل والإحباط، قبل أو أثناء نجاحهم وتحقيقهم أهدافهم، أو يمكنك ببساطة الاستفادة من حماس أو تحفيز شخص آخر من خلال الاستماع إلى قصص النجاح، قد لا يتعلق هذا بالتحدي الحالي، لكن يمكن أن يساعدك على ضبط مزاجك وعقليتك إلى التفاؤل مرة أخرى.

  7. المضي قدماً: تعلم ألا تقضي وقتاً طويلاً في التفكير بالفشل الذي حصل، وحاول أن تضع خطة عمل وتقسمها لخطوات صغيرة؛ كي تعتاد على مكافحة شعور الخوف من الفشل مجدداً.

  8. تعزيز احترامك لذاتك: ما سيساعدك على التعامل مع النكسات هو تحسين تقديرك لذاتك، بحيث لا يصبح الفشل شيئاً يؤثر عليك بسلبية، بل يساعدك على تعزيز احترام الذات لرؤية ما حدث بمزيد من الوضوح وتحمل المسؤولية الشخصية عن الفشل، أو عندما يكون حظك سيء ولم تتوقعه، هذا ما يساعدك على عدم التفكير في أن كل شيء يسير في حياتك كخطأ بنسبة 100٪.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟