العنف تجاة أولادنا ……

يوميًا نقرأ عن العنف الأسري الموجه ضد الأطفال، حوادث بشعة انتهاكات مروعة .

تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الأطفال أيّ الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عام قد يكونوا عرضةً لنوعين أساسيين من العنف؛

النوع الأول : بسوء المعاملة من قِبل الوالدين أو غيرهم من مُقدّمي الرعاية، وعادةً ما يتعرّض لهذا النوع من العنف الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 14 عام .

النوع الثاني : يُقصد به ذلك العنف الذي يحدث في البيئات المجتمعية بين المراهقين، وعادةً ما يتعرّض لهذا النوع من العنف الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عام.

العنف تحت مسمي التربية

عند ذكر مصطلح “العنف الأسري” عادة يتبادر للأذهان نماذج كالاعتداء الجنسي وزواج الأطفال والختان وعمالة الأطفال. يتغافل الكثيرون عن العنف غير الصريح الذي يمارسه البعض في حق أطفالهم تحت مظلة التربية، فيما يعرف باسم التأديب العنيف، ومدى تأثير هذا العنف على الأطفال.

نحو 87% من إجمالي الأطفال عينة دراسة المجلس القومي للمرأة ويونيسيف مصر، ضحايا للعنف النفسي، و60% منهم ضحايا للعنف الجسدي.

ما هو التأديب العنيف؟

الشكلان الأساسيان للتأديب العنيف هما

العقاب التأديبي البدني و العنف النفسي.

 المعروف بأسم “العقاب البدني ” إلى أي عقوبة تُستخدم فيها القوة البدنية،لإحداث أي درجة من الألم أو عدم الراحة. ويشمل مثل: القرص أو الضرب أو الضرب باليد أو بالعصي أو أي أدوات أخري .

ويشمل التأديب النفسي العنيف استخدام العدوان اللفظي، والتهديد، والترهيب، والتشهير، والسخرية، والذنب، والإذلال، ونبذ الحب أو التلاعب العاطفي للسيطرة على الأطفال.

 

ما مدى ظهور  التأديب العنيف في الاسر أ, عند مقدمي الرعاية للأطفال ؟

يعتمد العديد من مقدمي الرعاية على استخدام الأساليب العنيفة ضد الأطفال، لمعاقبة السلوكيات غير المرغوب فيها وتشجيع السلوكيات المرغوبة.

ما هو العنف النفسي ضد الأطفال؟

العنف النفسي هو سلوك متعمد ينقل للأطفال رسالة سلبية بأنهم عديمو القيمة،و مليئون بالعيوب و غير محبوبين و غير مرغوب فيهم،ومهددون بالخطر، أو أن قيمتهم مشروطة بمدى تلبيتهم لاحتياجات الآخرين .

ويظهر العنف النفسي شكل الإهانات و السب و التجاهل و العزل و الرفض و التهديد و اللا مبالاة العاطفيةو يتضمن اللوم والتقليل من الشأن والإهانة والتخويف والترهيب .

بمعنى أن العنف النفسي هو سلوك يضر – في الحال أو المستقبل- باحتياجات نمو الطفل ويهملها، مما قد يتسبب في ضرر نفسي للطفل .

جزء كبيرة من مقدمي الرعاية والآباء لا ينتبهون لتأثير العنف الأسري على الأطفال ومدى الضرر الذي يلحق بالاطفال من تلك الأساليب السيئة في نفسيتهم.

نسبة كبيرة منهم لا يستخدمون تلك الأساليب بنية متعمدة لإلحاق الضرر . التعرض للتأديب العنيف أمر مرفوض في جميع المراحل العمرية للطفل، وفي سن مبكرة يمكن أن يكون ضارًا بشكل خاص، نظرًا لزيادة احتمالية حدوث إصابات جسدية، وكذلك عدم قدرة الأطفال على فهم الدافع وراء هذا العنف غير المبرر.

الآثار النفسية للعنف ضد الطفل يُمكن أن يتسبّب تعنيف الأطفال أو إساءة معاملتهم أو إهمالهم بمجموعة كبيرة من المشكلات والعواقب النفسية لهم؛ كالشعور بالتهميش، والخوف، وانعدام الثقة، والاكتئاب، وهو ما يُمكن أن يتحوّل لاحقاً إلى صعوبات تعليمية وصعوبة في تكوين العلاقات والحفاظ عليها،

وقد حدّد الباحثون أهم الآثار النفسية الناتجة عن إساءة معاملة الأطفال وهي كالآتي:

ضعف المهارات الإدراكية والوظائف التنفيذية:

فالأطفال الذين يُعانون من العنف وسوء المعاملة معرّضون لمواجهة مشكلات إدراكية، مثل: صعوبات التعلّم وضعف الانتباه أو التركيز، كما أنّهم معرّضون لإعاقات في الوظائف التنفيذية للدماغ، مثل: الذاكرة العاملة، وضبط النفس، والمرونة المعرفية.

خلل في الصحة العقلية والعاطفية:

فالأطفال المعنَّفون من الأشخاص المقرّبين لهم يكونون أكثر عُرضةً للاضطرابات النفسية خاصةً في مرحلة البلوغ، مثل: الاكتئاب، والقلق، ممّا قد يدفعهم إلى التفكير ببعض السلوكيات السلبية، مثل: الانتحار وتعاطي المخدرات. مواجهة بعض الصعوبات الاجتماعية: حيث يُعاني الأطفال الذين يتعرّضون للعنف والإساءة من بعض الصعوبات والاضطرابات الاجتماعية التي قد تؤثّر عليهم بشكل سلبي مستقبلاً، خاصةً فيما يتعلّق بقدرتهم على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية إيجابية في وقت لاحق من حياتهم، ومن أشهر  الاضطرابات الاجتماعية التي يواجهها الأطفال المعنَّفون التعلّق الزائد بأشخاص مُعيّنين خلال مرحلة الطفولة وفي الغالب يكونوا من الأشخاص المقرّبين، واكتساب سلوكيات عدوانية وعنيفة خلال مرحلة البلوغ.

اضطراب ما بعد الصدمة:

يُقصد بهذا الاضطراب ظهور أعراض معينة لدى الأطفال الذين تعرّضوا لسوء المعاملة، مثل: المعاناة المستمرّة من الأحداث الصادمة ذات الصلة بالعنف، وتجنّب الأشخاص والأماكن والأحداث المرتبطة بواقعة العنف، بالإضافة إلى ما ينتابهم من مشاعر سلبية، مثل: مشاعر الخوف، والغضب، والخجل، والمزاجية، وغيرها.

الآثار الاجتماعية للعنف ضد الطفل :

وُجد أنّ تعرّض الأطفال لمواقف  سلبية وغير آمنة يؤدّي إلى إحداث تغيير في عملية النمو الطبيعية للأطفال، الأمر الذي قد يؤثّر بشكل كبيرعلى قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين وتكوين علاقات صحية معهم خلال مراحل حياتهم المختلفة،

ومن أبرز المشاعر والاضطرابات التي تظهر على الأطفال الذين تعرّضوا لإساءة المعاملة أو العنف والتي تؤثّر على حياتهم الاجتماعية سلباً ما يأتي:

فقدان إحساس الأمان الذي توفّره الأسرة الطبيعية.

افتقارهم للمهارات اللازمة لحلّ المشكلات والسيطرة على الغضب والسلوك العدواني.

مشاعر الاستياء تجاه الطرف الجاني (المعنِّف).

العزلة عن الأصدقاء والأقارب، والخجل،

والقلق المفرط من أيّ خطر محتمل.

مواجهة صعوبة في الثقة بالبالغين.

تجنّب المشاركة الاجتماعية، أو الانخراط في أيّة فعاليّات وأنشطة اجتماعية لتجنّب إمكانيّة التعرّض للمواقف المحرجة.

فقدان الشعور بالتعاطف مع الآخرين أو محاولة فهم شعورهم.

المعنفون يصبحوا آباء عنفين وأشخاص عدوانين في الحياة عموما 

الآباء الذين تعرضوا للإساءة في مرحلة الطفولة، لديهم احتمالية أكبر للتعايش مع أزواج مسيئين، ويفشلون في حماية أطفالهم من الإساءة الموجهة من الشريك الآخر.

 

علاج ظاهرة العنف  :
تنظيم الندوات؛ لزيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي، والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين تجاههم.
محاربة ظاهرة عمالة الأطفال في مختلف مجالات العمل.
أستغلال الدور الإعلامي في حل ظاهرة العنف.
إيجاد حلول ناجحة لتسرب الأطفال من المدارس. توفير وسائل الترفيه السليمة للأطفال. التعزيز من الحريات في المجال السياسي.
وضع برامج تثقيفية حول أسلوب الحوار والنقاش؛ لحل المشكلات الأسرية، للمقبلين على الزواج.
تطبيق تعاليم الإسلام في الحياة الأسرية.
إشباع الحاجات النفسية والمادية والاجتماعية والسلوكية لأفراد الأسرة.
تجنب الأسباب الموصلة للعنف الأسري، مثل التميز بين الأبناء، وتعدد الزوجات، والسماح للأهل والأقارب بالتدخل في الشؤون الخاصة بالأسرة.
عدم الاعتماد على المربيات الأجنبيات في تربية الأبناء؛ الأمر الذي يؤدي إلى نقل ثقافة مغايرة عن ثقافة أسرة الطفل.
تكوين مؤسسات تهتم بشؤون الأسرة.
إدراج قونين حماية الأسرة والوقاية من العنف في جميع مناهج المراحل التعليمية. القضاء على البطالة.
وجود محاكم خاصة للبت في قضايا العنف،
وتشديد العقوبات المترتبة على القائمين به.
كيف أحمى طفلي؟
البيوت الآمنة
الحل الأول والأصعب هو الانسحاب التام والسريع من البيئة السيئة ، للحفاظ على نفسية الأطفال.
 أما البقاء في البيئة المسيئة يزيد من معدلات الخطر تجاه هؤلاء الأطفال .
بعض مقدمي الرعاية من النساء المسيئات لا يستطعن ترك البيئة المسيئة، لظروف اقتصادية واجتماعيه وثقافية. فيصبح الحفاظ على سلامة أبنائهن النفسية أمرًا صعبًا. وهنا من المهم أن تطلبي المساعدة والمشورة.
الدعم النفسي الذي ستحصلين عليه سينعكس بشكل مباشر على سلامة أطفالك النفسية.
الاستمرار في الصمت وتقبل العنف الواقع على الأطفال، لن يؤدي إلا إلى مزيد من دوائر العنف المجتمعي. كأم معنفة اكسري هذه الدائرة، ولا تجعلي أطفالك حلقة جديدة فيها. إذا أجبرتك الظروف على الاستمرار في بيئة سامة لا تكوني أنت طرفًا مسيئًا فيها. صب شحنات الغضب التي تمرين بها على أطفالك، وتوجيه اللوم لهم، لن تنتج إلا آباء مسيئين جددًا وأمهات معنفات جديدات، ليستكموا دائرة العنف المفرغة.
تدفع المشاعر والاضطرابات السلبية الواردة أعلاه المراهقين إلى انتهاج سلوكيات اجتماعية سلبية في بعض الأحيان؛ كالانضمام للعصابات، أو الانخراط في جماعات منحرفة أخلاقيّاً وسلوكيّاً .

هيا لنتشارك معا في هذا الفيديو للتوعية ضد العنف 

دمتم بوعي نفسي تجاة أولادكم 

بي بيرفكت للطب النفسي

أكاديمية كوريكتور 

أخصائي نفس وتعديل سلوك 

الولاء 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟