العلاج الجماعي النفسي للاطفال

عندما نتجاهل مشاعر الأطفال المؤلمة ولا نتحدث عنها، فإن ذلك قد يؤدي إلى انتهاج الطفل سلوكيات عدوانية أو إصابته بأعراض عصبية. فالأطفال لا يملكون قدرات داخلية تمكنهم من التعامل على نحو صحيح مع مشاعرهم المؤلمة لتجنب تبعاتها السيئة عليهم. وللتعامل مع المشاعر على هذا النحو الصحيح، فإن الأطفال يكونون بحاجة لمساندة شخص بالغ لا يألوا جهدًا في الاستماع إليهم وتفهم مشاعرهم والنظر للأمور بمنظارهم.

رأي الأطفال في العلاج الجماعي 

بغض النظر عن الاعتبارات التشخيصية، يستطيع الطفل الراغب في الانضمام إلى مجموعة ما ويظهر الفضول للتعرف إلى بنيتها أن يستفيد من هذا الانضمام بشكل أكبر من هذا الذي يتردد في قبول الفكرة أولا ثم يقبلها تحت ضغط الوالدين أو غيرهما. ولكنه من الممكن مع هذا إشراك طفل يمانع في هذا الالتحاق في جلسات تمهيدية للكشف عن خلفية تلك التخوفات.

 

كيف يتعامل الطفل مع الضغط النفسي 

قد يتسبب الأطفال ذوو الطبيعة المفرطة في النشاط وهؤلاء الذين يلجؤون إلى العداء الجسدي عند أدنى تحريض في جعل الأطفال الآخرين في المجموعة يتصرفون بالشكل ذاته. من الممكن احتواء درجات متوسطة من هذا النمط من الاضطراب السلوكي، ولكن وجود العديد من مثل هؤلاء الأطفال في المجموعة قد يجعل المعالج عاجزا عن تسوية الأمور بشكل سليم.

في المقابل، إن الأطفال الذين يتعاملون مع الضغط بينهم وبين الآخرين بشكل مفرط في الهدوء والانضباط -كهؤلاء الذين يعانون من الرهاب واضطرابات الوسواس واضطرابات الطعام واضطرابات نفسية جسدية وحالات القلق والاكتئاب- قد يستفيدون من المجموعة الدينامينفسية إن استطاعوا أن يتغلبوا على قلقهم من جراء فقدان المجموعة للهيكلية. يميل هؤلاء الأطفال إلى الاعتماد بقوة على الدفاع عن النفس عن طريق عقلنة خططهم بادئ ذي بدء، ولكنه من الممكن إقناعهم باعتماد طرق للرد تخفف من وطأة أعراضهم المرضية وتـغير من سلوكهم.

 

تحضير الطفل لينضم إلى المجموعة

إن الشكل المثالي لمناقشة موضوع العلاج الجماعي هو مع عائلة الطفل. يلي هذا اللقاء جلسات تحضير للطفل بمفرده خصوصا إذا كان قد تعرض إلى تجربة سيئة في العمل الجماعي سابقا، كالمدرسة مثلا.

من المفضل تهدئة تخوف الطفل من هذا الأمر عن طريق وصف مفصل لأعمار وأجناس الأطفال المشاركين في هذه المجموعة والتعرض إلى بعض المشكلات التي يعانون منها. قد يساعد هذا الإجراء على التخفيف من وطأة القلق لدى الطفل عندما يشاهد حالات قصوى من الخلل النفسي أو السلوكي لدى باقي أفراد المجموعة. يرتاح الآباء عادة إلى العناية التي يتوخاها المعالج في جمع عدد من الأطفال الذين قد يساعد بعضهم بعضا.

قد يبدو العلاج لكثير من الأطفال وكأنه إجراء يتم التحدث خلاله عن جوانب مؤلمة من حياتهم. قد يكون من المفيد أن يعلم الطفل بأن ليس هذا ما سيحصل وبأنه لا يتوقع منه أن يتكلم عن أي شيء، حتى يشعر بالرغبة في ذلك. قد يجد بعض الأطفال المتعة في فكرة مساعدة الأطفال الآخرين، وقد يجعلهم هذا يشعرون ببعض التحكم في الأمور في وضعية قد تكون صاعقة. يتم التأكيد على أن سرية المجموعة هي من الأمور الجدية والمهمة، وأن التداول في هذه الموضوعات ليس جائزا خارج محيط المجموعة، وأن السلوك العدواني هو من المحرمات. تـطمئن تلك السياسة الأطفال والآباء على حد سواء.

التجهيز من أجل المجموعة

– يجب وصف المجموعة للوالدين وشرح المبادئ التي ستقوم عليها.

– يجب تحضير الطفل للالتحاق بالمجموعة عن طريق جلسة معه أو أكثر.

من المفيد تقديم علاج مواز للوالدين (على شكل مجموعة)

– اختيار أطفال لديهم المقدرة على التعاطف مع الآخرين واللعب أو التحدث المتعاون.

– يجب عدم ضم أكثر من طفل ذي نشاط مفرط في المجموعة.

– يستفيد الأطفال الذين يعانون من مشكلة معينة إذا كان لأحد المعالجين دراية متخصصة بتلك المشكلة.

– يجب تخصيص بعض الوقت منذ البداية كي تتم مناقشة الأمور أو الإشراف عليها.

العوامل العلاجية في العلاج الجماعي

– ملاحظة الطفل أنه ليس وحيدا.

– توفر المجموعة للطفل فرصة لقص قصة مرضه ومختبرا اجتماعيا ومرآة ومستودعا.

– التفسير.

– كون المجموعة مرحلة انتقالية.

– عامل حب الخير.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟