العادة السرية قبل البلوغ (1)

إن اكتشاف المناطق الحساسة أو الأعضاء الجنسية عند الأطفال مرحلة تطورية طبيعية لا بد منها، بل إن عدم مرور الطفل بهذه المرحلة قد يكون مؤشراً على مشكلة تحتاج لعلاج، وجزء من التطور الجنسي لدى الأطفال هو ممارسة العادة السرية أو فرك المناطق الحساسة، ما يثير قلق الأمهات والآباء، وتساؤلهم إذا ما كانت العادة السرية عند الأطفال حالة طبيعية أم لا.

متى يبدأ الطفل بممارسة العادة السرية؟

تبدأ علامات الإدراك الجنسي عند الأطفال فعلياً في عمر السنتين تقريباً وحتى عمر أربع سنوات، حيث تظهر على الأطفال -الذكور والإناث- مجموعة من التطورات الجنسية الإدراكية الطبيعية، منها مثلاً لمس أعضائهم التناسلية، مراقبة الآخرين أثناء تبديل ملابسهم، ومحاولة لمس الأعضاء التناسلية لأطفال آخرين أو لأحد الأبوين.
وعادةً ما تتحول ملامسة أو مداعبة وفرك الأعضاء التناسلية عند الطفل إلى “سريَّة” بين السنة الخامسة والسادسة، تزامناً مع ميل الطفل إلى الاستحمام وحده وخجله من تبديل ملابسه أمام الآخرين، وتزايد فضوله الجنسي.

إذاً يمكن القول أن الطفل يبدأ بممارسة العادة السرية أو مداعبة وفرك أعضائه التناسلية بمجرد أن يكتشف اللذة أو الراحة أو الاسترخاء الناتج عن هذه المداعبة، وعادةً ما يكون ذلك في عمر سنتين لدى معظم الأطفال وقد يتأخر أكثر، وترتبط نوعية ومدى ممارسة الطفل للعادة السرية بطريقة تعامل الأهل مع الموضوع من جهة، وبمدى استقرار البيئة التي يعيش بها الطفل من جهة أخرى، لكن هذه المؤثرات تقل فاعليتها بعد سن البلوغ، حيث تصبح ممارسة العادة السرية واعية وذات طبيعة جنسية واضحة.

أسباب ممارسة الأطفال للعادة السرية

ابني يداعب أعضاءه التناسلية، لماذا يقوم الأطفال بالاستمناء أو ممارسة العادة السرية قبل البلوغ؟
اتفقنا أن ممارسة العادة السرية تعتبر سلوكاً عاماً بعد البلوغ؛ لكنها أقل شيوعاً لدى الأطفال ما قبل البلوغ وإن كانت سلوكاً طبيعياً وشائعاً أيضاً، ولا بد أن يعرف الأهل الأسباب التي تدفع الطفل لمداعبة الأعضاء التناسلية أو سبب ممارسة الطفل للعادة السرية:

  • مداعبة الأعضاء الجنسية عند الأطفال أو ممارسة العادة السرية لا تعتبر أمراً خطيراً أو غير طبيعي، إلا إذا كان الطفل يمارس العادة السريّة بشكل علني بعد تجاوزه ست سنوات، أو كان يمارس العادة السرية بشكل مفرط.

  • لا يوجد أسباب طبيَّة لممارسة العادة السرية عند الأطفال الصغار، فالحكة أو الاحمرار أو المشاكل الصحية في المناطق التناسلية لا علاقة لها بممارسة العادة السرية ويجب النظر إليها بشكل منفصل، حيث لا بد من استبعاد الأسباب المرضية قبل الحديث عن ممارسة الطفل للعادة السرية.

  • العادة السرية سلوك مريح ومهدِّئ، لذلك قد يلجأ الأطفال قبل البلوغ إلى ممارسة العادة السرية في حال تعرضهم للضغط والإجهاد، وكذلك يفعل المراهقون والراشدون،

  • على الرغم من فطريَّة مداعبة الأعضاء الجنسية عند الأطفال لكنهم قد يتعلمون المزيد عن العادة السرية من أقرانهم أو من التلفاز والانترنت، وقد يبدؤون بالربط بين العادة السرية ومشاهدة المقاطع الإباحية في مرحلة مبكرة.

  • بعض العادات السيئة التي يقوم بها الأهل عن حسن نية أو عن نية خبيثة قد تلعب دوراً بتعويد الطفل على العادة السرية أكثر، في كتابه ثلاث مقالات في النظرية الجنسية ذكر سيجموند فرويد مثلاً أن الأمهات العاطلات عن الضمير يقمن بمداعبة الأعضاء التناسلية للرضع والأطفال الصغار كي يناموا بشكل أسرع! [4].

  • قد يكون الوعي المبكر بالرغبة الجنسية والانشغال بممارسة العادة السرية عند الأطفال مؤشراً على تعرضهم للتحرش أو الاعتداء الجنسي؛ اللفظي أو الجسدي، بالإكراه أو بالابتزاز العاطفي.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟