كيف نفرّق بين الطبيب النفسي والمعالج النفسي؟
يخلط الكثير من الناس بين المهام والمسؤوليات الخاصة بالطبيب النفسي والمعالج النفسي، حيث يتشابه الاختصاصان في التوجه نحو نفس الفئة من المرضى ذوي المشاكل النفسية، ويقومان ببعض المهام المتشابهة إلا أنّ الخلفية العلمية التي يحتاجان إليها لأداء هذه المهام مختلفة، وسنوضح ذلك في السطور التالية.
الطبيب النفسي والمعالج النفسي في التعليم الجامعي (فرق الدراسة الأكاديمية الطبيب والمعالج النفسي)
يتلقى الطبيب النفسي دراسته في كلية الطب، ثم يكمل التدريب في اختصاص الطب النفسي في أقسام الطب النفسي في المستشفى، التي تتعامل مع مجموعات واسعة من المرضى من كل الفئات العمرية (الأطفال والبالغين)، الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو صعوبات عاطفية أو أي نوع آخر من الاضطرابات النفسية، وخلال الإقامة في المستشفى يتلقى الأطباء التدريب والممارسة في كيفية تشخيص وعلاج الحالات النفسية المختلفة، على سبيل المثال لا الحصر:
-
اضطراب ما بعد الصدمة: (PTSD) اختصاراً لـ (Post-traumatic Stress Disorder)، وهي حالة عقلية من استرجاع الأحداث في الماضي والكوابيس والقلق الشديد، وغالباً ما تحدث بعد صدمات ومواقف عصيبة في الحياة.
-
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: (ADHD) اختصاراً لـ (Attention Deficit Hyperactivity Disorder).
-
انفصام الشخصية: (Schizophrenia).
-
اضطراب ثنائي القطب: (Bipolar Disorder) وغيرها.
يتلقى الطبيب النفسي تدريباً على مجموعة من العلاجات النفسية القائمة على الأدلة، بما في ذلك العلاج المعرفي السلوكي (CBT) اختصاراً لـ (Cognitive Behavioral Therapy)؛ وهو منهج علاجي حديث، أثبت أنه يتمتع بمستوى عالٍ من الفعالية في علاج مجموعة واسعة من الحالات النفسية، بما في ذلك اضطرابات القلق والاضطرابات الجسدية والتوتر، ويركز منهج الـ ((CBT على مساعدة الناس في التغلب على الأفكار السلبية وأنماط التفكير المعقدة.
ويتلقى بعض الأطباء النفسيون تدريبات إضافية في مجال معين من المجالات التخصصية أيضاً مثل:
-
الطب النفسي للشيخوخة.
-
الطب النفسي للأطفال والمراهقين.
-
الإدمان وغيرها من المجالات.
أما المعالج النفسي فتعليمه في تخصص علم النفس، ويتابع للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة (PhD) اختصاراً لـ (Doctor of philosophy)، أو يتابع للحصول على درجة الدكتوراه في علم النفس (PsyD) اختصاراً لـ (Doctor of psychology).
تتطلب معظم دراسات برامج الدكتوراه فترة تدريب إضافية مدتها عام أو عامين، من أجل الحصول على الترخيص الكامل في المعالجة، وخلال دراسته يأخذ المعالج النفسي دورات تدريبية عديدة في المجالات التالية:
-
تنمية الشخصية.
-
أساليب البحث النفسي.
-
أساليب العلاج الحديثة.
-
العلاج المعرفي والعلاج السلوكي.
-
النظريات النفسية.
علاقة الطبيب والمعالج النفسي بالمريض
الطبيب النفسي والمعالج النفسي في التعامل مع المرضى
عادةً ما يتم تدريب كل من الطبيب النفسي والمعالج النفسي على تطبيق العلاج النفسي كل حسب مؤهلاته، حيث يبدي المعالج النفسي اهتماماً كبيراً بعادات المريض مثل؛ الروتين اليومي وعادات الطعام والنوم وطبيعة الأفكار، التي تراود المريض النفسي خلال النهار، في حين يهتم الطبيب النفسي أولاً باستبعاد أي أمراض جسدية قبل البدء بتشخيص الحالة النفسية للمريض على سبيل المثال (سيطلب الطبيب من مريض يشكو الاكتئاب تحاليل خاصة بـ فيتامين د وهرمونات الغدة الدرقية) قبل تشخيص المريض بـ مرض الاكتئاب النفسي، حيث أن وجود اختلاف في مستويات هذه المواد في الدم، قد يسبب اضطرابات نفسية عديدة كالاكتئاب و تقلب المزاج .
كيف يعمل الطبيب النفسي والمعالج النفسي معاً في حل وعلاج المشاكل النفسية؟
يلعب كل من الطبيب النفسي والمعالج النفسي أدواراً مهمة في علاج حالات المشاكل النفسية المختلفة، حيث يعملان بالتعاون مع بعضهما لتأمين أفضل علاج متوفر للمريض النفسي.
على سبيل المثال؛ قد يبدأ المريض النفسي أولاً بـ استشارة طبيب العائلة حول المشاكل النفسيّة التي يعاني منها، ثم سيعمل طبيب العائلة على توجيه هذا المريض نحو معالج نفسي موثوق به؛ ليحصل المريض على مزيد من الرعاية والتقييم السليم لحالته، وبعد أداء المعالج النفسي لمهمته في تقييم الحالة وتقديم العلاج السلوكي المناسب، قد يحيل المريض إلى الطبيب النفسي الموثوق به ليصف له الدواء المناسب لحالته، وتهدف هذه الحلقة العلاجية إلى تقديم أفضل علاج ممكن للمشاكل النفسية